في أنه يجب توجيه كل شيء إلى الله، توجيهه إلى الغاية القصوى
1 – المسيح: يا بني، إن شئت حقًا أن تكون سعيدًا، فينبغي أن أكون أنا غايتك العظمى والقصوى.
فهذه النية تطهر أميالك،
المنعطفة في الأغلب انعطافًا فاسدًا إلى نفسك وإلى الخلائق.
فإنك إن طلبت نفسك في شيءٍ ما، وهنت حالًا في نفسك ويبست.
فانسب لي إذن كل شيءٍ نسبته إلى أصله، لأني أنا قد وهبت كل شيء.
وهكذا احسب كل شيءٍ صادرًا عن الخير الأعظم، وأن من الواجب إذن إعادة جميع الأشياء إليَّ، إعادتها إلى أصلها.
2 – مني أنا، كما من ينبوعٍ حي، يستقي الحقير والعظيم، والفقير والغني، ماءً حيًا، والذين يتطوعون لخدمتي بطيبة نفس، ينالون نعمةً بدل نعمة.
أما من أراد الافتخار خارجًا عني، أو التمتع بخيرٍ خاص، فلن يثبت في الفرح الحقيقي، ولن ينشرح قلبه، بل يعاق ويضايق على وجوهٍ شتى.
فعليك إذن أن لا تدعي شيئًا من الصلاح لنفسك، ولا تنسب فضلًا لأحدٍ من الناس. بل أرجع كل شيءٍ إلى الله، الذي بدونه لا يملك الإنسان شيئًا.
أنا أعطيك كل شيء، وأنا أُريد أن أسترجع كل شيء، وإني لأقتضي الشكر بتدقيق عظيم.
3 – ذاك هو الحق، وبه يهزم المجد الباطل.
وحيثما دخلت النعمة السماوية والمحبة الحقة، فلن يكون حسدٌ، ولا انقباض قلبٍ، ولا حبٌّ ذاتي.
فإن محبة الله تغلب كل شيء، وتبسط جميع قوى النفس.
لو كنت سديد الرأي، لفرحت بي وحدي، وما رجوت أحدًا سواي أنا وحدي،
إذ ”لا صالحٌ إلاَّ الله وحده″ (لوقا 18: 19)، الذي به يليق التسبيح فوق كل شيء، والبركة في كل شيء.