في فرح الضمير الصالح
1 – ”فخر الرجل الصالح، شهادة ضميره الصالح″ (2 كورنثيين 1: 12) كن صالح الضمير، تتمتع بفرح دائم.
ألضمير الصالح يستطيع احتمال شدائد كثيرةٍ جدًا، وفي وسطها لا يبرحه الفرح الجزيل.
أما الضمير الشرير، فمتخوفٌ مضطربٌ على الدوام.
ما أعذب راحتك، إن كان قلبك لا يبكتك!
لا تفرح إلاَّ إذا أحسنت الصنيع.
ليس للأشرار فرحٌ حقيقي، وهم لا يشعرون أبدًا بالسلام الداخلي،
لأنه “لا سلام للكفرة، يقول الرب″ (اشعيا 48: 22).
فإن قالوا:”نحن في سلام، ولا تحل بنا الشرور″ (ميخا 3: 11)، ومن يجسر أن يضرنا؟ – فلا تصدقهم، لأن غضب الله يثور بغتة فتتلاشى أعمالهم، وتهلك تدابيرهم″ (مزمور 145: 4).
2 – ألافتخار بالضيق ليس صعبًا على المحب، لأن افتخار كهذا إنما هو:
“افتخارٌ بصليب الرب″ (غلاطيين 6: 14).
قصيرٌ المجد الذي يتبادله البشر في ما بينهم، ومجد العالم لا يخلو أبدًا من الكآبة.
مجد ذوي الصلاح في ضمائرهم، لا في أفواه الناس.
مسرة الصّدّيقين من الله وفي الله، وفرحهم من الحقيقة.
من رام المجد الحقيقي الأبديّ، لا يأبه للزمني.
ومن طلب المجد الزمني، أو لم يحتقره بكل قلبه فقد أظهر قلة حبه للسماوي.
إنه لفي طمأنينة قلبٍ عظيمة، من لا يبالي بالمديح ولا المذمة.
3 – نقيُّ الضمير يقنع ويتدع بسهولة.
إنك لا تزداد قداسةً إن مدحت، ولا حقارةً إن ذممت.
أنت ما أنت، ولا يمكن أن تحسب أعظم مما أنت عليه في حكم الله. إن اعتبرت ما أنت عليه في داخلك، فلا تبالي بما يقول فيك الناس.
”الإنسان إلى الوجه ينظر، أما الله فإلى القلب″ (1ملوك 16: 7). الإنسان يلتفت إلى الأعمال، أما الله فيزن النيات. حسن الصنيع دومًا مع استصغار الذات، هو علامة النفس المتواضعة، رفض التعزيات من كل خليقة، دليل على طهارةٍ عظيمةٍ وثقةٍ داخلية.
4 – من لا يطلب لنفسه شهادةً من الخارج، يوضح أنه قد استسلم لله استسلامًا كاملًا،
إذ “ليس من وصى بنفسه هو المزكى، بل من وصى به الله″ (2 كورنثيين 10: 18)،
على ما قال بولس المغبوط.
فالسلوك مع الله في الداخل، والتحرر من كل ميلٍ في الخارج، تلك هي حال الإنسان الداخلي.