رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوسائل الصامتة في التعليم أحيانًا كان آباء البريَّة يتصرَّفون بطريقة صامتة مُحيِّرة بل وحتّى غير مفهومة لكي يُؤثِروا في تلاميذهم ويجذبوا انتباههم، وعندما كان انتباه الإخوة يبلُغ ذروته، يبدأ الآباء يشرحون لهم مغزى أفعالِهِم غير المفهومة هذه، وقد حفظ التقليد النُّسْكي العديد من هذه الأفعال والتصرُّفات التعليمية، والتي كانت طريقة غير تقليدية في التعليم، فمثلًا نقرأ في سيرة القديس القوي الأنبا موسى الأسود: ”أخطأ أخ في الإسقيط يومًا فانعقد مجلِس لإدانته وأرسلوا في طلب أنبا موسى ليحضر فأبى وامتنع عن الحضور، فأتاه قِس المنطقة وقال: إنَّ الآباء كلّهم ينتظرونك، فقام وأخذ كيسًا مثقوبًا وملأه وحملهُ وراء ظهره وجاء إلى المجلِس، فلمّا رأه الآباء هكذا قالوا له: ما هذا أيها الأب؟ فقال: هذه خطاياي وراء ظهري دون أن أبصِرها، وقد جِئت اليوم لإدانة غيري عن خطاياه، فلمّا سمعوا ذلك غفروا للأخ ولم يُحزنوه في شيء“. (34) كذلك نقرأ أيضًا في بُستان الرُّهبان عن أنبا أيوب وأنبا بيمن وإخوتهُما: ”قيلَ أنهم كانوا سبعة إخوة من بطن واحد، وصار الجميع رُهبانًا بالإسقيط، فلمّا جاء البربر وخرَّبوا الإسقيط في أوَّل دُفعة، انتقلوا من هناك وأتوا إلى موضِع آخر يُدعى إبرين، فمكثوا هناك أيام قلائِل، وحينئذٍ قال أنبا أيوب لأنبا بيمن لنسكُت جميعُنا كلٍّ من ناحيته، ولا يُكلِّم أحدنا الآخر كلمة البتَّة وذلك لمُدَّة أسبوع، فأجابه أنبا بيمن لنصنع كما أمرت، ففعلوا كلّهم كذلك، وكان في ذلك البيت صنم من حجر، فكان أنبا أيوب يقوم في الغُداة ويردِم وجه ذلك الصنم بالتُراب، وعند المساء يقول للصنم: اغفر لي، وهكذا كان يفعل طُوال الأسبوع، فلمّا انقضى الأسبوع قال أنبا بيمن لأنبا أيوب: لقد رأيتك يا أخي خلال هذا الأسبوع تقوم بالغُداة وتردِم وجه الصنم وعند المساء تقول له اغفر لي أهكذا يفعل الرُّهبان؟ فأجاب أنبا أيوب: لمَّا رأيتموني وقد ردمت وجهه هل غضب؟ قال: لا، فقال: ولمّا اعتذرت له هل قال لا أغفر لك؟ قال: لا، فقال أنبا أيوب لإخوته: ها نحن سبعة إخوة، إن أردتُم أن يسكُن بعضنا مع بعض فلنصِر مثل هذا الصنم الذي لا يُبالي بمجد أو هوان“. (35) وفي تعاليمهم، اجتهد آباء البريَّة دومًا أن يكونوا مُعبِّرين للغاية وواضحين كي يستطيع مُستمعوهم أن يفهموهم بصورة أفضل، وكان الآباء يُؤمنون جدًا بالقُوَّة التربوية والتعليمية للمثال، إذ أنَّ الله نفسه استخدم اسلوب المثال عن طريق الملائكة لكي يُعلِّم أُناسه المُختارين، فمثلًا كي يُعلِّم الله أحد الرُّهبان كيف أنَّ الأعمال الأخلاقية تكون بلا فائدة ولا نفع عندما لا تكون دوافعها نقية، قاده إلى موضِع رأى فيه رجُلًا يرفع ماءً من عين ويسكُبه في بِئر، لكن البِئر كان مُتصلًا بالعين فكان الرجُل يتعب باطلًا ليملأ البِئر، وبالمِثل – كما يقول النص – هؤلاء الذين يصنعون أعمالًا أخلاقية عديدة، لكن بدون دوافِع نقية، يتعبون باطلًا إذ ليس لهم أي جعالة سمائية (36). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو يسمع حتي الصلاه الصامتة من القلوب الصامتة❤ |
الوسائل التي نستخدمها |
السهر على الوسائل |
الوسائل التعليمية |
بداية النسائم السيسية |