البابا الرسولي يشهد لعظمة جهادها
والطوباوية التي احتملت بصدق هذه الضربة، لم تكن تصبر بهدف عدم السقوط فقط، بل أيضًا كانت تصارع العدو. وأيضًا بالتعاليم الصالحة كانت تشفى الذين كانوا يتضررون جسديًا من العدو، وتنتشل النفوس لكي لا يعصف بهم الأسد الشره للدم. وكانت تداوى الجروح بأدوية الرب المخلصة. وكانت تحفظ وتحمى بعض النفوس الغير مجروحة، بأن توضح لهم فخاخ إبليس الماكر، وتعمل على أن يتحرروا من الخطية.
108- ومن أقوالها المدهشة: "لا تتقيدي بالنفوس التي كانت قبلًا مع الله، لأنه عن طريق هؤلاء بالخصوص يقاومك العدو، لأنه في وقت راحتهم يصر بأسنانه عليهم حتى يستسلمون له، ثم يجعلهم يهجرون السهر ويدفعهم فجأة إلى النوم، وساعتها ليس لا سبيل لصلاحهم. وحينما يكونون مطمئنين يأتي عليهم بأفكاره التي تجعلهم يضطربون ويصيرون في وضع سيء تمامًا وبلا قوة ولا يمتلكون أي شرارة صالحة، وفى مرات أخرى يأتي لهم بأخبار سارة، ويكون مشتركًا مع المقاومين في أي خصام أو نزاع. وفى مرات كثيرة يرتب خزي للإنسان ويشوش عليه بكل شيء خليع، ومع ذلك يكون رحيمًا. وأحيانًا كثيرة يكون متحمس جدًا للعيش باعتدال، بالصوم وبتكرار التداريب المؤلمة، هؤلاء هم المدبرون الذين يتكلمون بالباطل.
109- ويجب على الصغار أن لا يكونوا مهملين أو متوانين لكي لا تفسد قوتهم بل يجب أن يحرموا نفسهم من شرب الماء فترة من الوقت، وهم بذلك حقًا ينالون النعمة الإلهية العظيمة التي تعطى للبشر الصالحين، ونجد أنفسنا نفكر مثلهم بغير فزع مما نتعلمه، بل وأكثر من ذلك نعطى نعمة الجهاد مع النفس ضد الإهانات والإساءات الكثيرة. وربنا، الأب الحقيقي، مستعد لتتميم رغبة أولاده ويمد لهم يد المعونة في مسيرتهم، ويخلص بالحقيقة من الأخطار الكثيرة التي نوجد فيها، ويتيح لنا الفرصة لكي نتحرك بعيدًا عنها قليلًا، وكم من مرات كثيرة يظهر لنا الغرض منها حتى نتحرر منها، ومع القليل الذي سهل أخذه نتعلم كيف نسهر ونحفظ القوة الأعظم".