رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أخطاء الذات في المعاملات
++++++++++++++++++ أحياناً يجد الإنسان المحب لذاته ، إنه لابد أن يقف ضد الآخرين لا ثبات ذاته . وأول خطوة في ذلك هي المنافسة . المنافسة إن كانت مباراة في النفع العام ، بحيث يتنافس الكل في خدمة المجتمع ، حينئذ تكون المنافسة خيراً .. وكما قال الكتاب : " حسنة هي الغيرة في الحسنى " ( غل4 : 18 ) . إما أن كانت المنافسة هي محاولة انتصار فريق على الآخر ، ولو بتحطيمه فهنا تظهر الذات ومعها عدم محبة الآخرين . حسن أن يتبارى الجميع في التفوق أما أن يكره شخص من يتفوق عليه فهنا أيضاً تظهر خطورة محبة الذات . هنا تقود الذاتية إلى الحسد وإلى الغيرة وإلى الكراهية . إنها الغيرة الطائشة التي تريد أن يصل إليها وحدها كل شئ ، ولا يصل إلى أحد شئ ، هي وحدها التي تكبر والتي تملك ، وهي وحدها التي تتفوق ، والتي تمدح ، وهي التي تسلط عليها الأضواء ، ولا تسلط على غيرها ... وإلا ... وإلا تبدأ الذات حرباً مع كل من ينافسها ، أو يسير في نفس الطريق معها . ذات تريد أن تكبر ، وذات أخري تريد أن تكبر وحدها ، وهنا الخطورة حيث تثير هذه الذات جواً غيرها دون عيب فيه ، ودون أن يقترف ذنباً ضدها أو ضد أحد .. إنه صليب يحمله المتفوقون ، ممن يحسدونهم على تفوقهم . وهذا هو الذي لاقاه داود النبي من شاول الملك ، أو هذا هو الذي لاقاه يوسف الصديق من أخوته ، ولنفس السبب قام هيرودس ضد السيد المسيح منذ مولده وبنفس الشعور قال : الفريسيون بعضهم لبعض : " انظروا أنكم لا تنفعون شيئاً .. هوذا لعالم قد ذهب وراءه " ( يو12 : 19 ) . حقاً ما أصعب تلك العبارة التي قيلت في سفر التكوين . " لم تحتملها الأرض أن يسكنا معاً " ( تك13 : 6 ) . إذا أرادت الذات أن تملك ، تكون مستعدة أن تحطم كل من ينافسها ، مثلما حدث أن آخاب قتل نابوت اليزرعيلى . ونفس الوضع في الاحترام والمديح . إن كان من مشاكل المحب لذاته ، أنه يحب مديح الناس واهتمامهم به واحترامهم والاهتمام له ، فأخطر من هذا ، شخص يريد أن يكون الوحيد الذي هو موضع الاحترام والاهتمام والمديح بتقدير الآخرين . ومن هنا تأتي الصراعات بين أصحاب المهنة الواحدة ، أو الذين يعملون في نشاط واحد ، أو يتنافسون على رئاسة . مريم واحد ، أو يتنافسون على رئاسة . مريم كانت جالسة عند قدمي المسيح تستمع إليه ، ولم تفعل شيئاً ضد مرثا . ولكنها لم تسلم من انتقادها ... إنها الذات التي دفعت مرثا إلى انتقاد أختها مريم ، لماذا أتعب أنا وحدي ، تقوم هي لتتعب معي ، أو لماذا هي تتمتع بجلسة التأمل واحرم أنا منها ؟ ( لو10 : 40 ) . وكما حدث من أجل الذات أن مرثا انتقدت مريم ، حدث لنفس السبب أن الابن اكبر انتقد أخاه الأصغر ( لو15 ) . نقطة أخري في محبة الذات . وهي أن المحب لذاته لا يمكن أن يأتي بالعيب على نفسه وإنما ... يلقي بمسئولية أخطائه على غيره . حتى أن رسب في الامتحان ، فإما أن واضع الامتحان كان قاسياً في أسئلته ، وإما أن المصحح لم يكن رحيماً في تصحيحه . وإما أن الله لم يسنده في امتحاناته على الرغم من الصلوات التي رفعت إلهي . ولذلك يري نفسه مظلوماً باستمرار المحب لذاته .. إما أن يصل وإما دائماً يسخط ، ويتذمر ، ويشكو . يشكو والدية ، ويشكو المجتمع ويشكو الزمان الذي يعيش فيه ، ويشكو معاملات الآخرين ، ويشكو معاملات الآخرين ، ويشكو أسباباً عديدة لعدم وصوله ، وينتقد كل اللذين وصلوا ، وأسالبيهم التي ارتفع هو عن مستواها ... أما ذاته فهي الوحيدة التي لا يشكوها والوحيدة التي لم تخطئ ... ومن أجل هذا ، هو لا يصلح عيباً فيه ، لأن ذاته تبدو أمامه بلا عيب .. وإذ تستمر متاعبه ويستمر عدم إصلاحه لنفسه ، تستمر بالتالي شكاواه التي لا تنتهي . إن كان رئيساً يشكو من أخطاء مرؤوسيه .. وإن كان مرؤوساً يشكو رؤساءه وزملاءه .. وإن كان ولا أحد من هؤلاء قد أخطأ ، حينئذ يشكو الأنظمة والقوانين واللوائح ! المهم أنه يدافع عن ذاته إن ارتكب خطأ : فيغطيه بالكذب أو بتبريرات عديدة ، أو يلقي التبعي على غيره ، أو يقول إنه ما كان يقصد ... وهكذا بدلاً من أن يصلح ذاته ، يغطيها ! والمحب لذاته حساس جداً نحو كرامته ، يعامل نفسه والناس بميزانين مختلفين . يدقق جداً في أقل كلمة توجه إليه بينما لا يبالي بما يقوله هو للناس . ويريد معاملة ، لا يعامل بها غيره . هو حساس نحو كرامته ، ولكنه ليس حساساً نحو كرامة الناس في معاملته لهم . متى وكيف ينكر الإنسان ويدين ذاته هذا ما أود أن أحدثك عنه الآن . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|