31 - 05 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البابا أثناسيوس (موضوع متكامل)
النفي الثاني: إلى روما: * ظل الكرسي الإسكندري شاغرًا طوال نفى أثناسيوس لأن الشعب المسيحي لم يسمح بجلوس غيره عليه وكان الأقباط الأرثوذكس يكررون مطالبهم برجوع أسقفهم وراعيهم وخرجوا في مظاهرة للمطالبة به في الكنائس والتجأوا إلى الأنبا أنطونيوس الذي كتب رسائل في ذلك الموضع إلى الإمبراطور ولكن كل هذا ذهب سدى. لأن العناية الإلهية لم تمهل قسطنطين عمرًا أطول فمات عام 337 م. وقسمت مملكته بين أولاده الثلاثة وكانت مصر تحت حكم قسطنطيوس أما فرنسا والغرب فكانت من نصيب قسطنطين الصغير الذي كان يحب أثناسيوس وتوثقت بينهما صداقة متينة وقد أرسل قسطنطين الصغير رسالة إلى أخيه يطلب فيها إعادة البابا أثناسيوس إلى كرسيه لأن هذه كانت رغبة أبيه قسطنطين الكبير قبل وفاته وبالفعل عاد أثناسيوس على الفور مبجلًا معظمًا عام 338 م. كذلك عاد معه جميع الأساقفة الأرثوذكسيين من منفاهم ووصل أثناسيوس إلى الإسكندرية في نفس السنة بعد غيبه سنتين وأربعة أشهر وأحدى عشر يومًا وقد خرجت الإسكندرية كلها فرحة برجوع باباها العظيم واحتفوا برجوعه احتفاءًا عظيمًا وأقاموا لذلك احتفالًا أقرب إلى الاحتفال باستقبال الملوك والقياصرة ووصف هذا الاحتفال بأنه كان احتفالًا مصريًا بحتًا ومن الاحتفالات التي كلما يجود الزمان بمثلها والتي تبقى صورتها حية في آذان من شاهدها كأنها أبدع ما كان. * وفي غمرة هذه الأحداث المبهجة لم يترك الأريوسيون البابا أثناسيوس ليستريح ولو لفترة قصيرة إذ سرعان ما قرروا تعيين بطريرك أخر على الإسكندرية هو غريغوريوس الكبادوكي إلا أن الشعب قاوم ذلك مقاومة عنيفة. الأمر الذي جعل الأريوسيين يهجمون على الكنائس مع بعض الجنود واتفقا أن كان ذلك يوم جمعة الصلبوت وقاموا بقتل من كان في الكنيسة واعتدوا على حرمة الفتيات والسيدات اعتداءًا وحشيًا كل ذلك بدون أي سبب إنما لإجبار الشعب على الانضمام للأريوسيين. * وهنا بعث البابا برسائل إلى أساقفة العالم كله يستنجد بهم من فظاعة هذه الأحداث ويقول: "استغيث بكم وبالأرض وبالسماء مما حل بكنيستي أنى أستغيث بكم استغاثة ذلك اللاوي أفرام الذي عندما ماتت زوجته بعد أن اغتصبها منه أعداؤه قسم جثتها إلى أثنى عشر قسمًا وبعث بكل قسم منها إلى كل سبط من أسباط يهوذا الاثني عشر ليجتمعوا جميعًا ويأخذوا بثأر تلك الزوجة التي تمثل الأسباط كلها..." * فهو يحذرهم في هذا النداء بأن كلا منهم مهدد باغتصاب كرسيه بهذه الطريقة ويختم كلامه قائلًا فلا تتركوا الأمور تصل إلى هذا الحد ولا تسمحوا أن تداس كنيسة الإسكندرية المجيدة بأقدام الهراطقة... * وإذ لم تجد الرسائل أي صدى عزم البابا أثناسيوس على عرض قضيته أمام العالم كله فسافر إلى روما وهناك قوبل بحفاوة بالغة من أسقفها يوليوس وعقدا مجمعًا سنة 347 م. في سرديقيا (صوفيا) مكون من 170 أسقفًا (100 من الغرب، 70 من الشرق) ورأس المجمع هوسيوس أسقف قرطبة وقرروا الآتي: 1- براءة القديس البابا أثناسيوس الرسولي حامى الإيمان مما نسب إليه زورًا وبهتانًا. 2- حرم جميع الأساقفة أتباع أريوس. 3- التأكيد على قانونية مجمع نيقية المسكونى الأول. 4- خلع وعزل وطرد غريغوريوس الكبادوكي الذي عين بطريركًا على الإسكندرية بواسطة الأريوسيين. * ووافق على هذه القرارات حاكم رومية الإمبراطور قسطنطس وطلب من شقيقه قسطنطيوس حاكم الشرق تنفيذها ووافقه قسطنطيوس ورجع البابا أثناسيوس إلى كرسيه دون أي شروط وفي هذه الأثناء قامت ثورة في الإسكندرية ضد غريغوريوس الكبادوكي الأخير أدت إلى قتله الذي عزز من عودة القديس أثناسيوس إلى كرسيه بكل قوة وهكذا رفرفت أجنحة السلام على ربوع كنيسة الله في الإسكندرية مرة أخرى. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|