رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الإتضاع ؟ + ليس تنازل :السائد عن الإتضاع هو أنك تنزل من علوك, أو تتنازل إلى مستوى أقل من غيرك. لكن ليس هذا هو التواضع ، فهو ليس أن تشعر أنك على الرغم من عظمتك, فإنك تتصاغر أو تخفى هذه العظمة. فشعورك أنك كبير أو عظيم في حد ذاته , فيه شيء من الكبرياء. وشعورك أنك في علو تنزل منه, ليس من التواضع في شيء. وشعورك بأنك تخفى عظمتك, فيه إحساس بالعظمة, إحساس بعظمة تخفيها عن الناس. ولكنها ساكنه داخلك واضحة أمام عينيك.. + هو معرفه النفس إن الله هو وحده العالى, وهو وحده الذي يتنازل من علوه. هو الخالق. أما الباقون فهم تراب ورماد.. إنما التواضع بالحقيقة كما قال الآباء. فهو معرفة الإنسان لنفسه. فنحن عندما نتكلم عن التواضع نتكلم عن معرفه قيمه أنفسنا الحقيقه الوضيعه ، فتعرف من أنت؟ إنك من تراب الأرض. بل التراب أقدم منك. كان قبل أن تكون. خلقه الله أولًا, ثم خلقك من تراب. أن هذا التراب لم يغضب الله, كما أغضبته أنت بخطاياك. فأنت أيها الإنسان من الأصل لم تكن مستحق الحياه بل منحك الله أياها و عندما أوصاك بالوصايا التي بها تفرح نفسك خالفت وصيته في أول أختبار لك ، هل أدركت الأن من أنت و ما هي حقيقتك ؟! هل بعد ما زلت تفتخر علي أخوتك ؟ وأنت أقل من التراب ؟ بأي شئ تفتخر بغني أم بذكاء أم بجمال أم باشئ يا تري ؟ و كلها ليست لك و لا حتي تستحقها ، إذا تخيل نفسك مع مجموعه من أخوتك غريب في أرض و أنعم ملكها عليك ببعض الأكل و خص كل واحد بعطيه معينه كهديه هل لك أن تفتخر علي أخوتك بهديتك ؟ و أنت أصلا لم تكن تستحقها فالإتضاع عي أنت تعرف قيمه نفسك الحقيقيه لكن لا تتصاغر نفسك بل قد أعطاك الله نعمه بنوته و وهبك النعمه التي بها تنتصر فحاول أن تستغل هذه الوزنه + ليس كلام : قد تطلب من الناس أن تصلي لك و تقول لهم دائما أنك خاطئ لكن ليس هذا أتضاعا طالما لم تكن مقتنع من باطن نفسك أنك فعلا خاطئ بل أكثرهم خطيه . إذن التواضع الحقيقي, هو تواضع من داخل النفس أولًا.. باقتناع قلب. لا عن تظاهر أو رياء. وليس لأن هذا هو الثوب الذي ترتديه لتبدو أمام الناس بارًا. إنما لأنك تدرك تمامًا عن نفسك ببراهين وأدلة عملية أنك خاطئ وضعيف بحسب خبرات حياتك من قبل. تعرف عن نفسك أنك خاطئ, وتعامل نفسك كخاطئ. وإن عاملك الناس كخاطئ, تقبل ذلك, ولا تغضب ولا تتذمر, ولا ترد بالمثل, شاعرًا أنك تستحق ذلك، وإن لم يعاملوك بحسب خطاياك بسبب أنهم لا يعرفونها, فعليك أن تنسحق من الداخل, وتشكر الله بقلبك على معاملة أنت لا تستحقها منهم, ولا منه لأنه سترك ولم يكشفك لهم.. يقول الشيخ الروحاني: "فى أي موضع حللت فيه, كن صغير أخوتك وخديمهم". وقيل "كن آخر المتكلمين, ولا تقطع كلمة من يتكلم لكي تتحدث أنت وحاول أن تتعلم, لا أن تعلّم غيرك وتظهر معارفك " . + هناك قصة رواها يوحنا كاسيان عن القديس سرابيون الكبير: كيف أن أحد الرهبان الجائلين قد زاره. فلما دعاه القديس إلى أن يبدأ الصلاة أو التأمل في الكتاب، قال إنه غير مستحق. ولما دعاه إلى الجلوس على الحصير بدلًا من جلوسه على التراب، قال أيضًا إنه غير مستحق. ثم نصحه القديس أن يثبت في قلايته، ولا يجول هنا وهناك، حينئذ لم يحتمل، وأحمر وجهه مثل السبع. فقال له القديس سيرابيون:"ليس التواضع يا ابني، أن تلوم نفسك ملامة باطلة..! إنما التواضع هو في احتمالك الملامة التي تأتيك من الآخرين". لما سئل القديس مقاريوس "أى الفضائل أعظم؟" أجاب "كما أن التكبر أسقط ملاكًا من علوه وأسقط الإنسان الأول, كذلك الإتضاع يرفع صاحبه من الأعماق" . أليس هو المقيم المسكين من التراب ليجلس رؤساء شعبه"; (مز 113) "أنزل الأعزاء عن الكراسى, ورفع المتضعين" (لو 1: 52). + في إحدى المرات سأل أحد الأخوة القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة قائلًا: "قل لنا عن منظر من المناظر التي تراها لنستفيد منه". فأجابه القديس: إن من كان مثلي خاطئًا لا يُعطي مناظر. ولكن إن شئي أن ترى منظرًا بهيًا يفيدك بالحق، فإني أدلك عليه وهو: إذا رأيت إنسانًا متواضعًا بقلبه طاهرًا، فهذا أعظم من سائر المناظر. لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لا يُرى. فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل (يقصد أنه يرى في هذا الإنسان صورة الله المتواضع). المراجع + الكتاب المقدس + كتاب حياه التوبه والنقاوه - قداسه البابا شنودة . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من ثمار الإتضاع |
التلمذة بنت الإتضاع |
خد بالك من: روح الإتضاع |
الإتضاع ما هو ؟ |
الإتضاع ما هو؟ |