رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
القديسة ماري غوريتي -
++++++++++++++ أخوتي وأخواتي في المسيح ..... أقدم لكم سيرة جديدة لقديسة عذراء طاهرة دفعت حياتها ثمن لطهارتها وبتوليتها وإيمانها بالرب يسوع . ولدت " ماري غوريتّي " في إيطاليا ، بالقرب من مدينة كورينالدو في السادس عشر من أكتوبر عام 1890 ، وتعمدّت في السابع عشر من أكتوبر من العام نفسه ، وكانت من بين الأطفال الستة الذين رزق بهم ( ليغي غوريتّي ) و ( أسونتا كارليني ) ، وبسبب الفقر انتقلت العائلة إلى ( فييرير دي كونكا ) بالقرب من نيتونو حيث استأجروا مزرعة في منطقة مستنقعية ، وقد شاركت عائلة غوريتي المزرعة مع عائلة سيرينيلي التي كانت تسكن الطابق العلوي وكانت تلك العائلة تتألف من أرمل يدعى جون و ابنه ألكسندر ، وقد تلقى ألكسندر تربية سيئة تقوم على التجديف وعدم الصلاة والحياة الخالية من القيم والأخلاقيات ، فكان يومه ملئياً بالشرب وتوجيه الشتائم البذيئة وإعطاء الأوامر . وفي السادس من مايو أيار من عام 1900 توفي والدي ماري . ساندت ماري أمها كثيراً ، ولم تشتك بتاتاً من الأعمال الكثيرة المكلفة بها ، وكان تردد في أحيان كثيرة الجملة التالية : " سوف يساعدنا يسوع " . وكلما كانت تكبر كانت تتوق أكثر لتناول جسد المسيح ودمه من خلال القربان المقدس وقد قالت : " أنا أشتاق كثيراً ليسوع " . وبما أنها لم تكن تعرف القراءة أو الكتابة فقد ساعدها الكاهن وإحدى السيدات في القرية على قراءة الإنجيل المقدس وكلام الرب يسوع ، كما علماها الكتابة فاستطاعت التعلم بسرعة كبيرة ونجحت في جميع الاختبارات التي أقيمت لها ، وفي السادس من يونيو عام 1901 أتى اليوم المبارك لتحقق حلمها وتتناول أول قربان مقدس وكان ذلك اليوم عيد القربان . كانت ماري تتسم بالمحبة الكبيرة وتعكس ملامحها براءة عظيمة ونقاوة وتقوى ، وقد أحاط بها جدار من المحبة لله فكانت تقية بريئة . كانت ماري تذهب كلما استطاعت لتناول القربان لمقدس ، حتى اقترب موعد المآساة ، فقد كانت عائلة سيرينيلي التي تشارك عائلة ماري تستخدم المطبخ ذاته لتحضير الطعام ، وكان الشاب ألكسندر يستغل ذلك ليضايق ماري بطلباته الشريرة والبغيضة ، وبطبيعتها كانت ماري تمقت الخطية والشيطان والضعف ، وكانت الفضيلة التي تميزها هي الطهارة ، فبدت كالزنبقة الهابطة من السماء ، وكانت تصلّي : " خذني يا يسوع ، إنّي أقدم نفسي لك " . وعاد ألكسندر ليضيق على عائلة ماري فبعد وفاة والدها ومرور عدة سنوات أخذ ألكسندر يستبد بالمنزل ويصدر الأوامر ويوزع الأعمال كما يراه هو مناسباً ، كي تحافظ ( أسونتا ) والدي ماري على السلام والهدوء في المنزل كانت مجبرة على تحمل تصرفاته ، وبعد فترة تغيرت معاملة ألكسندر لماري أصبح يعاملها بلطف ويتقرب منها لتحقيق مآربه ، أما الأطفال الصغار اخوة ماري فقد كانوا يخافونه ، أما ماري رغم صغر سنها إلا أن قلبها المؤمن كان يقظ وحذراً وقد فهمت أسباب تصرفاته وكانت متيقنة من كذبه ونفاقه وخلو قلبه من الطهارة ، فوقفت في وجه ألكسندر وتحدته، فأصيب بصدمة عندما شاهد شجاعة تلك الفتاة الصغيرة وكلماتها القاسية ، فلم يتردد وأظهر لها مبتغاه منها بوضوح ، فصرخت ماري في وجهه : " لا ... أبداً فهذه خطيئة والرب حرّم ذلك وستذهب إلى الجحيم بسببه " . وفي اليوم التالي يوم الجمعة الموافق الخامس من يوليو عام 1902 أمر ألكسندر الجميع بالذهاب لجني محصول الفاصولياء ، وأمر ماري بالبقاء لإصلاح قميصه ، وبعد أن غادرت الأم والأطفال دخل ألكسندر إلى المنزل وامسك ماري بقبضته بشدة وهو يصرخ : ( لا توقفيني وإلا قتلتك ) . فصرخت ماري طالبة النجدة وقاتلت بشراسة فلم يتمالك ألكسندر نفسه فطعنها بسكين ، المرة تلو الأخرى حتى وصل عدد الطعنات إلى 14 طعنة كادت إحداها تمزق قلب المسكينة ماري التي انهارت في بركة من الدماء ونادت : " أمي .. أنا أموت يا أمي " . إلا أن ذلك لم يؤثر في الوحش ألكسندر والذي تركها ورحل ، وبعد ذلك عاد ليتأكد من موتها فطعنها مرة أخرى ، ثم دخل إلى غرفته لينام وكان شيئاً لم يكن . وكانت مشيئة الرب ألا تموت هذه الفتاة الطاهرة فبعد لحظات استجمعت ماري قواها وسحبت نفسها إلى الباب لطلب المساعدة لكنها فقدت الوعي ، حتى سمعها الناس ونقلت إلى المشفى أجريت لها عملية دامت ساعتين لم تعطى فيها أي مخدر لضعف حالة المشفى والفقر السائد في المنطقة ، وتملك الناس والأطباء الخوف من أنها لن تنجو فقد عانت معاناة مريعة إلا أن شفتا ماري كانت ترددان الصلاة التالية : " يسوع لقد عانيت كثيراً لأجلي ، أرجوك ساعدني في معاناتي لأجلك " . وقال الطبيب للكاهن الذي تم استدعاؤه : ( أبتي لقد وجدت ملاكاً لكنني أخاف أن نترك وراءنا جثة ) . وكان قد تم إلقاء القبض على ألكسندر بعد ساعة من ارتكابه للجريمة وكبلت يداه بالأصفاد وأخذ بعيداً ، وقد عانت الشرطة كثيراً لإبعاده عن الحشود الغاضبة التي أرادت إعدامه . لم يسمح لوالدة ماري بالبقاء إلى جانبها ، وفي الليل زار الكاهن ماري وطلب إليها أن تنضم إلى جماعة أطفال مريم ، ووضع ميدالية تسمى المعجزة حول عنقها وباركها ، فقبّلت ماري صورة العذراء المرسومة على الميدالية وصلت الكلمات التالية : " يا مريم التي حبلت بلا دنس ، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك " . وفي صباح اليوم التالي يوم الأحد الموافق السادس من يوليو عام 1902 ، تناولت ماري القربان المقدس وقد بدا وكأن القربان قد أعطي لملاك ، فقد كان وجهها يشع بنور أبيض وقالت : "إني أسامح من حاول قتلي لمحبتي ليسوع المسيح ، وسينضم ألكسندر إليّ في السماء لأنني سامحته وصلّيت أن يسامحه الله أيضاً " . وكان أسونتا إلى جانب ابنتها ماري في ذلك الوقت ، ونظرت ماري إلى صورة العذراء مريم المعلقة على الجدار في غرفتها وهمست : " إن العذراء بانتظاري " . وتبع ذلك نزاع مرير مع الموت وفي السادس من يوليو عام 1902 وبعد الظهر بقليل ماتت " ماري غوريتّي " وهي تقبل الصليب و لم تكن قد بلغت الثانية عشر من عمرها وبعد موتها أقام عدد لا يحصى من الناس صلاة لراحة نفسها وركع الكثيرون إلى جانب قبرها وطلبوا شفاعتها . وتم منح الطوباوية لماري غوريتي من قبل البابا بيوس الثاني عشر ، وقد منحت هذه القديسة رمز الطهارة وهو الزنبقة وسعف النخيل . أما ألكسندر والذي حكم عليه بالسجن والأشغال الشاقة لسنوات طويلة فلما سمع عن تطويب ماري ضحك مستهزئاً وهو في زنزانته وقال : " إن كانت تلك قديسة فلتقم من الموت ". وفي نفس الليلة وبصورة عجائبية ظهرت ماري لألكسندر في الحلم وأعطته زنبقة وغفرت له ثم تحولت إلى لهب وماض ، وعندما زاره المطران علم أن ماري غوريتي قد سامحته ، فأخذ ألكسندر يتمتم : لقد سامحتني ؟! وانفجر بعد ذلك بالبكاء والدموع الغزيرة غطت وجهه ، فحتى الوحش له قلب في النهاية ، وقد ذهب للاعتراف عند الكاهن بجريمته الكاملة ، وفي عيد الميلاد عام 1937 خرج من السجن وأقدم على أصعب خطوة في حياته وهي سفره لزيارة أم ماري والدموع تنهمر من عينيه طالباً وراجياً منها أن تسامحه ، فقالت له : " إن سامحتك ماري لما عليّ ألا أسامحك " . وفي نفس الليلة شوهدت الأم راكعة أما حاجز المذبح في الكنيسة وإلى جانبها قاتل ابنتها يصليان معاً ، وبعد ذلك دخل ألكسندر إلى دير بطلب من أحد الرهبان وأوكلت له مهام الحديقة وعرف بالأخ ستيفانو ، وتحققت أمنية ماري على فراش الموت حين طلبت الخلاص لألكسندر .. وفي عام 1950 تم الإعلان عن تقديس ماري غوريتّي وكانت ماري في نظر الكنيسة مثالاً طاهر لكل العذارى كما أنها راعية لكل الشابات ، ويوافق عيدها السادس من يوليو ، فكانت ماري هي الفتاة التي اختارت الموت على الخطية وبكل طهارة قابلت الرب ، وتم اختيارها من قبل وحدة النساء الكاثوليكية كقديسة شفيعة لهم . ووضع جسدها في كنيسة سيدة الرحمة في نيتونو في إيطاليا . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة ماريا غوريتي|تصميم |
سيرة القديسة ماريا غوريتى |
القديسة ماريا غوريتى |
صورة القديسة ماريا غوريتي |
القديسة ماريا غوريتي |