منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2014, 08:20 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الصوم وسيلة وليس غاية


القس عامر حداد



يعرف الصوم اصطلاحا" بأنه الإمساك عن الطعام والشراب وما سواهم من الملذات لفتره معينه من الزمن، إلا ان هذا التعريف لا يبدو دقيقا" في ضوء الأعلان الألهي وذلك لسببين:-

1- لانه ان كان الصيام مجرد امتناع عن الطعام فقط فالروح القدس على لسان الرسول بولس يعلمنا ان الطعام او عدمه لا يقربنا او يبعدنا عن الله "لاننا ان اكلنا لا نزيد وان لم نأكل لا ننقص" (كو 8:8).

2- لان علاقتنا بالله علاقة روحية، لان الله روح والروح لا تتأثر بالمعطيات المادية مثل الطعام بل تشبع بالحق الذي ينير الذهن ويجدد الفكر، لذلك فالرسول بولس يعلمنا هذه الحقيقة فيقول " ان الطعام للجوف والجوف للطعام... واما من التصق بالرب فهو روح واحد" (كورنتوس 6: 13-17). لذلك نجد ان الله في العهد القديم لم يقل لنا مرة "يا ابني اعطني معدتك" بل "يا ابني اعطني قلبك"، كان يلوم الذين يصومون صوم البطون فقط قائلا" " هل صمتم صوما" لي انا؟ ولما اكلتم ولما شربتم افما كنتم الآكلين وانتم الشاربين" (زكريا 7: 4-6) لذلك فالصوم الكتابي مختلف تماما عن ذلك ولا علاقة له بماذا نأكل وماذا لا نأكل، لان الطعام لا يقربنا الى الله.

الصوم بمفهوم الكتاب المقدس هو: الإمتناع بمحض الإرادة لظروف خاصه او حاجة معينة عن جميع المحللات كالطعام والشراب وغيرها بهدف التضرع للجلوس والإنكسار في محضر الرب بالصلاه لسماع صوت الرب وإرشاده لنا بخصوص ما صمنا من اجله. وبالتالي فاللصوم الكتابي شروط يجب ان تتحقق فيه ليكون مقبولا في نظر الرب.

1- إن للصيام قناعة شخصية وليست فريضه من الله على الإنسان كما يظن البعض: ففي العهد القديم عهد الشرائع والطقوس والذبائح والأعمال، لم يأمر الله شعبه بالصوم سوى مرة واحدة في السنة في يوم الكفارة الذي فيه يدخل رئيس الكهنة الى قدس الأقداس ليرش دم الذبيحة على كرسي الرحمة تكفيرا عن خطاياه وخطايا الشعب، لذلك كان الشعب في الخارج يصوم ويذلل اعلان توبه وندم على كل الشرور والاثام التي صنعوها نقرأ ذلك في سفر اللاويين إصحاح 23 وترك الرب بعد ذلك للإنسان ان يختار بإرادته متى يصوم وكم يصوم بما يتناسب مع ظروفه او الحاجة التي يريد ان يتذلل من اجلها في محضر الرب، لذلك فالصوم في الكتاب وسيلة للوصول الى هدف وليست هدفا بحد ذاتها كالصلاه.

2- الظروف التي يمكن للإنسان ان يصوم من اجلها عديده في الكتاب المقدس نذكر منها:-
أ‌- الصوم بهدف الشفاء: كما فعل داود النبي عندما صام سبعة ايام من اجل ابنه الذي ولدته له امرأه اوريا الحيثي بطريقة غير مشروعة لكي لا يموت. نقرأ ذلك في سفر 2 صموئيل إصحاح 12.

ب‌- الصوم لمعرفة ارادة الرب في موضوع معين كإفراز الخدام مثلا": هذا ما حدث في كنيسة انطاكية "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه، فصلوا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهم الأيادي ثم اطلقوهما" أعمال الرسل 13: 2-3

ت‌- الصوم طلبا للمغفرة والرحمة: نقرأ عن ذلك في سفر يونان والإصحاح الثالث عندما امر الرب نبيه يونان ان يذهب الى المدينة العظيمة نينوى ليعلن انه بعد 40 يوما تنقلب المدينة "فأمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم".
ث‌- الصوم طلبا للحكمة والمعونة في موقف حرج: نقرأ ذلك عن استير الملكة التي طلبت من موردخاي والشعب ان يصوموا معها لمدة 3 ايام ليعطيها الرب نعمة وحكمة في عيني الملك عندما تدخل عليه لتبطل مشورة هامان الشريرة ضد شعب الله. (نقرأ ذلك في اصحاح 4 من سفر استير).

ج‌- الصوم طلبا" للقوة في حربنا الروحية: فعندما كان الرب على جبل التجلي عجز التلاميذ عن اخراج الروح الشرير من شاب وحيد لابيه وعندما سألوا الرب عن سبب عجزهم اجابهم قائلا" هذا النوع من الشياطين لا يخرج الأ بالصلاه والصوم".
هنا نلاحظ احبائي بأن كل هذه الأصوام لم تحدث نتيجة فريضية سنوية بل كانت تعبيرا عن حاجة شخصية وعامة وضعها اصحابها في محضر الرب بالصوم والصلاة.

3- ان الصوم بلا صلاة لا معنى له ولا قيمة، فالكنيسة صامت وصلت من اجل افراز الخدام فنالت الإجابة من فم الرب، واهل نينوى صاموا وصلوا في الرماد تعبير الحزن والإنكسار في محضر الرب فلم تهلك المدينة والرب طلب من تلاميذه الصوم والصلاه في حربهم الروحية مع عدد الخير لان هدف الصوم ان نغلق عيوننا عن المنظور وهو الجسد لنتفرغ لغير المنظور بالصلاة والتضرع.

احبائي...
الكتاب المقدس لم يحدد وقتا للصوم كل سنة ولا يهتم بذكر المأكولات والمشروبات التي يجب الإمتناع عنها كما نفعل هذه الايام، هل نأكل بيض او سمك ام لا؟؟ ولم يعين وقتا لمتى يبدأ الصوم ومتى ينتهى، بل ترك هذه الأمور لحرية الصائم على ضوء الظروف التي تسمح بها العناية الإلهية. فليس المهم في الصوم طوله او قصره بل الهدف هو عمقه الذي يعلن بأن الحاجة هي لواحد هو الله.
وان الهدف من الصوم مرتبط بالإحتياج الشخصي للإنسان الذي يختلف من شخص للأخر وليس تقليدا وممارسه عمياء لمن صام من قبلنا، فالصوم يجب ان يكون منسجما مع كلمة الله لا من استحسان البشر.

اصلي بالروح ان تلمس هذه الكلمات القلوب وتفتح العيون وتنير البصيرة لنسلك بحسب الحق المعلن في كلمة الله النافعه للتعليم والتقويم والتأديب بهدف ان يكون انسان الله صالحا ومستقيما ويعيش بحسب كلمة الله الحية والفعاله والتي هي امضى من كل سيف ذي حدين.
الرب يبارك حياتكم ويضىء بنوره عليكم.
اخوكم في جسد المسيح
القس عامر حداد


الصوم وسيلة وليس غاية



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم الصوم وسيلة لا غاية
الصوم وسيلة وليس هدف
وسيلة وليست غاية
أعرف أن المال وسيلة و ليس غاية ،
وسيلة أم غاية


الساعة الآن 05:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024