منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2014, 01:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

البدع المُقَنَّعة

هذه البدع المقنعة التي تضع السم في العسل، تطمس الاتجاه العملي في الحياة الروحية (عاملين بالكلمة) (يع 1: 22)، (التصرف الحسن) (يع 3: 13)، مدعين أن النعمة قد عملت كل شيء!! أنها فلسفة غربية مزيفة أكثر منها منهج روحي، تعطى طريقة سهلة للحياة مع الله بنوع من الاصطياد العقلي، لكي تصل إلى هدف بعيد كل البعد عن الإيمان المسيحي الأرثوذكسي، فيفقد البعض اتزانه الإيماني، وفكره الروحي السليم.
ولا يغيب عن بالنا التعاطف الفكري بين هذه الأفكار وبين البروتسانتية التي تلغى دور الجهاد في الحياة الروحية، وتركز على النعمة فقط وهو اتجاه بيلاجي، ولكن الآباء علمونا أن الحياة الروحية هي التحقيق الكامل والفعال للنعمة الإلهية مع تعاون واستجابة الإنسان، وهو ما يسمى السينرجى Synergy أي تقابل عما النعمة الإلهي مع إرادة الإنسان واستجابته بالجهاد والمواظبة وطاعة الوصية باستعداد قلب لقبول الألم وحمل الصليب وحياة التقديس بمخافة، أنها اندماج الفعل الإلهي والفعل الإنساني في حياة روحية واحدة، هناك تقبل لفعل النعمة وهناك الإرادة البشرية الحرة المتناغمة.
فالبقاء في النعمة يقول عنه العلامة ترتليان: (أن الأفاعي والحيات توجد في الأماكن المقفرة التي ليس فيها ماء، أما نحن الأسماك الصغيرة فقد ولدنا في الماء تابعين مثال سمكتنا يسوع المسيح ابن الله المخلص، كما ولا يمكن أن نخلص إلا إذا بقينا دائما في ماء المعمودية حيث البقاء في حالة النعمة والغلبة والنصرة والخليقة الجديدة التي حصلنا عليها بالمعمودية).

البدع المُقَنَّعة
ومن بين الخلط في التعليم والبدع المقنعة المعاصرة، شرح العقيدة بفكر غربي، بينما ينبغي أن تفسر العقيدة على أساس ما استقر في التقليد الرسولي الكنسي وما يحمله من قوة روحية وخبرة آبائية وتدريبات معاشة وهى في النهاية خلاص النفس، فيصب الشرح والتفسير في ما يمارس في الحياة اليومية، ليكون تعليم مستقيم مؤدى إلى حياه مستقيمة، وإلا جعلنا من إيماننا مجرد فكرة ولاهوت مزيف New theology.
والبعد عن المنهج المتكامل في التعليم والاتجاه إلى الكتابات الغربية، جعل للأفكار المنحرفة سمة ممسوخة (لغتك تظهرك)، بعيدة عن روح ومنهج وحياة الآباء، بعيدة عن القانون الكنسي، بعيدة عن المنهج النسكي، بعيدة عن الليتورجيا والأسرار، بعيدة عن تاريخ الآباء (التاريخ الكنسي والمجامع) والتي هي في الواقع المدخل والطريق الأرثوذكسي، في الجوهر والممارسة والمنهج الروحي.
لذلك لا يجعل الفكر الذاتي الأحادي المنحرف، منهم إنجيليين بالروح والسلوك ولا يمتعهم بروح وخبرة آبائنا التي بها نعيش بطريقة عملية غير عقلانية، هذا الفكر المنحرف الذي يدعمونه بالنقل الخاطئ والفهم الملتوي لأقوال الآباء وتوظيفها لإثبات أفكار غريبة عن الآباء أنفسهم، إذ أن التقليد الأرثوذكسي الحي لا يقوم على اقتباس أقوال الآباء،
لأنهم ليسوا دكاترة لكنهم قديسون، فكيف إذن نقتص قولًا دون حياة وسلوك وجهاد قائله؟ وكيف نفصل القول عن العمل والخبر عن الخبرة والحياة؟ لذلك نقول للمبتدعين المودرن، ألم يتكلم القديس البابا أثناسيوس والبابا كيرلس والأنبا أنطونيوس عن الكنيسة التي صنعتهم قديسين وآباء؟ ألم تكن حياتهم توبة وجهادا وبذلا وصلوات وسهرًا وأصوامًا وشركة وشهادة؟ فلماذا إذن كل هذا ماداموا قد جلسوا في السماويات؟!!
ليست المسألة تطاولا وردا مغلوطا من أقوال الآباء، لتأييد أفكار لم يقصدها الآباء قط، يستخدمها المبتدعون دون أن يكون لهم روح وطاعة وقدوة وانسكاب وجهاد هؤلاء الكاملين المغبوطينفالاستشهاد بأقوال الآباء ينبغي أن لا يخالف في مظهره وجوهره منهج التقليد العام، والأصالة العقيدية كما تعرفها الكنيسة.
فرق كبير بين الذين عاشوا في شركة مع الآباء وأحبوهم وعشقوهم وتشفعوا بهم بعد أن تمثلوا بإيمانهم، وبين الذين يدعون انتسابهم للآباء معتبرين أنهم فلاسفة وعلماء، وفرق كبير بين توظيف أقوال الآباء لإثبات فكرة منحرفة فتصبح مجرد جمل وكلمات، وبين التفسير الكنسي الأصيل الذي صار على مدى الزمن وقبله الجميع في كل مكان، والذي هو فكر الكنيسة الشامل الذي صار في كل مكان وكل زمان والذي يعرض عن الكلام الباطل الدنس الزائغ من جهة الإيمان (1تى 6: 20)، ويؤكد القديس أثناسيوس الرسولي في دفاعه عن الإيمان، أنه حتى الإنجيل والتقليد يمكن أن يكون مرجعا للهراطقة، حتى يخلطوا الحق بالباطل.
والأمر العجيب أن أصحاب البدع المنحرفة كسابقيهم من الهراطقة فالنتينوس ومارقيون وكيرنثوس، يدعون أنهم أكثر حكمة من الآباء ومن الرسل أيضا، متوهمين أنهم قد وجدوا الحق الأصيل، بينما هم بإبتداعاتهم ومغالطاتهم إنما يتحدون إيمان الكنيسة كلها، التي تجمع فيها كل الحق عبر الرسل، والتي خارجها لا يوجد إنجيل إلهي، بل ضعفات البشر المستحدثة.
يريدون بأفكارهم الذاتية أن يزعجوا الكنيسة ويحولوا إنجيل المسيح (غل 1: 7) لذلك سيحملون الدينونة (غل 5: 20)، لأنهم فعلة ماكرون، يكتبون عن الآباء ولا يعيشون بحسب الآباء، منكرين الكنيسة ودورها في الخلاص، جاعلين للمنهج الروحي طريق حسب هواهم، منكرين الجهاد والأعمال، ولا عجب فطالما أن الشيطان يتغير في شكله إلى ملاك فماذا في أن خدامه أيضا يغيرون شكلهم إلى خدام البر؟ وهم لا يعترفون بدور الكنيسة في الخلاص، بالرغم من أن الذي يسقط، يسقط وحده لكن ما من أحد يستطيع أن يخلص وحده.
وكأن العقيدة والإيمانيات تحتاج إلى وجهة نظر هؤلاء المنشقين، يرفضون ما يعن لهم رفضه ويقبلون ما يقبلونه (أنصاف أرثوذكس)، وبالتالي أخذوا في التدرج حتى أنكروا الأسرار وابتعدوا عن الكنيسة، وصارت التوبة في مفهومهم مجرد مشاعر وعواطف واختبارات نفسية فيختفي دور الكنيسة والمفهوم الحقيقي للتوبة (الميطانيا) عنهم كمنهج وطريق تعلمنا الكنيسة إياه..
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البجع البني
البجع
إغراء البدع
طائر البجع
البدع المُقَنَّعة والخلط في التعليم


الساعة الآن 12:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024