ترجمة النصوص، عرض وتحليل
ترجمة النصوصعن
SOURCES CHRETIENNES
DIDYME L’AVEUGLE
SUR ZACHARIE
Texte inédit d’aprés un papyrus de Toura
Introduction, texte critique, traduction et notes de Louis Doutrclean S. J. du secretariat des “SOURCES CHRETIENNES”
TOME I
ولد ديديموس في الإسكندرية وعاش فيها أو في ضواحيها طوال حياته من سنة 313 م. حتى سنة 398 م.(1). فقد ولد عندما انتهت إضطهادات دقلديانوس في مصر. وفقد بصره في طفولته عندما كان عمره حوالي خمس سنوات. ونتساءل: كيف توصل إلى التعلم منذ ذلك الحين.
كان موهوبًا بالانتباه إلى الأمور الروحية يتذكرها ويتذوقها، وظهرت عليه علامات ذلك منذ نعومة أظفاره، كما أنه كان يعيش في وسط ثقافي منظم اجتمعت فيه الظروف الملائمة لنموه العقلي كضرير.
وكان عمره اثنتا عشر سنة وقت مجمع نيقية الذي حرم أريوس. وعندما تولى القديس أثناسيوس عرش بطريركية الإسكندرية كان ديديموس لا يزال عمره خمس عشرة سنة. وعندما نفي القديس أثناسيوس لأول مرة كان ديديموس قد بلغ الثالثة والعشرين. وفي هذا لاسن يستطيع الإنسان أن يحدد موقفه، فجعل القديس من معركة أثناسيوس معركته الخاصة، فكانت الضربات التي تصيب البطريرك تصيبه هو أيضًا، مع انه كان يعيش منعزلًا عند مداخل الإسكندرية مع المتوحدين العديدين الذين تفرقوا هناك بالآلاف. وقد زاره "بالاديوس" Palladius في العشر سنوات الأخيرة من القرن الرابع.
ان حياة الرهبنة لا تمنع الاستزادة من العلم. ولا يعرف كيف صار ديديموس سريعًا أستاذًا ومعلمًا،إلا أن ذلك على أي حال كان بموافقة القديس أثناسيوس الرسولي ويفضل نصائحه له. فقد جمع ديديموس في ذاكرته كل المعارف التي كانت متداولة في عصره. وكانت ذاكرته لا تخونه أبدًا.
ولم يفتأ الناس يتهافتون على حضور محاضراته انه حتى نهاية القرن الرابع. ومن أشهر تلاميذه "روفان" Rufin d’Aquilée (القديس روفينوس)، و"ميلانيه" Mélanie l’Aneienne والقديس "جيروم" St. Jérome (القديس إيرونيموس).
أما عن حياة ديديموس الضرير فأننا لا نعرف إلا القليل عنها، أين مكان تعليمه؟ هل هو قلاية مع ملحقاتها أم في مكان عام في المدينة؟ ولا بد لنا من صرف النظر عن معرفة من الذي كان يصرف على صيانة مكتبته ومكتبه، ومن الذي كان يخدمه في القراءة، ومن الذي كان يحرسه ويقوده خارج مسكنه
تنيح القديس أثناسيوس سنة 373 وخلفه الأنبا بطرس الثاني (373-380) وكان الأريوسيون يدبرون المؤامرات الكثيرة ويزيدون أعمال العنف. فلم تكن فترة هدوء بالنسبة لديديموس.
وبالإضافة إلى هرطقة أريوس ظهرت هرطقة مقدونيوس أيضًا. فصار ديديموس الذي كان خصمًا للأريوسيين مع القديس أثناسيوس، خصمًا للمقدونيين أيضًا، وكتب مؤلفه عن الروح القدس.
ولكن الهدوء عاد إلى الكنيسة بعد مجمع القسطنطينية سنة 281 فعاش منذ ذلك الحين ديديموس عيشة هادئة في عزلته منصرفًا إلى عمله المفضل وهو تفسير الكتاب المقدس. فكان يعمل طالما وجدت لديه القوة للعمل.ورقد في الرب بعد خمس وثمانين سنة قضاها في الجهاد والأمانة المسيحية.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) هذه التواريخ محسوبة حسب أقوال "بالاديوس" PALLADIUS Bistoire Lsusiaque.