دور الأسرة في المسيحية
كان القديس باسيليوس يُؤمِن أنَّ الوالدين لابد أن يُقدِّما التربية الأوَّلية للطفل خلال أعوامه الأولى، وأكَّد على أهمية دور الأُم، وشرح فم الذَّهب أنَّ الطفل لو تعلَّم في صِغَره عادات أخلاقية حسنة، فإنَّ تعليمه وتربيته الأخلاقية فيما بعد لن تكون بالأمر الصعب، بل أنه مضى قُدُمًا وحدَّد الطُرُق المُناسبة للتربية المسيحية مثل استخدام الأمثال، التأديب، الوصايا، إلخ... وكان فم الذَّهب يرى أيضًا أنَّ أحد طُرُق التربية المسيحية الهامة هي القراءة في الكتاب المُقدس وترتيل المزامير، والتي يُمكن أن يكون لها تأثيرًا طيِبًا على نفس الطفل.
وقد نصح يوسابيوس القيصري (انظُر كتابنا ”يوسابيوس القيصري“ ضمن سلسلة آباء الكنيسة إخثوس ΙΧΘΥΣ) أيضًا (263 – 340 م) (21) بترتيل المزامير وقبله القديس يوستين الشهيد، وفي كتابه التربوي ”الطريقة الصحيحة للوالدين لتربية أطفالهم The Right Way for Parents to Bring Up Their Children“ ينصح فم الذَّهب بسرد ورواية القصص الكتابية للأطفال كوسيلة تربوية فعَّالة، بل وشرح كيفية رواية هذه القصص، وهكذا تُعتبر تعاليم الوالدين من ناحية، وقُدوتهم كنموذج للحياة المسيحية الفاضلة من الناحية الأخرى، أساسًا للتربية المسيحية التي يجب على الكنيسة تتميمها وتكميلها.