وُلد هذا البار في قرية البيّاضية التابعة لملوي في شهر أغسطس من سنة 1890 م من أسرة مباركة ودعي اسمه صادق أخنوخ بشاي. حصل على الابتدائية سنة 1904 م وعمل وكيلًا للدائرة الملكية في قطاع قرية الروضة بملوي، وكان راتبه الشهري ثلاث جنيهات ذهبية. كان صادق أفندي يساعد القمص يوحنا نسيم فرج كاهن كنيسة مار جرجس بالبياضية في شتى مجالات الخدمة، وزار القدس حوالي سنة 1912، وكان لهذه الزيارة أثر كبير على نفسه، وأعطاه الرب موهبة التعليم بصورة إلهية فياضة الأمر الذي كان يبهر الناس.
رفضه نعمة الكهنوت:
عرض عليه القمص يوحنا نسيم قبول نعمة الكهنوت لمعاونته في الخدمة ولكنه اعتذر عنها، فأنذره الرب بموت اثني عشر حمارًا له بعد شراء كل واحدٍ بثلاثة أيام، ونظرًا لأمانته رفعت الدائرة التي يعمل بها راتبه إلى 12 جنيهًا ذهبيًا وهو مبلغ كبير للغاية في ذلك الوقت سنة 1914 م، وكان ذلك إغواء من الشيطان لكي يرفض نعمة الكهنوت. وذات ليلة في نفس السنة ظهر له السيد المسيح وقام بقص شعر رأسه على شكل صليب الذي ظل سمة لا تمحى في رأس القمص سيداروس حتى يوم نياحته ووضع له الشعر المقصوص فوق الوسادة برسم الصليب أيضًا، كما أخبره أن اسمه لا يدعى صادق بل سيداروس، وأن الأنبا توماس (مطران المنيا الأسبق) سوف يقوم بتكملة رسامته. بالفعل حضر الأسقف في اليوم التالي لرسامته ولم يضع يده على رأسه أثناء الرسامة بل رشم ملابسه فقط، ولما سألوه عن السبب أجاب أن السيد المسيح ظهر له في رؤيا الليل وقال له أنه قد رسم صادق أخنوخ كاهنًا باسم سيداروس، فحاشى له أن يضع يده مكان يد السيد المسيح..
محبته للغرباء:
كان القمص سيداروس محبًا للغرباء بدرجة ملحوظة حتى أنه في مرة أعطى ملابسه لرجل كان يرتعش من البرد وفي الليل ظهر له السيد المسيح يشكره لأنه قد كساه.
صداقة خاصة مع الشهيد مار جرجس:
قام بعدة قداسات مع الآباء السواح كما أنه تمتع بصداقة خاصة مع الشهيد مار جرجس، وقد أقام زوجته من الموت مرة بعد أكثر من ساعتين من كتابة شهادة الوفاة. كان أبًا لكل شعب البيّاضية سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين. في أيامه الأخيرة أثر مرض السكر على بصره لكنه كان على درجة كبيرة من الورع والمهابة، وقبل نياحته باثنين وعشرين يومًا قال: "بعد 22 يومًا سأنتقل من هذا العالم"، فتم ما قاله وتنيح بسلام يوم 14 أكتوبر سنة 1959 م.