منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 07 - 2014, 02:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

المشاكل الأسرية

1. المشاكل الأسرية:ومن أهم هذه المشاكل ما يلي:
أ- غياب القدوة وضياع القيم الدينية
ب- التفكك الأسري
ج- بين القسوة والتدليل
د- إهمال الأبناء
ه - غياب أحد الوالدين أو كليهما
1- بموت الأب
2- بانفصال الأب أو الأم عن الأسرة
3- موت الأب وزواج الأم بآخر وإهمال الأولاد أو العكس
4- قد يكون الأب موجودًا في الأسرة بينما هو متغيب عن أبنائه
5- تقع المسئولية في المقام الأول على الأم قبل الأب
6- سفر الوالدين خارج البلاد وترك الأبناء
أ- غياب القدوة وضياع القيم الدينية:

عندما يفتقد الأبناء القدوة ويغيب من أمام أعينهم المثل الأعلى يسهل سقوطهم في الخطأ، وعندما تضيع من حياتهم القيم الدينية يفقد ضميرهم حساسيته، فماذا نتوقع من ابن إنسان مدمن؟! أو ماذا نتوقع من ابن لتاجر مخدرات سيكوباتي قد مات ضميره..؟! جاء في برنامج "خلف الأسوار" يوم 21/1/2001 القبض على أصغر تاجر مخدرات، وظهر فتى صغير في الثالثة عشر من عمره إفتقد القدوة تمامًا لأن أبيه وأمه وأخوته وجده وجدته جميعهم خلف الأسوار بسبب الاتجار في المخدرات.. قبل أن يقبض على أبيه كان يسلمه من 40 إلى 80 تذكرة هيروين، فيبيع هذا الفتى التذكرة بسعر ثلاثين جنيهًا ويضع هذا المبلغ في جيبه أو في الجورب، وعندما ينتهي من التوزيع يتصل بأبيه على الموبايل فيحضر له كمية أخرى، وعندما دخل والده السجن كان يقوم هو بهذه العملية إلى أن قُبض عليه، ويقول هذا الابن "أنا كنت عايز أبقى ذي أي واحد.. أروح المدرسة، وألعب الكرة مع أصحابي.. ألاقي أبويا وأمي جنبي.. لكن أنا لقيت نفسي في عيله كلها بتبيع مخدرات".
أما أبناء الله فحتى لو فقدوا القدوة داخل الأسرة، فإن أمام أعينهم قدوة لا يمكن أن تُفقد أو تغيب.. هذه القدوة ظاهرة ومكشوفة في آلاف الأمناء من الشهداء والقديسين أكليروس وعلمانيين، عاشوا حياة صالحة، وأرضوا الرب في حياتهم وموتهم، وعلى رأس كل هذه السحابة رب المجد يسوع قدوتنا ومثلنا الأعلى، وأيضًا أبناء الله لهم الضمير الحساس المدرب بالروح القدس فلا يستريحون لأي خطأ مهما كان صغيرًا، ولذلك فهم يجاهدون واضعين نصب عيونهم حياة الكمال، وأمثال هؤلاء هم في حصن آمين ضد سموم المخدرات، وهذا ما أثبتته الدراسات إذ إن الأسر التي تهتم بالقيم الدينية من صلوات وأصوام وحضور القداسات، وممارسة الأسرار ولا سيما سر التوبة والاعتراف وسر التناول وحياة مقدسة في الرب هم في منأى عن هوة الإدمان وشروره.
المشاكل الأسرية
ب- التفكك الأسري:

البيت هو خط الدفاع الأول ضد المخدرات، فالأسرة التي يعيش كل عضو فيها مع نفسه، ويهتم بنفسه، وشعاره: هل من مزيد..؟ من السهل أن ينجرف أحد أبنائها في الإدمان.. الأسرة التي تكثر فيها الاختلافات والمنازعات والمشاحنات وتفتقر للجو الأسري البهيج، وتفتقد روح الحب والمودة والترابط، تلفظ أبناءها إلى الشارع، والشارع ليس لديه إلاَّ الانحرافات، فغياب العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة يطرح الأبناء فريسة سهلة للإدمان.. الأسرة التي يسقط أحد أفرادها في الإدمان ولا سيما إذا كان الأب أو الشقيق الأكبر من السهل أن يسقط الابن الثاني والثالث في الإدمان.
لقد أجرى د. ثروت أسحق بحثين على مدرستين من أشهر مدارس القاهرة، وللأسف فإنه وجد نسبة الإدمان مرتفعة رغم ارتفاع مستوى الطلبة إذ إن النسبة الغالبة منهم آباءهم وأمهاتهم أطباء ومهندسين، والسبب الرئيسي في السقوط في الإدمان هو ضعف العلاقات الأسرية.
المشاكل الأسرية
ج- بين القسوة والتدليل:

من أسباب السقوط في الإدمان الأسلوب التربوي غير الصحيح، فالابن الذي يتعرض إلى المعاملة القاسية أو العقاب البدني من أب يستبد برأيه ولا يؤمن بأسلوب الحوار، أو أم متسلطة، فإنه يفتقد الحماية والأمان، ويفتقر إلى الاستقرار، ولا يجد فرحته وأماله في البيت. إنما يكره البيت وربما يكره الأب أو الأم، ويندفع إلى الشارع حيث أصدقاء السوء الذي يقودونه إلى الإدمان.
وأيضًا الابن المدلل، ولا سيما الابن الوحيد، أو الابن الذي تربى وسط البنات، ووجد كل طلباته مجابة، فمتى شبَّ فإنه يعجز عن مواجهة المجتمع، ومن السهل أن ينساق وراء أصدقاء السوء، وعندما يسقط في التجربة الأولى من التعاطي ربما يتلذذ بها ويتمسك بها.. يقول أحد المدمنين " كنت طفل مدلل، وكل اللي أطلبه آخذه، حتى لو طلبت لبن العصفور، وأنا عمري 15سنة.. حدث خلاف بين أبويا وأمي، وحدث انفصال، وبعد انفصال أمي لم أشعر بالحنان، مهما كان الواحد كبير محتاج لحنان الأم. من ساعتها وأنا أشعر بإحباط شديد"(9) ويقول مدمن آخر "أهلي دلعوني زيادة عن اللزوم، وده سبب فشلي، وأنا بالنسبة لي معنديش انتماء لأهلي"(10)
ومن أخطر الأمور على الولد المدلل توافر المال، وغياب الرقابة عنه، فإنه يصبح بمثابة صيد سهل وثمين لأصدقاء السوء.. يحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى(15) قصة الابن الأصغر والوحيد مع أربع بنات لأب يعمل تاجرًا في وكالة البلح، وكانت كل طلباته مجابه، وعندما وصل إلى الثانوية العامة كان يستذكر دروسه مع صديق له في المعادي، ويأخذ كل ما يطلب من مال تحت بند الدروس الخصوصية، حتى وصلت مسحوباته إلى ثلاثة آلاف جنيهًا شهريًا.. أين الرقابة؟! وفي يوم رن جرس التليفون يطلبون الأب في قسم شرطة المعادي.. توجه للقسم فوجد ابنه يفتح عينيه بصعوبة بالغة، ويتحدث بصعوبة أشد، وهو في حالة اللاوعي، وكان الوالد لديه فكرة عن أنواع المخدرات ومدى تأثيرها ونهايتها، فالمسطول هو الذي يتعاطى الحشيش، والمأفين هو الذي يستحلب الأفيون، والمبرشم هو الذي يتناول الحبوب المخدرة، وكم شاهد في الوكالة شبابًا كالزهور حولهم الإدمان إلى أشباح بلا مستقبل، بل أشباح تبحث عن قبر، وكم شاهد شبابًا سقطوا موتى بالسكتة القلبية من البرشام.. لم يتمالك نفسه وصفع ابنه وهو يصرخ "مبرشم يا…" وعاد يصفعه، والابن لا يحس ولا يشعر ولا يعي، وعلم الأب أن الشرطة قد داهمت الشقة فوجدوا نصف دستة من الشباب في حالة لاوعي كامل، وثلاث فتيات في حالة سُكر تام.. تناول الشباب كمية من الحبوب المخدرة مع حقن الهيروين، وجلسوا في حالة لاوعي هكذا، حتى إنهم لم يتمكنوا من ممارسة الجنس مع الساقطات، وكانت تكلفة السهرة نحو ألف جنيه.. بصق الرجل على وجه ابنه، وترك القسم عائدًا إلى بيته لأنه بدأ يعاني من أزمة قلبية، ونقل على أثرها إلى العناية المركزة.
وتولت الأم مسئولية الابن، وأدخلته إلى مصحة وصرفت عليه الكثير، وفي النهاية علمت أن الهيروين كان يصل إليه بسهولة ويسر أكثر مما كان خارج المصحة، فثارت ثورة عارمة، وذهبت إلى إدارة مكافحة المخدرات تستشير المتخصصين، فقالوا لها لو كان لديه إرادة قوية وتوقف عن تناول المخدر لمدة أسبوع يمكنه أن يُشفى، فحبسته في المنزل لمدة شهر، وتناوبت الأخوات عليه الحراسة، والابن يتألم ويتأوه ويصرخ، ويحاول الإفلات فربطوه بالحبال، والأم تقول له " الموت أو الشفاء".. مر الشهر وتحسنت صحة الابن وخرج الوالد من المستشفى.

المشاكل الأسرية
ولكن بسبب الجهل ظنوا أنه نال الشفاء الكامل دون أن يمضي فترة التأهيل اللازمة، فخرج من المنزل إلى الشلة وعاد إلى الهيروين، وبدأ يسرق الأموال من البيت، وفي ذات ليلة تسلل إلى غرفة والده ليسرق من جيبه وإذ بالوالد يستيقظ ويمسك به متلبسًا، فيصرخ فيه وينهال عليه ضربًا، حتى فاجأته الأزمة القلبية ونُقل إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، وقبل أن يصل الأب إلى المستشفى لفظ أنفاسه، وأصيبت الأم بحالة اكتئاب شديدة فتركت البيت، وبحثوا عنها في كل مكان فلم يجدوها، وقُبض على الابن متلبسًا بسرقة قصر مهجور بحي المعادي مع مجموعة من المدمنين وهم يحرزون المخدرات وأسلحة بدون ترخيص.. وهكذا كانت نهاية التدليل وغياب الرقابة.
المشاكل الأسرية
د- إهمال الأبناء:

وكما رأينا في القصة السابقة أن الأسرة الغافلة عن ابنها، فتتركه يخرج ويعود في أي وقت يشاء، فإنها تفاجئ بالابن المدمن، وقد تهمل الأسرة أحد الأبناء بسبب الثقة الزائدة فيه، أو بسبب زيادة عدد أفراد الأسرة وكثرة انشغالات الأب والأم، أو بسبب عناد هذا الابن فيصبح غير مرغوب فيه،وعندما يستشعر الابن الإهمال، ويفتقد الحب الأسري، ويحرم من الحنان الأبوي، فإنه يشعر بالغربة داخل أسرته، ولا يشعر بقيمة نفسه. بل في أحيان كثيرة قد يكره نفسه.. يقول أحد المدمنين "مافيش علاقة بأهلي، أروح المدرسة وبعد ما أخرج من المدرسة أقضي وقت فراغي مع أصحابي.. نطلع نتمشى.. نسهر مع بنات، وبعد كده أرجع بالليل أنام "(11)
والابن المهمل من أسرته متى تغرب في بلد آخر بسبب الدراسة أو العمل فإنه يجد فرصة الانحراف سانحة له تمامًا، وعوضًا عن أن يتعلم الاعتماد على نفسه، وكيفية التصرف الحسن، فإنه ينحدر نحو التعاطي.
المشاكل الأسرية
ه - غياب أحد الوالدين أو كليهما:

1- بموت الأب: فيقول أحد المدمنين " أنا كنت عايش أحسن عيشه حتى سن 11 سنة لغاية لما أتوفى والدي، وأصبحت الحالة صعبة جدًا.. بدأت أشتغل في محل لمساعدة نفسي. اشتغلت وأنا عمري 11 سنة وأتحملت المسئولية"(12)
2- بانفصال الأب أو الأم عن الأسرة: فيقول أحد المدمنين "علشان أنسى والدي اللي سايبنا ومش سائل فينا خالص، بأشرب مخدر"(13) ويقول آخر "انحرمت من الحنان، جالي إحباط خلاني منحصر جوه نفسي. بُعد والدتي أثر فيّ وفى أخوتي".
ويحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى(16) عن أسرة كان فارق السن كبيرًا بين الأب والأم، وكانت الأم متسلطة، والأب ضعيف أمامها رغم نجاحه الباهر في مجال عمله. الابن الأصغر شاب وسيم وديع يقول "حدث خلاف حاد بين والدي (الموظف المحترم) ووالدتي (السيدة الفاضلة). الخلاف أدى إلى انفصال والدي عن الأسرة وعاش وحده في شقة بعيدة.. هزني الانفصال من الأعماق. كرهت البيت.. وجدت ضالتي في مجموعة من الطلبة الفاشلين وميكانيكي سيارات.. كنا نقضي الوقت حول "كراسي الدخان الأزرق " وأعود إلى البيت، فإذا سألتني أمي عن سبب تأخري كان عندي المبرر لأقول لها كنت مع والدي فتسكت.. أضرَّ بي الانفصال.. وأي ضرر".. نجح في الثانوية العامة وألتحق بالكلية الجوية، وبعد أن أمضى 45يومًا داخل الكلية عاد ليقضي الأجازة في بيت الميكانيكي مع الدخان الأزرق، وبعد انتهاء الأجازة كان من المفروض أنه يصل للكلية الثامنة صباحًا فإذ به يستيقظ في العاشرة، وعندما توجه إلى بيته وجد الأب والأم في ربكة من أجله، وعندما عاتبه أبوه بسبب تأخره إنفجر لأول مرة صارخًا " لقد تأخرت عن الكلية عدة ساعات، ولكنك تأخرت أنت عنا عدة سنوات.. أن تأخري لاحق لتأخيرك، فلا أحد يلومني عن التأخير، كلكم تأخرتم.. تأخرتم في كل شيء" وتحمل إهانات كثيرة في الكلية وهو يتفنن في الروايات المحبكة، وشك القائد فأحاله لعمل التحليلات التي أثبتت إدمانه، ولكن الطبيب منحه فرصة أخرى، وعندما جاءت الإجازة الثانية قرَّر أن يبقى بالكلية، ولكنه خرج منها مقهورًا مغلوبًا على أمره، وتكرر التأخير إلى أن فصل من الكلية وعاد للميكانيكي ليحل له المشكلة عن طريق حقنة ماكستون فورت... ألحقه والده بمعهد التربية الرياضية فأنهى دراسته وتم تعيينه في مركز لرعاية الشباب فيقول "يوم إستلام العمل أحسست بالقهر.. كان أملي أن أملك طائرة أطير بها فوق السحاب. أنطلق في سماء الله الواسعة لا يحدني جبل ولا محيط.. الآن أجلس في غرفة صغيرة مع عدد من الناس لا أعرفهم يتحدثون في العلاوات والأسعار"
وأخيرًا فاقت الأم من غفلتها وشكت في إدمان ابنها فأوصت شقيقه الأكبر بمراقبته، فضبطه في بيت الميكانيكي متلبسًا بأخذ حقنة المكستون فورت، فتصرف في غباء إذ بصق على وجهه وخرج.. عاد الابن المدمن إلى البيت وهو يتوقع ثورة عارمة من الأم ولكنها احتضنته في حنان ما بعده حنان، ووعدته بإقامة مشروع كبير له، وأدخلته إلى إحدى المستشفيات للعلاج فأمضى شهرًا، وبعد أن خرج أمضى أسبوعًا قاسيًا بالمنزل، وبسبب جهل الأسرة ظنوا أن ابنهم قد شُفى، فعاد إلى عمله وعاد إلى الإدمان لأنه لم يقضِ فترة التأهيل اللازمة للشفاء.. عندما تعرض الابن المدمن للانتكاسة وأخذ يلح في طلب المال ثارت عليه أمه وقالت له " أخرج من بيتي.. أنت مدمن" ويقول الابن "وهنا كنت في غير وعي.. وشعرت بالعالم كله يحتقرني.. فلابد أن يموت كل من يحتقرني.. ووجدت نفسي أركض نحو المطبخ.. وأحضر سكينًا.. وأقتل في نظرات أمي الاحتقار (وأخذ يطعن أمه بقسوة وجحود).. وأندفع الدم من جسدها كالنافورة.. وأحدث في مخيلتي نوعًا من الهياج الشديد.. وبدأت أطعنها بالسكين أكثر وأكثر حتى سقطت ميتة.. أخذت السكين، وذهبت إلى قسم الشرطة أسلم ذاتي" وعندما سأله الأستاذ وجيه: هل تريد أن تضيف شيئًا؟
قال: أريد حبل المشنقة يلتف بسرعة حول عنقي.
3- موت الأب وزواج الأم بآخر وإهمال الأولاد أو العكس: دائمًا يرتبط الإدمان بالطلاق، فيقول أحد المدمنين "بأشرب علشان أنسى طلاقي من مراتي وبعدي عن ابني"(14) أما الأبناء الذين يلفظهم الطلاق إلى الشارع، فهم أقرب الناس إلى الإدمان.
4- قد يكون الأب موجودًا في الأسرة بينما هو متغيب عن أبنائه: فيقضي معظم وقته خارج المنزل، ويشعر أنه يجتهد ويبذل ويضحي من أجل أولاده، ولا يدري أنه بهذا يدمرهم.. قد يوفر لأسرته مستوى راقي من المعيشة. ثم يفاجئ بأحد أبنائه وقد سقط فريسة للإدمان.
5- تقع المسئولية في المقام الأول على الأم قبل الأب: لأنها هي الإنسانة الوحيدة القادرة على تربية الأولاد واحتضانهم حتى ولو أخل الأب نحو القيام بمسئولياته.
6- سفر الوالدين خارج البلاد وترك الأبناء: هذا جرم في حق الأبناء، فالمال لن يعوضهم أبدًا حب الأب وحنان الأم، وحكى الأستاذ وجيه أبو ذكرى(17) قصة رجل سافر هو وزوجته إلى أحد البلاد العربية، وترك ابنه وابنته لوالدته، وفي السنة الأولى رسب الاثنان، والجدة كذبت على ابنها وأخبرته بنجاحهما، وفضل الرجل أن يقضي الإجازة الصيفية بالخارج توفيرًا للمال رغم لهفة الابنة على أمها، وفي السنة الثانية حضرا للزيارة وعادا للغربة، ولم يلتفتا إلى نداء الأبناء بأن يبقيا معهما، أو يصحابهما معهما.. مرت عشر سنوات وامتلكت الأسرة شقة في حي المهندسين بالقاهرة، وقطعة أرض زراعية، وأرصده مالية في البنوك، وسيارة للابن وأخرى للابنة.. أصيب الأب بتصلب في الشرايين، وعندما صُدِم بإدمان ابنه وابنته للهيروين فقد حياته.. بدأت الأم رحلة العلاج مع الابن والابنة، ولم ينجح العلاج.. الابنة تلقي بالمسئولية على الأم التي حرمتها الحنان ووفرت لها المال الذي أضاعها هي وأخيها، والابن لا يكف عن طلب المال لشراء الهيروين، وعندما رفضت الأم في إحدى المرات أن تعطيه ما يطلب، تطاول عليها وصفعها على وجهها، ومن هول الصدمة أصيبت بالشلل، وظلت ترقد في حجرة، وفي الحجرة الأخرى تجد الابن والابنة يتناوبان إعطاء كل منهما للآخر حقنة الهيروين صباحًا ومساءًا بأكثر من مائة جنيهًا يوميًا.
_____
الحواشي والمراجع :

(9) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص 229
(10) المرجع السابق ص 231
(11) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص230
(12) المرجع السابق ص 228
(13) المرجع السابق ص 161

(14) المجتمعات المستهدفة للإدمان والاتجار في المخدرات ص 161
(15) شباب في دائرة الموت ص183-191
(16) شباب في دائرة الموت ص 83-92
(17) شباب في دائرة الموت ص19-
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دراسة تكشف تأثير المشاكل الأسرية على الصحة
علامات تدل على اكتئاب الطفل بسبب المشاكل الأسرية
عظة الحوار أساس حل المشاكل الأسرية - أبونا شنودة أنيس
عظة كيفية التعامل مع المشاكل الأسرية - للقمص فيلبس سليمان
مشاجرة عنيفة فى الهرم بسبب المشاكل الأسرية


الساعة الآن 08:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024