18 - 07 - 2014, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
حديث آخر للطوباوية عن المحبة والبعد عن الغضب 61- "المحبة هي كنز ثمين، لذلك يؤكد الرسول عليها في كلامه، وحتى إذا اقتنيت كل شيء وأرهقت الجسد وليس لي محبة، فكأني لم أقتنى شيئًا: "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسًا يطن أو سنجًا يرن.... وإن سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا" (1كو 13: 1- 3). عظيمة هي المحبة للصالحين، كما أنه مخيف وعنيف الغضب عند الأشرار. لأن الغضب يجعل النفس مظلمة ويزعجها ويقودها إلى الحمق. السيد الرب دبر لنا الخلاص من كل شيء، ولن يسمح بأي حال أن تكون النفس بلا أي حماية ولو قليلة. رغبة وشهوة العدو هي في إثارتنا وزحزحتنا، ولكن الرب يحاربه فينا بالانضباط والاعتدال. الكبرياء يحدر النفس، أما الاتضاع ليس بعيدًا عن أن تناله النفس. الكراهية تنفخ النفس، أما المحبة تجعل النفس أكثر ثباتًا. ومن منا تثيره سهام العدو، فإن أسلحة محاربتنا بالرب تجعل العدو يسقط من ذاته، وتقودنا إلى الخلاص منه ومن الخضوع لعثراته وسقطاته. 62- الضرر من غضب الأشرار، لأنه قال: "غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 20). لذلك يجب على الإنسان أن يتحكم في غضبه، ويدرك الفائدة من ضبط الغضب في حينه، وإن كان ينبغي أن نغضب فلنغضب ضد ما هو نافع للشياطين. لأنه من غير اللائق أن نتصرف بعنف تجاه الناس، لأنه بالعنف نقع في الخطايا، فيجب أن نتوب عنه وأن نوقف آلام الغضب في أنفسنا. 63- وأيضًا حتى الذين يغضبون قليلًا فهم محسوبين من الأشرار، ومن يحقد على الكل فهو أكثر قسوة. لأن دخان الغضب تزعج النفس وتجعلها تنحل، وأيضًا الحقد والرغبة في الانتقام يعيق بنيان النفس وثباتها، فهو عمل أكثر بغضة من عمل الأفعى نفسها. ومثل الكلب الذي ينبح من أجل الأكل، هكذا من يتحول إلى الغضب. وأيضًا من يتظاهر باللطف في التعامل فهو يتصرف مثل الحية. والذي يصل إلى الرغبة في الانتقام والحقد لا يقبل النصيحة ولا تشبعه الوداعة. وبالحقيقة ولا واحد من كل الذين يغيرون فكرهم عن ألم الغضب هذا يشفى منه في الوقت المناسب. وكل هؤلاء الدائمي الاشتعال بالغضب فهم أكثر المخالفين للناموس، لأنهم لا يطيعون كلام الله القائل: "اذهب أولًا اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 5: 24)، وفى مكان آخر يقول: "لا تغرب الشمس على غيظكم" (أف 4: 26). 64- إن الصلاح والخير هو في عدم الغضب. وإذا صار عمل الخير كثير في نهارك، فإن هذا سيبعد الألم عنك، لأنه قال: "لا تغرب الشمس على غيظكم". فأنت عليك أن تراقبي الشرور التي تحدث منك في كل وقت حتى نهاية اليوم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هل أنت لا تعرفي القول القائل: "يكفى اليوم شره" (مت 6: 34). من يضطهد الإنسان ويجعله في حزن، ليس هو الذي يخطئ، بل الشيطان، فإنه يضطهده في المرض أو في الصحة، كما قال المرتل: "لماذا تفتخر بالشر أيها الجبار؟" (مز 52: 1)، إن هذا المزمور يساعدكم. ولكن المعصية كل يوم تأتى من تجاهلك في سلوكك لكلام الناموس القائل: "لا تغرب الشمس عن غيظكم". ويقول أيضًا: "لسانك يخترع مفاسد كموسى مسنونة يعمل بالغش" (مز 52: 2)، لأنه لا يكف عن الإهانة وتشويه السمعة والافتراء على الأخوات. أما الصلاح الذي فيك يتعامل مع هذا الافتراء بالتسبيح بالروح القدس قائلًا: "يهدمك الله إلى الأبد. يخطفك ويقلعك من مسكنك ويستأصلك من أرض الأحياء" (مز 52: 5). فلنجاهد بالنعمة ضد تذكر الشر والرغبة في الانتقام. 65- فلنحتمي بمخافة الله من تذكر الشر والانتقام. لأن كثيرين يخضعون لحسد شخص ما، أو يسببون له الحزن ويفترون عليه، فإنهم يجلبون على أنفسهم الموت بهذه الشرور. لأنهم يكونون أداة في يد العدو. ومرات كثيرة يكونون سيف ذو حدين أصعب من سيف الجراحات. وأحيانًا كثيرة نحصل على الشفاء من الزنا والطمع والقتل ونخلص بالتوبة، أما الانتقام وتشويه السمعة أعتقد أنه سيف مخفي داخل النفس يخرج في وقته. ولا يستطيع أن يقضى على هذا البلاء من نفسه، مثل الاستخفاف من الذين يأكلون بصوت عال. وبالمثل لا نسخر إطلاقًا من الذين يسخرون من الآخرين لكي لا نهلك بسببهم. 66- بالحقيقة مرهق ومحزن الافتراء وتشويه السمعة. وقد يوجد أحد غذاؤه وراحته في أذية بعض البشر. أما أنت فلا تقبلي أي إشاعة أو خبر باطل، ولا تكوني حاملة لشرور الآخرين، بسيطة النفس تكون مهيأة لهذه الحياة. لأن قبول الأحاديث الغير لائقة تدنس النفس، وتلوث أفكارك في الصلاة، وببساطة تدفعك إلى الكراهية. لأن انغماسك في إشاعة الشتائم والإهانات عمل غير إنساني، ولا ينتج عنه سوى التفرس في كل شيء، مثل العين التي تفضل الانغماس في الملذات أكثر، وبلا شك تصل لذلك بتواجدها في المهرجانات والاحتفالات. 67- يجب مراقبة ما نقوله أو نسمعه حتى لا نشترك في مثل هذه الأحاديث، ولا نتأثر أو ننفعل بما نسمعه، لأنه مكتوب: "لا تقبل خبرًا كاذبًا. ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم" (خر 23: 1)، وقال أيضًا: "الذي يغتاب صاحبه سرًا هذا اقطعه" (مز 101: 5)، "من جهة أعمال الناس فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" (مز 17: 4). فنحن لا ننطق أو نتحدث عن هذه الأعمال، ويجب أن لا نصدق مثل هذه الأقوال ولا ندين أو نحكم على الذين يقولونه، لأنه مكتوب في الكتاب المقدس: "أما أنا كأصم. لا أسمع. وكأبكم لا يفتح فاه" (مز 38: 13). 68- ويجب أن لا نفرح بمحبة أحد هؤلاء الأشرار، وأن نبتعد عنهم. لأن البعض منهم يتكلمون بجهل وحماقة ويسخرون من من يتم جلده أو سجنه، وهم بذلك كمن ينشرون الحزن والكآبة في وسط وليمة. أما أنت فانشري الخير بالأعمال التي تقومين بها، وبثقة وشجاعة تظلين في سيرتك وسلوكك. ولماذا يجب أن تكون أعمالنا مثل أقوالنا ما دام الكتاب قال: "حادثة واحدة للصديق والشرير.... كالصالح الخاطئ" (جا 9: 2). لأننا نحن هنا مرة واحدة، ولكن لكل واحد أسلوب في حياته مختلف عن الثاني، ولذلك ما سوف نناله في السماء مختلف عن بعضنا البعض. 69- ولا يجب أن نكره الأعداء. لأن السيد الرب بذاته وضع لنا هذا النظام، حينما قال: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك" (مت 5: 46). لأن الإنسان الصالح لا تقيده حدود في المعاملات، وأيضًا يجاهد ويكافح تجاه أي فخ يتعرض له، لأنه منقاد بالمحبة للكل، والتعاليم الإلهية تجعله محتاجًا إلى جهاد كثير لكي يمحو آثار أي أمر سيء. لأنه لا يوجد اطمئنان أو راحة في ملكوت السموات إلا للمجتهدين، لأنه قال: "ملكوت السموات يغصب والغاصبون يخطفونه" (مت 11: 12). 70- وكما أنه يجب ألا نكره الأعداء، يجب أيضًا ألا نتجنب المتهاونين والمتكاسلين، أو نسخر منهم. وحقًا من المناسب أن يقال للبعض في تقدماتهم لأنفسهم ما هو مكتوب: "مع الطاهر تكون طاهرًا ومع الأعوج تكون ملتويًا" (مز 18: 26)، وهو يقصد بهذا أن هروبنا وتجنبنا للخطاة لن يغيرهم، والذين يفعلون هذا فإنهم يسلكون بحماقة. والروح القدس لا يفرض التغيير على المعوجين، ولكن المعوجون هم الذين يقومون ويصححون من أنفسهم. ومن يتغير يكون كمن يسحب نفسه بنفسه من أهل الشمال إلى أهل اليمين". |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|