رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الله حياتنا - أ. بولين تودري مقدمة لكُلٍ منا قصة في هذه الحياة، يتكون نسيج القصة مِن أفراح وآلام، نجاح وفشل، صحة ومرض، غِنى وفقر...... وأبطال القصة في حياتنا كثيرون: منهم الأسرة، الظروف التي نشأنا فيها، أصدقاء الدراسة، الجيران، الأقارب، المعارف، ثقافة كُلٍ منا..... كُل هذا يشترك في تشكيل شخصياتنا بكُل ما فيها مِن نُقط ضعف وقوة، بكُل ما فيها مِن مواهب وإمكانيات. وهذه الشخصية هي التي نشُق بها طريقنا في الحياة. لذلك نجد أن لكُل منًا قصة تختلف عنْ الآخر اختلافًا كاملًا. ولكن، بالرغم مِن هذا الاختلاف الواضح بين قصة كُلٍ منًا، إلا أنه يوجد عنصرين نشترك فيهما جميعًا: 1-أننا عمل الله:هكذا أعلن لنا الوحي الإلهي حينما قال: "جبل الرب الإله آدم تُرابًا مِن الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حية" (تك2: 7). وأيضًا قال: "في البدء كان الكلمة. وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كُل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو1: 1-3). فالله الكلمة ربنا يسوع المسيح هو مصدر الحياة التي يحياها كُلٍ منًا، ولا نستطيع أن نُنكر أننا "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع17: 28). مهما اختلفت جنسياتنا، وعقيدتنا، فنحن عمل الله ومنه. 2- أننا صورة الله: وأعلن لنا الوحي الإلهي هذا أيضًا حينما قال: "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها" (تك1: 26- 28). فكُلٍ منًا يحمل صورة الله في داخل نفسه، صورة العدل والخلود والحب والبذل والوجود والعقل....... ولكن: بالرغم مِنْ أن كُلٍ منًا نسمة حياة خرجت مِنْ عند الله لتعيش في هذا العالم وتحمل في طياتها صورة الله ذاته، إلا أننا نختلف بعضنا عن بعض -ولا أعنى بالاختلاف هنا اختلاف الشخصيات، لأن هذا الاختلاف مهم وضروري لإثراء الحياة- ولكنني أعنى أننا مُختلفين في درجة تحقيق حضور الله في حياتنا. إنه موجود في حياتنا -لا جدال في هذا- ولكن حضوره الحي وعمله فينا يختلف مِن فرد إلى آخر. مهما ابتعدنا، ومهما ضللنا، ومهما هربنا، فلن نهرب مِن حقيقة وجود الله في حياتنا "ها ملكوت الله داخلكم" (لو17: 21). ولكن كُلٍ منًا يهرب مِن الله الساكن فيه بمقدار يختلف عن الآخر بحسب شدة الخطية المُتسلطة عليه، أو قوة العادات السيئة التي تملكت عليه نتيجة للاحتكاك الخاطئ بالحياة بعيدًا عن الله، أو مقدار انشغاله في اهتماماته اليومية والتزامات الحياة المُختلفة، أو طريقة ترتيب اهتماماته وأولوياته...... نحن نتضرع إلى الله لكي لا نكون مِن هؤلاء الناس الذين يتفننون في الهروب مِن الله، ويتلمسون الأعذار لأنفسهم في ذلك، مثل المدعوين إلى العُرس، الذين اعتذر أحدهم بأنه اشترى حقلًا ومُضطر أن يخرج لينظره، وآخر اشترى خمسة أزواج مِن البقر وهو ماضي ليختبرها، وآخر تزوج بامرأة ولا يقدر أن يتركها... (لو14: 15-24). بل إننا بنعمة الله نشتاق أن يكون الله حي وحاضر فينا. ونرجو أن تنمو حياتنا في الله يومًا فيومًا، ونجد تعاقب الأيام يُزيدنا حُبًا والتصاقًا بالرب. ونحن في محاولة الآن لنتعرف على بعض المعاني والحقائق التي إذا قبلناها وتمسكنا بها، فهي تُساعدنا على تحقيق حضور حي دائم لله في حياتنا. وليكن قائدنا في هذه المحاولة كلمة الله الحية نفسها. فأدعوك الآن يا صديقي لسياحة في إنجيل مرقس الأصحاح السادس مِن آية 45 إلى آية 53 (مر6: 45- 53). والتي تقول: "وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة إلى العبر إلى بيت صيدا حتى يكون قد صرف الجمع. وبعد ما ودًعهم مضى إلى الجبل ليُصلى. ولما صار المساء كانت السفينة في وسط البحر وهو على البر وحده. ورآهم مُعذبين في الجذف. لأن الريح كانت ضدًهم. ونحو الهزيع الرابع مِن الليل أتاهم ماشيًا على البحر وأراد أن يتجاوزهم. فلما رأوه ماشيًا على البحر ظنوه خيالًا فصرخوا. لأن الجميع رأوه واضطربوا. فللوقت كلًمهم وقال لهم ثِقوا. أنا هو. لا تخافوا. فصعد إليهم إلى السفينة فسكنت الريح. فبُهتُوا وتعجبوا في أنفسهم جدًا إلى الغاية. لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة. فلمًا عبروا جاءوا إلى أرض جنيسارت وأرسوا". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|