رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقدمة
السريان هم سكان الأرضي الواقعة غرب نهر الفرات، من جبل أمنون في شمالي أنطاكية حتى حدود أرض فلسطين، ومن البحر حتى الفرات[1]. وهم من أوائل الشعوب التي أمنت بالمسيحية، حيث دعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولًا (أعمال الرسل). فشارك السريان في المجامع المسكونية بنصيب وافر، ورفضوا قرارات المجمع الخلقيدوني مثل الأقباط، ومن ثم جمعتهم علاقات قوية ومتينة منذ القدم، خصوصًا في مجال الرهبنة، مما جعل هناك نوع من التأثير والتأثر لدى الطرفين، واضحًا بالأكثر في المجال الليتورجي والطقسي. فعلى سبيل المثال لا الحصر: لاحظ الدارسون التقارب الشديد في طقس (رتبة) العماد لدى الكنيستين[2]، كما نجدوا أن طقس تلبيس الإسكيم الجلد للرهبان حسب الطقس السرياني، جمع عن أصل قبطي وإثيوبي حوالي سنة 1533 م. كما سوف نأتي بالشرح. كما نقل الأقباط عن السريان (في القرن التاسع عشر الميلادي) صلاة القسمة الموجودة بقداسهم الرئيسي والمنسوب للقديس يعقوب أخي الرب، وهى المعروفة في كتاب الخولاجي المقدس eu,ologion باسم القسمة السريانية، والتي تبدأ بعبارة: (هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد)، أما عن أصل هذه القسمة، وقصة ترجمتها إلى اللغة العربية ومن ثم القبطية، فسوف نستعرضه في حينه. وكرمت الكنيسة القبطية كثيرين من قديسي الكنيسة السريانية، بل وأحبتهم وأوردت أسماءهم في مجمع القداس الإلهي وتسبحة نصف الليل، مثل القديسين ساويروس البطريرك الأنطاكي ومار افرام ومار إسحق ومار برصوما رئيس النساك، كذلك أدرجت أسماءهم وتذكار أعيادهم بالسنكسار القبطي. كما نفذت اللغة السريانية إلى الطقس القبطي: فأستخدم الأقباط ألفاظًا سريانية كثيرة في صلواتهم وتراثهم مثل: طوباي (أي المغبوط - المكرم)، نيح (أي أراح)، ميمر: (قصيدة) الأخذ: (بمعنى التناول) وهو مصطلح شائع الاستخدام بالمخطوطات، حياصة (من حيصوثو) بمعنى التمنطق... إلخ[3]. وفي السطور القليلة القادمة سوف نستعرض بإيجاز هذه العلاقات منذ القدم وحتى الآن، مقسمين الموضوع إلى فترات رئيسية- الفترة الأولى العصر المسيحي، الفترة الثانية: العصر العربي، الفترة الثالثة: العصر الحديث والمعاصر. _____ [1] Mar Ignatius Ephram I, The Syrian Church of Antioch , p. 15. [2] Burmester, "The Baptismal Rite of the Coptic Church, a Critical Study", Société d'Archéologie Copte, vol. II, 1945, pp. 36-40. [3] أشكر جناب الأب الفاضل الربان ميخائيل شمعون مدرس تاريخ الكنيسة بكلية مار افرام اللاهوتية بدمشق- بسوريا سابقًا، وأحد كهنة السريان بكندا حاليًا، على مساعدتي في ضبط وترجمة هذه الكلمات، وكذلك أشكر الأخ الفاضل الشماس (القس فيما بعد) توما كاسوحة لقيامه بنفس العمل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جبل الله آدم من تراب وتتضمن عبارة "من تراب الأرض" |
أعترف لك إنني تراب، وإلى تراب أعود |
صلاة من تراث القبط |
تراب يجلس علي تراب ... |
موسوعة من تراث القبط - سمير فوزى جرجس |