رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة برنابا القسم الأول: مقدمة في الرسالة: أولًا: كاتب الرسالة: * لم تشر الرسالة إلى أن برنابا هو واضعها، وليس فيها من دليل على أنها من وضع أحد الرسل، لكن يوجد تقليد قديم ينسبها إلى برنابا رفيق الرسول بولس وشريكه في الخدمة، ومما يدعم هذا التقليد أن القديس كليمندس الأسكندري أقتبس الكثير منها ونسبها إلى برنابا. * الأبحاث الحديثة ترفض نسبتها إلى برنابا وذلك لنظرتها القاسية نحو العهد القديم كما سنرى. * ويرى كثير من الباحثين أن هذا العمل قام به يهودي متنصر أسكندري وذلك لمواجهة خطر التهود الذي كان يحدق بالكنيسة وقتئذ. ثانيًا: زمان كتابتها أما من جهة الزمان فقد جاءت الآراء متباينة: 1- يرى بعض المفسرين أنها كتبت في الفترة (96-98 م.) استنادًا إلى ما جاء في الفصل الرابع (5) من هذه الرسالة. 2- يرى البعض الآخر في الإشارة إلى إعادة بناء الهيكل (فصل 3:16-4) حيث يقول الرب أيضًا "الذين ينقضون الهيكل هم أنفسهم يبنونه" (أش 17:49س) دليلًا على أن الرسالة كُتبت في أثناء محاولة إعادة بناء الهيكل أي حوالي 130 م. 3- يرى البعض الآخر أن الإشارة الواردة هنا في فصل 16 (3-4) ليست عن إعادة بناء الهيكل بل إلى خراب الهيكل الثاني في أثناء ثورة Bar Cochba حوالي سنة 135 م. ثالثًا: مكان كتابتها: * ربما يشير استخدامها للتفسير الرمزي على طريقة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية - إلى أن الرسالة كُتبت في الإسكندرية وربما لهذا السبب أيضًا احتلت الرسالة مركزًا خاصًا بين آباء مدرسة الإسكندرية. رابعًا: لمن كُتبت؟: * وجه الكاتب رسالته هذه إلى رعية مسيحية مجهولة، سبق أن بشر لها بالإنجيل، ويدعو هؤلاء المسيحيين، "أبناء الفرح"، "أبناء المحبة"، "إخوة". خامسًا: أهمية الرسالة: * هي مقال لاهوتي أو عظة، لها مظهر الرسالة، تهدف إلى توضيح العلاقة بين المعرفة والإيمان كما جاء في الفصل الأول (5:1) " أن تصير معرفتكم كاملة جنبًا إلى جنب مع إيمانكم". * وقد وجدت هذه الرسالة ضمن مخطوطات النسخة السينائية للكتاب المقدس، والتي ترجع إلى القرن 4 م. ويرد نصها بعد سفر الرؤيا - كذلك اعتبر العلامة أوريجانوس (ق 3 م.) هذه الرسالة من ضمن الكتاب المقدس، أما يوسابيوس المؤرخ (ق4م) فقد صنفها من بين الكتابات المختلف عليها، ثم جاء جيروم (ق4م) واعتبرها من الكتب المنحولة. سادسًا: أقسامها: تتكون الرسالة من 21 فصلًا وتنقسم إلى قسمين رئيسين: 1- القسم النظري (1-17) هدفه إظهار أهمية العهد القديم وكيفية تفسيره بالمعنى الروحي الرمزي وليس بالمعنى الحرفي كما فعل اليهود فأساءوا فهمه. ويرى بعض الشُرَّاح أن الدافع لكتابة هذا الجزء هو حركة التهود. 2 - القسم العملي (18-21) وفيه يهتم الجانب السلوكي الأخلاقي وذلك بالحديث عن طريقي الفضيلة والرذيلة، النور والظلمة. القسم الثاني: الأفكار اللاهوتية في الرسالة:أولًا: الشريعة الموسوية: لم يقصد الله حفظها حرفيًا، إنما لكي تفسر روحيًا، ويرى الكاتب أن ملاكًا شريرًا (الشيطان) قد ضلل اليهود بقبولهم التفسير الحرفي. فمثلًا: 1 - من جهة الختان: الله لا يريد ختان الجسد بل ختان القلب "اختنوا غرلة قلوبكم ولا تقسوا رقابكم" (تث 16:10) وختان الآذان "اسمع يا إسرائيل هذا ما يقوله الرب إلهك" (أر 2:7) " فكل السوريين وكل العرب وكل كهنة البعل هم مختنون أيضًا والمصريون أيضًا يطبقون الختان". * وإبراهيم الذي طبق الختان أول الجميع طبقه روحيًا، واضعًا المسيح في ذهنه، يقول الكتاب حول هذا الموضوع "إن إبراهيم ختن رجال أهل بيته" (تك 23:17). 2- من جهة الذبائح والتقدمات: لقد أظهر لنا الله بالأنبياء أنه لا يحتاج لا إلى ذبائح ولا إلى محرقات (أر 22:7، زك 17:8). * أنه يقول: "الذبيحة لله روح منسحق" (مز 17:51) والقلب المنسحق عطر للرب الذي جبله (فصل 4:2 -10، 1:3-5). 3- من جهة الهيكل: انحصر ذهن اليهود في الهيكل الخارجي الحجري بأورشليم، ولم ينشغلوا بهيكل القلب الداخلي الروحي. ولذا يصرخ الرب في (أش 12:40، 1:66) قائلًا "من قاس السموات بالشبر والأرض بالكيل؟ ألست أنا يقول الرب؟ السماء عرشي والأرض موطئ قدمي أي بيت تبنون ليّ وما المكان الذي استريح فيه". * لا شك أن هناك هيكل للرب والهيكل يكون حيث يريد الرب أن يبنيه، ولذا كان لابد أن يهدم هذا الهيكل الحجري، وهذا ما حصل فعلًا فقد دمره الرومان تمامًا سنة 70 م. بينما كان اليهود يحاربونهم وجاء الهيكل الآخر عظيمًا لأنه يُبنى باسم الرب، ونحن قبل أن يكون لنا الإيمان بالرب كان داخلنا حقيرًا فاسدًا كهيكل مبنى بأيدي بشرية لكن بعد نوالنا غفران الخطايا وتجديدنا، صرنا هيكلًا روحيًا يسكن الرب فيه (فصل 1:16، 2، 6-10). 4 - من جهة تحريم بعض الأطعمة: إذ حرم عليهم بعض الأطعمة، لم يكن عدم الأكل منها هو الهدف لأن موسى تكلم في مواضع أخرى عن الأكل، إنما كان الهدف هو اسمي من أمر الأكل، فمثلًا: عندما تكلم أولًا عن الخنزير، عنى بذلك ألا يكون لك اتصال بمن كانت أخلاقهم كالخنزير، أي أولئك الذين ينسون الرب وهم في حياة التنعم يتقلبون ولا يذكرونه إلا عندما يشعرون بالاحتياج وذلك كالخنازير التي لا تعرف أصحابها إلا عندما يعضها الجوع، فتصرخ لتحصل على الأكل (لا 7:11) * وعندما أمر "لا تأكل النسر والأنوق والعقاب والغراب... وكل ما ليس له زعانف وحرشف في المياه.." (لا 13:11) أي لا تكون لك علاقة مع من لا يعرفون أن يكسبوا عيشهم إلا بالقنص الشرير وافتراس لحوم الآخرين، فتراهم يسلكون مسلك البراءة وما هم بأبرياء، أنهم يتربصون بفريستهم لينقضوا عليها،أيضًا لا يكون لك علاقة بمنكري الإيمان الذين هم الآن أموات ويشبهون الأسماك الملونة (كل ما ليس له زعانف وحرشف) التي لا تسبح كبقية الأسماك، بل تستقر في الأعماق منتظرة فريستها لتنقض عليها. * وداود النبي يأخذ مفهوم هذه المعاني بعين الاعتبار فيقول "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار (كما تسلك الأسماك في ظلمة أعماق البحر)، وفي طريق الخطاة لم يقف (كما يدعى أولئك الذين يتظاهرون بخوف الله، بينما يخطئون كالخنازير)، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس (كالطيور الجاثمة تنتظر فريستها)" (مز 1:1) * يقول موسى أيضًا "كلوا الحيوانات المجترة ذات الظلفين" (لا 3:11) وذلك لأن هذا النوع من الحيوان عندما يتغذى يعرف من غذاه ويُظهر له الامتنان (فصل 1:10-12). 5- يوم الرب: كُتب أيضًا في الناموس الذي أعطاه الرب لموسى على جبل سيناء وجهًا إلى وجه عن السبت "قدسوا يوم السبت للرب بأيد نظيفة وقلوب نقية (خر 8:20). نخطئ إن اعتقدنا إننا نستطيع أن نقدس اليوم الذي قدسه الرب دون أن نكون أنقياء القلوب. إننا لا نستطيع أن نقدس اليوم، إلا إذا كنا جديرين بتبرير نفوسنا وتقديسنا بيسوع، لذلك نُعيد اليوم الثامن من الأسبوع (يوم الأحد) بفرح، اليوم الذي قام فيه المسيح من الأموات وذلك بدلًا من سبت اليهود، فبالقيامة تطهرت قلوبنا وتهيأت ليوم الرب. وإليكم ما يريد قوله "رأس الشهر والسبت ونداء المحفل - بغضتها نفسي" (أش 13:1-14) فصل 15 (1، 2، 6-9) 6- الألفية: واضع الرسالة من أتباع الألفية، اعتبر ستة أيام الخليقة المذكورة في (تك 2:2)، "وفرغ الله من عمل يديه في ستة أيام وفي اليوم السابع استراح وقدسه" هي ستة ألاف سنة، لأن ألف سنة كيوم واحد عند الرب (مز 4:90) وخلص إلى القول بأنه في هذه الآلاف الستة تكتمل كل الأشياء حيث يقود الله خلالها كل شيء إلى تمامه وتعطى الفرصة كاملة للخطاة للتوبة، وبعد أن تنتهي هذه المدة، يأتي ابن الله ليضع حدًا للمهلة التي أعطيت للخطاة وليدين عديمي الإيمان ويغير الشمس والقمر والنجوم ويرتاح في اليوم السابع (فصل 3:15-5). ثانيًا: انتقال العهد إلينا: (العهد بالاختيار والبركة): * يقول الكاتب لنرى إذا كان هذا الشعب يرث أم الشعب الأول وإذ كان العهد له أم لنا. * أسمعوا ما يقوله الكتاب "وصلى إسحاق من أجل امرأته رفقة لأنها كانت عاقرًا فحبلت ثم خرجت رفقة لتسأل الرب فقال لها الرب في أحشائك أمتان وفي بطنك شعبان... شعب يقوى على شعب وكبير يُستعبد لصغير" (تك 21:25-23) و(أنظر تك 17:48-19). * أرأيتم الشعب الذي أختاره ليكون الأول والوارث للعهد وماذا قال الله لإبراهيم الذي تبرر لأنه آمن "هوذا قد جعلتك أبًا لجمهور من الأمم" (تك 6:15). * لقد أعطى الرب للشعب اليهودي بالفعل العهد الذي حلف به للأجداد، لكن الشعب لم يكن مستحقًا أن يناله بسبب خطاياه. يقول الكتاب أن موسى صام أربعين يومًا على جبل سيناء وأربعين ليلة لينال العهد الذي عقده الله مع شعبه، وقد أخذ موسى اللوحين المكتوبين بالروح بإصبع يد الرب. وبعد أن أخذ موسى اللوحين وحملهما ليسلمهما إلى شعبه قال الرب "يا موسى أذهب أنزل لأنه قد فسد شعبك الذي أخرجته من أرض مصر. فحمى غضب موسى وطرح اللوحين من يده وكسرهما في أسفل الجبل (أنظر خر 18:24، 7:32، 19). * أن موسى قد أخذ العهد أما الشعب فلم يأخذه، لأنه كان غير جدير به. فصل (1:13-7)، فصل (1:14-4) * عليكم إذًا أن تتبصروا وتنتبهوا لنفوسكم ولا تشابهوا أولئك الذين يرددون بأن عهدهم هو عهدنا، أنه بالواقع عهدنا أما هم فقد فقدوا العهد (فصل 6:4). * ولكن إذا اتكلنا على فكرة إننا من المختارين فقد بقت معنا خطايانا وعندها يتسلط علينا سيد الشر ويدفعنا بعيدًا عن الملكوت السماوي (فصل 13:4). * ولذا ما سبق وقيل "أنموا وأكثروا واملأوا الأرض" (تك 28:1)، وما يقوله النبي أيضًا "أدخلوا إلى الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا واستولوا عليها" (خر 1:33) فنحن الذين أدخلنا إلى الأرض الصالحة، وإذ نتغذى بالإيمان والوعظ (اللبن والعسل) نحيا ونسود الأرض (فصل 12:6، 13، 16، 17). ثالثًا: في كيفية انتقال العهد: 1- بالتجسد: * أما كيف أخذنا نحن العهد فلقد استلم موسى العهد كخادم أما نحن فقد سلمنا الرب العهد بيده، بشخصه. هكذا يقول النبي "هوذا قد جعلتك نورًا للأمم لتكون خلاصي حتى أقاصي الأرض" (أش 6:49)، (أش 1:61-2) فصل 14 (4، 8، 9). * وإذا كان ابن الله قد أتى بالجسد فلأنه أراد أن يضع حدًا لخطيئة أولئك الذين اضطهدوا أنبيائه. ولو لم يأت بالجسد لما استطاع البشر أن ينظروا خلاصهم. فهم إذ كانوا لا يستطيعون أن ينظروا إلى الشمس التي هي من أعمال يديه فهل يمكنهم أن يحدقوا إليه لو جاءهم بغير الجسد! (فصل 10:5-11). * وهو لكي يعطل الموت ويبرهن على القيامة من الأموات ظهر بالجسد واحتمل الآلام حتى يتحقق الوعد المعطى لآبائنا ويعد لنفسه الشعب الجديد (فصل 6:5-7). * ويقول النبي عن السيد الذي كان كصخرة صوان لا تنسحق "ها أنى أضع في صهيون حجرًا مختارًا، رأس زاوية كريمًا أساسًا مؤسسًا فمن آمن به فلن يتزعزع" (أش 16:28). * أعلى الحجر يقوم رجاؤنا؟ حاشا. القوة في جسد المخلص (فصل 2:6-3). 2- بالفداء:* لقد أراد الرب أن يكون فدية عن خطايانا، حتى يتحقق الحدث الذي رمز إليه اسحق الذي سيق إلى الذبح (أنظر تك 1:22-19) (فصل 3:7). ويتخذ الكاتب أيضًا من ذبيحة التيسين المذكورة في (لا 16) رمزًا لذبيحة المسيح الفدائية (فصل 7). * وأية صورة موجودة في الوصية التي أوصاها لإسرائيل والقائلة "بأن الذين يخطئون خطايا كبيرة عليهم أن يقدموا عجلة (بقرة حمراء) ويذبحونها ويحرقوها. ثم يجمع الأولاد الصغار رمادها ويضعونه في أوعية ويربطون الصوف الأحمر حول خشبة وبعدها يرش الأولاد الشعب كله كل واحد بمفرده بالزوفا فيتنقى من الخطايا (أنظر عدد 1:19). فالذبيحة تمثل يسوع، والرجال الخاطئون هم الذين قدموه إلى الذبح والأولاد الذين يرشون يمثلون الذين يبشرون بمغفرة الخطايا ونقاوة القلب. * ولماذا يوضع الصوف على الخشبة؟ لأن ملكوت المسيح يرتكز على الخشبة (الصليب) والذين يرجونه يحيون إلى الأبد. ولماذا الصوف والزوفى؟ لأنه سيكون في ملكوته أيام شريرة مضطربة وسنخلص منها كما يخلص المريض من أوجاعه الجسدية بعصير الزوفا (فصل 1:8-7). * إن نبيًا آخر يعطى تحديدًا للصليب قائلًا "متى ستتحقق كل هذه الأمور؟ عندما يسطح الخشب فوق الأرض ثم ينتصب وقد رشح منه الدم. هذا الكلام يشير إلى الصليب وإلى من يُعلق فوقه. أن الروح خاطب قلب موسى وأوحى له أن يجعل رمزًا للصليب وللمزمع أن يتألم عليه. فوضع موسى سلاحًا في كل يد ووقف عاليًا فوق الجميع ثم مد يديه فانتصر ولما كان ينزلهما كان العدو يدحرهم (أنظر خر 11:17-13). * ومرة أخرى صنع موسى رسمًا ليسوع ولآلامه وذلك عندما صنع حية نحاسية ورفعها بمجد على خشبة، وعندما كان الإسرائيليون يسقطون من لسعات الأفاعي كانوا يتطلعون إليها ويحيون (عدد 9:21) (فصل 3:12، 5، 6، 7). * أشار الكاتب إلى الصليب أيضًا عند حديثه عن ختان إبراهيم كما ذكرنا سابقًا. 3- بالمعمودية:* بما أنه قد جددنا بمغفرته لخطايانا فقد جعلنا خليقة جديدة يكون فيها قلبنا كقلوب الأطفال تمامًا كما لو كنا قد وُلدنا من جديد. الكتاب يتكلم عنا عندما يقول "لنصنع الإنسان على شبهنا ومثالنا" (تك 27:1). * لقد خلق الله في تمام الأزمنة خليقة جديدة كما ورد في نبوة (حز 19:11) "وأعطيهم قلبًا جديدًا وأجعل في داخلهم روحًا جديدًا وأنزع من لحمهم قلب الحجر وأعطيهم قلبًا من لحم" (فصل 11:6، 12، 14). رابعًا بين طريق النور وطريق الظلمة: * هناك طريقان للتعليم والعمل، طريق النور وطريق الظلمة، الفرق كبير بينهما. في الواحد صفوف من ملائكة النور الإلهي وفي الثاني صفوف من ملائكة الشيطان ومنذ جيل الأجيال والله هو السيد أما الشيطان فهو رئيس الأزمنة لعالم الإثم الحاضر. * ومن أراد أن يسلك طريق النور الذي يقود إلى الهدف المقصود فليطبق أعمال النور كن بسيط القلب وغنيًا بالروح لا تقترب من الذين يسلكون طريق الموت، أبغض كل شيء لا يرضى الله، لا تهمل وصايا الرب لا ترفع نفسك، كن متواضعًا، لا تفعل سوء بقريبك ولا تسلم نفسك للفساد، لا تزن لا تحابى بالوجوه، كن وديعًا هادئًا لا تكن قلقًا ولا تحمل اسم المخلص عبثًا. لا تقتل الجنين في بطن أمه ولا تقتله بعد ولادته، لا تتساهل مع ابنك أو ابنتك وعليك أن تعلمهما منذ مولدهما خشية الرب. لا تربط نفسك بحبال الغرور بل عاشر المتواضعين والأبرار. اعتبر كل ما يقع لك خيرًا وأعرف أن كل شيء يأتي من الله. لا تكن ذا لسانين ورأيين. لا تعامل خادمك أو خادمتك بحقد ومرارة فالله معلمنا جميعًا لا يعامل البشر كطبقات مختلفة، بلا كبشر لهم قابليات روحية. أشرك قريبك بكل خيراتك ولا تثق أنك تملك شيئًا خاصًا فإذا كنت تشترك في كل الخيرات غير الفاسدة فكم بالحرى في الخيرات التي على الأرض. لا تكن ثرثارًا فاللسان فخ للموت. كن عفيفًا من أجل خلاص نفسك. لا تمد يدك للأخذ وتطبقها عند العطاء أحبب كحدقة عينك من يكلمك بكلام الرب وفكر بالليل والنهار في يوم الدينونة الأخير وأطلب دائمًا أن تعاشر القديسين. * لا تتردد في العطاء عالمًا أن الله سوف يجازيك خيرًا. لا تكن سببًا للشقاق وطد السلامة بين المتخاصمين. أعترف بخطاياك لا تذهب إلى الصلاة بضمير شرير. هذا هو طريق النور. * أما الطريق المظلم فإنه ملئ بالصعوبات واللعنات إنه طريق الموت الأبدي والعقوبات وفيه نجد كل من خسر نفسه في عبادة الصنم، التباهي بالقوة، الرياء، الزنى، القتل الاغتصاب، الكبرياء، التجاوز، الاحتيال، الشر، السحر، الطمع، عدم خشية الله اضطهاد فعلة الخير. فيه نجد أعداء الحقيقة، أصدقاء الكذب، الذين لا يعطون وزنا للعدالة ولا يهتمون بالأرامل والفقراء، البعيدون عن الوداعة والصبر، الذين يركضون وراء الربح ولا يعرفون خالقهم ويٌفسدون مخلوقات الله ويقتلون الأولاد.. * من العدل أن تعرف أوامر الله وكل ما كُتب، وأن تسلك بموجبها. من يفعل ذلك يتمجد في الملكوت السماوي ومن اختار الطريق الآخر يهلك بأعماله. لذلك وجدت القيامة والمكافأة. * لا تتوانوا عن فعل الخير إن يوم هلاك الشر قريب والرب قريب (مقتطفات من الفصول 18-21). _____ (*) المرجع: 1- المدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليون - القمص تادرس يعقوب - الإسكندرية 1991 م. 2- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م. 3- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م. 4- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شهادة رسالة برنابا لوحي الإنجيل |
برنابا ومن هو !! ؟ |
برنابا |
برنابا |
برنابا |