منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2014, 10:50 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,636

سفر باروخ 4 - تفسير نبوءة باروك
الحكمة (با 3: 9 - 4: 4)
ويمكن تقسيمها إلى الآتي: ـــ
(أ) أهمية الحكمة (3: 9-14).
(ب) لا يستطيع إنسان أن يجد الحكمة من ذاته (3: 15-31).
(ج) الحكمة هي الناموس (3: 32-4: 4).
سفر باروخ 4 - الحكمة (با 3: 9 - 4: 4)
+ فقد كانت وما زالت الحكمة هى مفخرة لبعض الشعوب مثل قدماء المصريين (إش19: 11)، وشعوب بابل (إش47: 10)، وآدوم (إر49: 7 وعو8)، وصور وصيدون ـــ أرض كنعان ـــ (زك9: 2). ولكن الحكمة التي تنبع من الذات أي من ذات الإنسان فالله يرفضها ويحمقها ويزيلها (إش5: 21،29: 14 وإر4: 22،8: 9، 29: 23). لأن الله هو مركز الحكمة (أم15: 33،19: 20،21)، ومنه تنبع (أم1: 7، 9: 10)، وإليه تنتهي (أم2: 5 وسي1: 14-22). وتتميز الحكمة في العهد القديم بأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعلاقة الصحيحة مع الله لأن " رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ." (مز111: 10 وسى21: 11).
فكلمتى (حوخما([59])، وسكل) العبرانية، وكلمة (صوفيا) اليونانية ومرادفتها، تترجم إلى حكمة ومرادفاتها مثل معرفة، تعقل، فطنة، فهم، التأدب أو التهذيب.
سفر باروخ 4 - الحكمة (با 3: 9 - 4: 4)
(أ) أهمية الحكمة (3: 9-14).

يبدأ باروخ يتكلم عنأهمية الحكمة،فيطرح سؤالًا: "لماذا يا إسرائيل، لماذا أنت في أرض الأعداء؟" (با3: 10). ويجيب: لأنهم قد تركوا ينبوع الحكمة (با3: 12). وكأنه يردد قول إشعياء النبي: "لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ. وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. <أي الحصى> لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ اسْمُهُ مِنْ أَمَامِي." (إش48: 18،19).

سفر باروخ 4 - الحكمة (با 3: 9 - 4: 4)
فالحكمة هى استعلان لمشيئة الله (أي الوصية) تجاه الإنسان. وعلى الإنسان أن يسعى وراءها وينفذها. فسليمان الحكيم يقول عنها أنها: "فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً.لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَفَتَجِدَ نِعْمَةً وَفِطْنَةً صَالِحَةً فِي أَعْيُنِ اللَّهِ وَالنَّاسِ."(أم3: 2-4). أما يشوع بن سيراخ فيقول أنها: "تنشئ السلام والشفاء والعافية.... وفروعها طول الأيام" (سى1: 22،25).
ويتساءل باروخ مرة ثانية: "أين الفطنة؟ وأين القوة؟ وأين التعقل؟ لكي تعلم أيضًا أين طول الأيام والحياة؟ "(با3: 14). ويجيب: "هذا كتاب أوامر الله والشريعة التي إلى الأبد كل من تمسك بها فله الحياة، والذين يهملونها يموتون" (با4: 1). وكأنه يذكرهم بوصية موسى النبي عندما قال: "فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا... فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذَلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ" (تث4: 1،6).
سفر باروخ 4 - الحكمة (با 3: 9 - 4: 4)
(ب) لا يستطيع إنسان أن يجد الحكمة من ذاته (3: 15-31).

ويتساءل مرة أخرى:من يستطيع أن يجد الحكمة ما لم يهبها له الله؟ويجيب: إنه لا الرؤساء، ولا الذين يتسلطون على الوحوش، ولا الذين يلاعبون الطيور، ولا الذين يدخرون المال ويتكلون عليه. فكل هؤلاء هبطوا إلى مكان الانتظار (أي الجحيم) دون أن يحصلوا عليها (با3: 16- 18). وبنوهم لم يستفيدوا من ماضي آبائهم ولم يأخذوا لهم عبرة، لكنهم أصروا أن يبتعدوا عن الله. فلم يُسمع به ــ الله ــ في كنعان، ولم يُرَ في أدوم، والإسماعيليون أيضًا لم يعرفوا طريق الحكمة (با3: 22،23 قارن تك25: 12 وانظر تك37: 28). فهذه البلاد اشتهرت بالحكمة نتيجة تجارة البضائع وتسويقها، فلذلك اشتهرت كلمة(تاجر) بـ(الكنعانى) "تَصْنَعُ قُمْصَانًا وَتَبِيعُهَا وَتَعْرِضُ مَنَاطِقَ عَلَى الْكَنْعَانِيِّ...مِثْلُ الْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ الْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ." (أم31: 24 وهو 12: 7 وانظر أيضًا أى41: 6). وأهم من اشتهر بالحكمة من هذه البلاد أليفاز التيمانى ــ أحد أصدقاء أيوب وأول المتكلمين معه (أى4: 1). ويتساءل إرميا عن حكمة أدوم قائلًا: "أَلاَ حِكْمَةَ بَعْدُ فِي تَيْمَانَ؟ هَلْ بَادَتِ الْمَشُورَةُ مِنَ الْفُهَمَاءِ؟ هَلْ فَرَغَتْ حِكْمَتُهُمْ؟"(إر49: 7 وانظر عو8).
وأخذ باروخ يلتفت يمينًا ويسارًا في كل الأرض، ويستعيد الماضي القديم والحديث، ليرى هل استطاع أحد أن يحصل على الحكمة؟ فلم يرَ أحدًا، حتى من الجبابرة (با3: 26) الذين يصفهم الكتاب المقدس بذوى اسم (تك6: 4)، والذين منهم نمرود الذي يصفه الكتاب المقدس أنه " ابْتَدَأ يَكُونُ جَبَّارا" (تك10: 8- 10).
هؤلاء لم يحصلوا على الحكمة. ولكن كانت حكمتهم أرضية نفسانية شيطانية (يع3: 15)، فهلكوا بسببها.
وفى مقابل كل هؤلاء نجد أن الله وحده هو الذي يعرف طريقها. وبها خلق كل الخليقة، فسليمان يصفها بأنها: "صانعة كل شيء مهندسة الأكوان" (حك8: 5،6). لأنها قائمة عنده قبل كون العالم (أى28: 20- 27 وأم8: 22-31 وسى1: 4،9 و24: 3-7). فوهبها ليعقوب عبده وإسرائيل حبيبه. وقال لها: "اسكنى في يعقوب ورثى في إسرائيل" (سي24: 8).
سفر باروخ 4 - الحكمة (با 3: 9 - 4: 4)
(ج) الحكمة هي الناموس (3: 32-4: 4).

وينبه باروخ بنى إسرائيل أن يتوبوا ويرجعوا ويسيروا في ضيائها(با4: 2)، لأنه "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي."(مز119: 105)، ولأن " لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ" (أم6: 23). لأنهم يعرفون ما هو المرضى عند الله، حيث ثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام (يع3: 17،18).
وفى تجليه هذا يجد باروخ نفسه أمام أمر واقع، وهو: الله بذاته يتراءى على الأرض ويتردد بين البشر(با3: 38). ولم يقل تراءى في يهوذا وتردد بين بنى إسرائيل، لأن الله الكلمة عندما تجسد تراءى في الأمم أيضًا حيث زار مصر وتردد بين شعبها (مت2: 13-21)، ومثله أيضًا تنبأ ميخا النبي قائلًا: "فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ" (مى1: 3)، ويعلل سبب ذلك قائلًا: "كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ." (مى1: 5).
وليس باروخ وحده هو الذي تكلم عن الحكمة كشخص (أي أقنوم الحكمة)، ولكن أيضًا سليمان ويشوع بن سيراخ وأيوب، كل منهم تكلم في صور تختلف عن الآخر. " وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. "(يو1: 14). والسيد المسيحقال عن نفسه "لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ" (مت23: 34)، وقيل عنه في لوقا " قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ"(لو11: 49)، وبولس الرسول يقول: "فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ." (1كو1: 24).
ولقد نجح باروخ في إظهار تطور مراحل تكوين الحكمة في الفكر اليهودي:ـــ
1- الحكمة التأديبية أو الأخلاقية... قارن (با3: 13،14 و4: 1 مع أم8: 4-21).
2- الحكمة المبنية على معرفة الخليقة... قارن (با3: 20- 25 مع أى28: 12-28).
3- الحكمة هي اللوغوس (الكلمة المتجسد)... قارن (با3: 31 مع أم8: 22-31).
4- الحكمة هي الشريعة... قارن (با4: 1- 4 مع تث4: 1- 6، سي24: 12-17).
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لأنه هو نفسه الحكمة في شخصه، وهو الذي يعلم دروس الحكمة
إرميا 36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ
إن أردت الحكمة، تجد فيَّ مصدر الحكمة، أنا هو الحكمة ذاتها!
الحكمة لله وحده, وإنما يجد الانسان ليعرف, فمن عرف: أحب الحكمة وبحث عن الحقيقة
الحكمة 1: الفرق بين الحكمة والذكاء* والحكمة والدهاء، مصادر الحكمة* ومعطلات الحكمة


الساعة الآن 08:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024