رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل شهد أحد من الملحدين للكتاب المقدس؟ ج: شهد بعض الملحدين لقوة وعظمة وتأثير الكتاب المقدس على البشرية إذ يقودها نحو الصلاح والنظام والتقدم والرقي، كما شهد بعضهم لقوة وعظمة شخصية الرب يسوع فيضعونه على رأس قائمة الشخصيات المؤثرة، وبعض منهم آمن فنال السعادة والخلاص، وبعضهم ظل في إلحاده وعبَّر عن شقاوته ويأسه وأحزانه، وإليك يا صديقي بعض الأمثلة الحية لشهادة هؤلاء الذين قادوا هجومًا شرسًا ضد الكتاب الخالد. أولًا: ملحدون شهدوا للكتاب: 1- الملحد "تشارلز داروين" صاحب نظرية النشوء والارتقاء، وبعد أن قام بجولة حول العالم وعرف تاريخ الأمم، فكتب في جرناله (يومياته) ص 404، 425 يقول أنه لم يكن هناك بلد أسوأ من نيوزيلاند قبل إيمانها، وعندما عاد إلى إنجلترا وجدهم ينتقدون بشدة المبشرين المسيحيين، فدافع عنهم قائلًا " أن هؤلاء المنتقدين ينسون أو يتناسون ما قد صار في نيوزيلاند من إلغاء الذبائح البشرية التي تقدم تحت سيطرة كهنوت وثني لم ير العالم مثيلًا له في الشر، ومنع (الإيمان بالمسيح) قتل الأطفال، وأنهى الحروب الدموية التي لم تكن تشفق على طفل ولا على امرأة، وقلل الغش والسكر والفحشاء، وذلك بإدخال المسيحية فيها، ولو ارتطمت سفينة على جزيرة غير معروفة لصلى الإنسان صلاة حارة وتمنى أن يكون أهلها قد سمعوا تبشير المبشرين حتى يطمئن على حياته.. إن عمل المبشر هو بمثابة عصا الراقي فترى البيوت تبنى والحقول تحرث والأشجار تغرس بأيادي نفس النيوزيلانديين. إن التحسن المطرد الناتج عن انتشار الإنجيل في جزر البحر الهادي لمن النوادر في التاريخ " (58) 2- الملحد " توماس هكسلي " الذي كتب كثيرًا ضد الكتاب المقدس ورغم أنه امضي سنوات طويلة يجادل السيد غلادستون حول الكتاب المقدس دون جدوى ومع هذا فقد اعترف بأنه لا يوجد بديل للكتاب المقدس. بل وأوصى بتدريسه في المدارس لتهذيب التلاميذ فقال في مجلة "كوتيمبوراري ريفيو في شهر ديسمبر 1870م" لكني ألتزم أن أعترف بحيرتي الشديدة لمعرفة ماذا أعمل في حالة الاستغناء عن الكتاب المقدس لكي أبني في التلاميذ تلك الروح من القيم التي هي قاعدة السلوك الأساسية، فأجد الأدبيين الوثنيين خالون من الحياة والطعم.. أن الكتاب المقدس دخل في كل ما هو حسن ونبيل في حياة الأمة الإنكليزية. أنه مكتوب بأجمل الأساليب وأجمعها لمحاسن الذوق الأدبي الرائع، وأخيرًا يُعلِم الكتاب المقدس حتى القروي الذي لم يغادر ضيعته قط ولا يعلم بوجود بلاد غير بلاده، وحضارة غير حضارته " وفي كتابه "مقامات في مسائل غير متفق عليها" قال أيضًا "كان الكتاب المقدس في كل الأجيال دستور الفقراء والمتضايقين وإلى يومنا هذا لا نجد في مملكة من الممالك دستورًا يحافظ على مصالح الفقراء، ويبيّن واجبات الحكام قبل امتيازاتهم مثلما نجد في الكتاب المقدس.. ولا نجد في كتاب آخر إثباتًا وإيضاحًا للحقيقة القائلة أن دوام خير المملكة يتوقف على استقامة رعيتها كما نجد في هذا الكتاب.. أني لا أعتقد أن الجنس البشري لم يزل بحاجة إلى الكتاب المقدس وقد لا يستغنى عنه أبد الدهور" (59) ثانيًا: ملحدون يشهدون للمسيح والمسيحية: 1-الفيلسوف الملحد الأيرلندي " وليم أ. ه. ليكي " الذي مات سنة 1903م. في كتابه "تاريخ الآداب الأوربية " قال في ص928 " قُضى أن يكون من حظ المسيحية أن تقدم للعالم الشخصية المثلى (السيد المسيح) الشخصية التي أضرمت طيلة ثمانية عشر قرنًا الحماسة والمحبة في قلوب الناس وأثرت فيهم رغم اختلاف أعمارهم وأممهم وأمزجتهم وأحوالهم، وبعثت على ممارسة الفضائل وليس على الإعجاب بها فقط، فآثرت فيهم تأثيرًا عميقًا حتى نقول أن تاريخ ثلاث سنين قصيرة من حياة الخدمة (خدمة الرب يسوع في الجسد) كان أفضل في إصلاح البشر وتربية أخلاقهم من جميع مقالات الفلاسفة وعظات الأدبيين" (60) 2-الملحد " استويرت ميل " الاقتصادي الإنجليزي وفيلسوف الطبيعة قال في كتابه "مقامات السيد استويرت" ص253-255 "الآن يبقى السيد المسيح شخصًا منفردًا لا يعادله أحد بين الذين سبقوه وليس له شبيه بين تابعيه.. ولا يجدي نفعًا أن نقول أن شخصًا مثل هذا المرسوم في الأناجيل أنه لم يكن، أو أن ندعى أن كثيرًا مما يثير الإعجاب به قد أُضيف إلى القصة، لأنه مَن من تلاميذه، ومن دخلائهم كان له القدرة على استنباط الأقوال المنسوبة إلى الرب يسوع في الأناجيل أو على تصوَّر صفات مثل صفاته؟! أكان صيادو الجليل قادرين على ذلك؟!! " (61) 3-كتب " ه.ج.ويلز " في مجلة "أمريكان ماجازين" في شهر يوليو سنة 1922م يشهد قائلًا "تشعر بشيء من الجاذبية الخلابة التي جرَّت الناس إلى ترك أشغالهم ليتبعوه وهم لم يروه مثلًا إلاَّ مرة واحدة فقط، لأنه قد بث في قلوبهم المحبة والشجاعة، وبحضرته تقوى الضعفاء والمرضى، وتكلم بحكمة ومعرفة تحير كل الحكماء الحاذقون.. فالمؤرخ إذًا..يكتب اسم يسوع الناصري في رأس قائمة الشخصيات البارزة في تاريخ العالم" (62) 4- الملحد " رومانس " الذي كتب في نهاية حياته كتابه "التأملات في الدين" قال في صفحة 170-171 "ليس أن المسيحية تقدمت تقدمًا فاقت به كل الأديان فحسب بل تقدمت أيضًا كل نظام فكري في روحياتها وأدبياتها، فهي -حقيقة كانت أم كذبة- قد بلغت في حقل الأفكار والتصرف والجمال مستوى عاليًا لا يقرب منه أي نظام آخر من الفلسفة أو العلم أو الشعر، أنه لأعظم عرض للكمال والجمال ولكل ما عرفه التاريخ مما يؤثر في الروحيات ماذا عملت كل العلوم وكل الفلسفات في رفع مستوى أفكار البشرية بالنسبة لما عمل التعليم أن الله محبة؟! " (63) ألا يليق بنا يا أحبائي أن نترك هذا الكتاب برهة ونغمض أعينا لكيما نسبح ونمجد إله المحبة. ثالثًا مأساة ملحد: مثَّل الكاتب المشهور " و.و.ساندوز " شخصية الإنسان الذي لا يهتم بشيء، ولا يدرى إن كان الكتاب المقدس هو كتاب السماء أم لا، وقد كتب مقالًا مؤثرًا للغاية في مجلة "أمريكان ماجازين" في نوفمبر سنة 1930م، ومن العبارات التي جاءت في هذا الكتاب ما يلي" دعني أقدم لكم إنسانًا يشعر بالوحشة والتعاسة أكثر من أي إنسان آخر في العالم.. هو إنسان يقول "لا أدري" فهو لذلك بلا إله والبعض يسمونه ملحدًا.. إنني لصاحب صلاحية خاصة في أن اقدم لكم هذا الإنسان لأنني أنا هو. نعم، أنا نفسي ذلك التعيس "اللاأدري".. اللاادريّين قد انتشروا في كل مكان..وربما يدهشكم أن تعرفوا أن "اللا أدري" يحسدكم على إيمانكم بالله وثقتكم بالحياة بعد الموت ويغار من رجائكم المبارك بأن تلاقوا أحباءكم في الأبدية حيث لا وجع ولا موت، وتمنى أن يعتنق إيمانكم لكي يتعزى به.. وأما هو فليس له إلاَّ القبر وانحلال المادة الأولية.. اتساءل:هل هذا العبث هو غاية الحياة البشرية وثمر مجهوداتها..؟! قد يتظاهر "اللاأدري" بالشجاعة ويواجه الحياة بابتسام ولكنه ليس سعيدًا.. وإذ يقف منذهلًا أمام سعة الكون وجلاله، وهولا يعلم من أين أتى أو لماذا جاء، وينظر بهول إلى فسحة الفضاء وعدم محدودية الوقت، ويشعر بصغر نفسه وضعفها وقصر حياته. ألاَّ تظنون أنه مثلكم يريد ان يكون له إيمانًا يستند إليه ورجاءًا يقويه؟! أنه هو أيضًا يحمل صليبًا.. فاللاأدري.. يتأثر تأثرًا عظيمًا من قوة إيمانكم إذ يشاهد كيف يتغير السكارى ويتجدَّد الإباحيون وقد رأى المرضى والشيوخ والمتروكين وهم يتعزون، وأعجبته أعمال هذا الإيمان الخيرية من إنشاء المدارس والمستشفيات والملاجئ..أن هذه الأرض في نظره ما هي إلاَّ رمث طاف في بحور الأبدية لا غور لها ولا أفق، وفي قلبه وجع وهم لأجل الطافين عليها معه إذ يحملهم التيار إلى حيث لا يدرون" (64) كم نشكرك يا إلهنا الحنون إذ منحتنا الإيمان بك، ووهبتنا كلامك الحلو المعزي في كتابك الخالد، ولا يسعني يا صديقي إلاَّ أن أختم إجابة السؤال بكلمات أحد الأخوة الذي قال "لكلمات السيد المسيح حلاوة العتيق ونضارة الجديد، لها بساطة الطفل وحكمة الله، لها نعومة الحب وقوة البرق الذي يشق أعظم الجبال.. لقد فشل الناقدون في محاولتهم إزاحة السيد المسيح عن كونه كمال القداسة المجسمة، وتحطمت أمواج الإلحاد الهائجة عند قدميه، وعادت تاركة إياه واقفًا المثل الأعلى.. راحة التعابى ورائحة العالم والزهرة السماوية الوحيدة في بستان الأرض.. يقف الرب يسوع بارزًا بين أعظم الناس لا يقاربه أحد في صفاته، فترونه وهو يسير عبر الأجيال في موكب النصرة ويشع حوله ومنه مجد أبدي أرغم حتى الناقدين على الانحناء أمامه خشوعًا واحترامًا.. قد تلاطمت أمواج الانتقاد على صخر الدهور وتحطمت، وبقى السيد المسيح، حسب النبوات عنه الحجر المغناطيسي الذي يجذب الجميع إلى نفسه" (65) يا أحبائى.. من الذي يزرع أفكار النقد ويشكك في كلام الله إلاَّ الشيطان الذي شكك أمنا حواء في بداية الخلقة حتى أسقطها وأسقط معها آدم والجنس البشرى كله..؟! فمتى أسقط الشيطان الإنسان في الشك فإنه يضمنه إلى جانبه،ولذلك لا يكف الشيطان عن زرع أفكار الشك والنقد، وكما استخدم الحية من قبل واختفى فيها ونطق على لسانها فإنه الآن يختفي في الحيات البشرية وينطق على ألسنتهم، وينفث بسمومه إلى أولاد الله مشككًا إياهم في كلمة الله التي تفضحه وتظهر حقيقته وتعلن عن نهايته المروعة. وأخيرًا: كيف نتعامل مع الذين يهاجمون الكتاب؟ أ- نحن نشفق عليهم لأنهم يناطحون صخر الدهور، ونصلى من أجلهم ليفتح الله بصيرتهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
استقبالك للكتاب المقدس |
مسح شامل للكتاب المقدس |
سؤال هل تنبأ الكتاب المقدس عن الملحدين؟ |
استخدامك للكتاب المقدس |
مخطوطات للكتاب المقدس |