منير: بعض الإخوة المسلمين يعتقدون أننا مشركون، وفاتهم أن القرآن يشهد لنا بأننا نعبد الله الواحد.
بيتر: هل تلقي الضوء على هذا يا منير.
وبدأ منير يتحدث قائلًا:
1- في سورة البقرة 62:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ".
لو كان المسيحيون مشركين ألا كانوا يستحقون العقاب؟
كيف يطمئنهم القرآن بأنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بل لهم أجرهم الصالح عند ربهم؟
2- في سورة آل عمران 113، 114:
"لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ".
أهل الكتاب طائفتان هما اليهود والنصارى.. القرآن يشهد على اليهود بقساوتهم وشدة عدائهم للمسلمين بينما يشهد للنصارى بأنهم أقرب مودة للمسلمين كقوله في سورة المائدة 82 "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ".
إذًا من هي الأمة التي يقصدها القرآن في الآية الأولة؟
هل هي أمة اليهود أم أمة النصارة؟
لابد أنه يقصد أمة النصارى.. وقد نعتها بالصفات الآتية:
أ - أمة من أهل الكتاب.. فعلًا النصارى يؤمنون بالإنجيل كتاب الله.
ب- يتلون آيات الله إناء الليل وهم يسجدون.. فعلًا الإنجيل آيات الله، ونحن النصارى نحب الصلاة ونقضي الأوقات الطويلة في الصلوات، ولاسيما آباؤنا الرهبان الذين يقطعون الليل صلاةً وتسبيحًا وسجودًا.
ج- يؤمنون بالله واليوم الآخر.. ومن أجل إيماننا بالله الواحد ومن أجل إيماننا بقيامة الأموات والوقوف أمام منبر الله العادل نعمل الأعمال الصالحة، ونبتعد عن المنكر ونسارع لعمل الخيرات.
3- في سورة الحج 40:
"وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا.."
الصوامع هي المغارات التي يسكنها الآباء الرهبان، والبيع هي الكنائس ومفردها بيعة لأن السيد المسيح ابتاعها لنفسه. في هذه الكنائس وتلك الصوامع يذكر اسم الله الواحد كثيرًا.