منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 07 - 2014, 09:52 PM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,832

لولا الصليب لما كان بوسعي أبداً أن أؤمن بالله. إن الإله الذي أؤمن به هو الذي سخر منه نيتشه باعتباره ”الله الذي على الصليب". في عالم الألم الذي نجد أنفسنا فيه، كيف يمكن لشخص أن يعبد إلهًا محصنًا ضد ذلك الألم. دخلت معابد بوذية كثيرة في بلدان آسيوية مختلفة، ووقفت باحترام أمام تمثال بوذا الجالس متصالب الساقين، مكتوف اليدين، ومغمض العينين، وعلى فمه يطوف شبح ابتسامة، ويتجه نظره إلى نقطة بعيدة، منفصلاً عن آلام العالم. لكن في كل مرة كان عليّ أن أحول نظري عنه بعد فترة. وكنت في تخيلي التفت إلي ذلك الرجل، الوحيد، المعذب، وهو يتلوي بالألم على الصليب، وقد دقت المسامير في يديه وقدميه، وتمزق ظهره، وخلعت أطرافه، وراح جبينه ينزف دماً بسبب إكليل الشوك، وجف حلقه من شدة العطش، وغاص في ظلمة ترك الله له. هذا هو إلهي! لقد نحى جانباً مناعته ضد الألم، ودخل عالمنا، عالم اللحم والدم والدموع والموت. تألم لأجلنا. أصبحت آلامنا أكثر احتمالاً بسبب آلامه. ما تزال هناك علامة استفهام حول الألم البشري، ولكن علينا أن نتجرأ ونطبع فوقها علامة أخرى، هي الصليب الذى يرمز إلى الألم الإلهي. "إن صليب المسيح… هو التبرير الذاتي الوحيد لله في عالم كعالمنا."

تروي المسرحية القصيرة "الصمت الطويل" هذا الأمر هكذا:

في نهاية الزمن - تفرق آلاف الملايين من الناس في سهل فسيح قدام عرش الله. ارتد معظمهم إلى الوراء من النور المتألق أمامهم. لكن أفراد بعض المجموعات كانوا يتحادثون بحدة - لا بحياء متملق بل بتمرد ووقاحة.

قالت شابة سمراء بنبرة حادة: "هل يستطيع الله أن يديننا؟ كيف له أن يعرف الألم؟" ومزقت كم قميصها لتظهر رقماً كتب بالوشم على ذراعها في معسكر تعذيب نازي. وتابعت: "لقد عانينا من الرعب… والضربات… والتعذيب… والموت!"

وأزاح صبي أسود ياقة قميصه وسأل وهو يظهر حرقاً بشعاً خلّفه حبل المشنقة، "ما رأيكم بهذا؟ لقد شنقوني، لا لجرم سوى أني أسود!"

ثم وقفت طالبة، وكانت حاملًا، حزينة العينين، تشكو حالها: "لماذا ينبغي أن أتألم؟ لم يكن خطأي."

وعلى امتداد السهل الفسيح وقف المئات من هذه المجموعات. وكان لكل منهم شكوى ضد الله بسبب الشر والألم اللذين سمح بهما في عالمه. وقالوا: "كم كان الله محظوظاً، إذ عاش في السماء حيث كل هناء وضياء، وحيث لا بكاء ولا خوف ولا جوع أو بغضاء. ماذا يعرف الله عن كل ما أجبر الإنسان على تحمله في هذا العالم؟ الله يحيا في مأمن من كل هذا."

وهكذا أرسلت كل مجموعة قائدها الذي قد اختارته، لأنه تألم أكثر من سواه. واجتمع هؤلاء القادة المنتخبون، كان بينهم يهودي، وزنجي، ورجل من هيروشيما، ومريض مشوه بشدة بسبب الحمى الرثوية، وطفل من ضحايا التاليدومايد. اجتمعوا في وسط السهل وتشاوروا معاً. وأخيراً صاروا مستعدين لعرض قضيتهم. وكانت قضية قوية:

قبل أن يصبح الله مؤهلاً ليكون قاضيهم، ينبغي أن يعاني ما عانوه. قضى قرارهم بالحكم على الله أن يعيش على الأرض كأنسان.

"ليولد كيهودي. ولتكن شرعية مولده موضع شك. ليعط عملاً صعباً إلى حد أن عائلته تعتبره معتوهاً عندما يحاول القيام به. ليخنه أقرب أصدقائه، وليواجه تهمًا باطلة، وليحاكم من قبل محكمة متحيزة، وليحكم عليه جبان، وليعذب.

أخيراً، ليختبر ما معنى أن يترك الإنسان وحيدًا بصورة فظيعة. ثم ليمت، بحيث لا يبقى ثمة شك بأنه قد مات، وليشهد على موته جمهور غفير من الناس."

وبينما أعلن كل قائد جزءاً من الحكم الصادر، علت دمدمات الاستحسان في الجمهور المحتشد. وعندما انتهوا أخيراً من النطق بالحكم خيم الصمت طويلاً. لم ينطق أحد بكلمة أخرى، ولم يتحرك أحد من مكانه، لأنهم عرفوا جميعاً أن الله قد نفذ، من قبل، الحكم الصادر ضده.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكلمة: حيث نتمتع بالأقنوم الإلهي، الكلمة الإلهي
احترس، إذا كنت ترغب في الاستخدام الإلهي، ولا ترغب في الإعداد والتشكيل الإلهي لك
فرح قلبي بعملك الإلهي في وفيهم أيها الكلمة الإلهي
الثقة في صلاح الله، لا تنزع الألم من حياتنا بل ترفعنا فوق الألم
هناك أناس تحدثهم عن الألم فيحدثونك عن الأمل ... هؤلاء نعمة من الله


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024