رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدم الخوف من تجارب الناس، الشياطين، الجسد وسواء كانت التجارب المحيطة بنا من الناس أو من الشياطين أو من الجسد ينبغي أن نرفع الشكر لله، لأنه يظهر لطفه لنا عندما يسمح أن نُجَرَّب، فمن المستحيل ألا تقابلنا الضيقات بينما نحن نسير في طريق البر وبها نتشارك في آلام الأنبياء والرسل وكل القديسين الذين تحملوا من أجل الطريق وتجندوا في جيش الخلاص. علينا أن لا نخاف من الضيقات، لأن التبن هو الذي يحترق من النار ولكن ماذا تفعل النار للذهب، إنها تمحصه وتنقيه، أما التبن فتحرقه كالهشيم "لأنك جربتنا يا الله محصتنا كمحص الفضة" (مز66: 10) هكذا "نحن بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السموات" (أع14: 23) حاذين حذو معلمنا بولس الرسول الذي يقول: "مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى يأَسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا، لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ" (2كو1: 8). ولينظر كل متضايق إلى بولس الرسول لسان العطر الذي تعب وكد وسهر وجاع وعطش وتعرى ولُكم وجُرب في جسده، وحمل إماتة الرب يسوع وأعطى شوكة في الجسد ولطمه ملاك الشيطان لئلا يرتفع، فقد ضٌرب وسُجن وجُلد ورُجم وتحمل الأخطار من الإخوة الكذبة وحارب الوحوش في أفسس ثم صار كأقذار العالم ووسخ كل شيء. لأنه لو أعطى الرب المكافأة الصالحة للأبرار في هذه الحياة ولو عاقب الأشرار هنا فما الحاجة إذن ليوم الدينونة؟ لكنه يدعو الجميع حسب قصده الإلهي غير المدرك مستعملًا نار الممحص التي تمتحن المعادن فتزيل زغبها وترفع من الإنسان التفاهات والمظاهر الكاذبة للحياة وتمد جدوره إلى الأعمال فتتثبت مبادئه وتترسخ توبته. وبعد الضيقات والتجارب يكتشف الإنسان مع أيوب أنه "يسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناي" (أي42: 7) فالضيق يقربنا جدًا إلى الله حتى نراه ونحن مازلنا في الجسد ونتلامس معه، مجتازين الباب الضيق (مت7: 13) صابرين في الضيق (رو12: 12) حتى تظهر فينا أعمال الله (يو9: 3). فمجد الله وأعماله للذين يستجيبون: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ»(يو11: 4)، أما الذين يرفضون ويحتقرون التأديب فهم ليسوا أهلًا أن يُشفوا بإفتقاد الرب لذا يسلمهم إلى ذهن مرفوض ليُعاقبوا، بعد أن تقست قلوبهم وأبوا الرجوع وفقدوا الحس بكثرة اعتيادهم على الخطية حتى صاروا أبعد ما يكونوا عن التطهير في هذه الحياة القصيرة، ومن ثم يعاقبهم الرب بالهلاك والفناء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|