"أقباط الإسكندرية": توحيد الأعياد حلم كل مسيحي.. و"البابا" بدأ أول خطوة
الكاثوليك: لابد من دراستها بشكل متكامل قبل اتخاذ أي قرار.. والأرثوذكس: يجب التوحيد لأن الاختلاف "فلكي" وليس "لاهوتيا"
"أقباط الإسكندرية": توحيد الأعياد حلم كل مسيحي.. و"البابا" بدأ أول خطوة الكاثوليك: لابد من دراستها بشكل متكامل قبل اتخاذ أي قرارات.. والأرثوذكس: يجب التوحيد لأن الاختلاف "فلكي" وليس "لاهوتي"
اعتبرت القيادات القبطية بالإسكندرية، أن توحيد الأعياد سواء ميلاد المسيح أو القيامة، هو حلم لكل المسيحيين في العالم، وأن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بدأ أولى خطواته بإعداد دراسة عن "توحيد عيد القيامة" لترسل إلى جميع كنائس العالم. كان البابا تواضروس، كلف الأنبا بيشوي، مطران دمياط وتوابعها، بإعداد دراسة عن "توحيد عيد القيامة" لترسل إلى جميع كنائس العالم، بهدف توحيد الأعياد سواء ميلاد المسيح أو القيامة، وبدأ بالأخيرة.
وقال الأنبا أنطونيوس غطاس، وكيل عام البطريركية الكاثوليكية بالإسكندرية، لـ"الوطن"، إن فكرة توحيد مواعيد الأعياد القبطية على مستوى كنائس العالم، كفيلة بتحقيق المحبة والمودة، داعيًا إلى التأني ودراستها بشكل متكامل قبل اتخاذ أية قرارات بهذا الشأن، إذ أنه يتعلق بالتقويم الشرقي والغربي، وعدة أشياء يجب وضعها في الاعتبار. وأضاف: "أولى البابا تواضروس اهتمامًا بالغًا منذ توليه الكرسي البابوي في شهر نوفمبر 2012، بوحدة الكنائس المسيحية، ودشن مجلس كنائس مصر، والذي كان حلمًا يراود الكنائس المصرية، والآن يحاول توحيد موعد الأعياد، ونتمنى من الرب أن ينجح في ذلك".
وتابع: "كان التقليد الكنسي يتجه إلى أن يتحاشى المسيحيون التعييد مع عيد الفصح عند اليهود، وأوكل في مجمع نيقية المسكوني الذي عقد في عام 325 ميلاديًا، إلى كنيسة الإسكندرية، تحديد موعد عيد الفصح، وكانت الكنيسة تقاوم في العصر الرسولي وما بعده تيارات التهوُّد في المسيحية". واستطرد: "أما حالياً فلم يعد هناك خطر من تيار التهود في المسيحية، الذي قاومه الآباء في القرون الأولى، ولا يعنينا موعد فصح اليهود في شيء، كما أننا لا ينبغي أن نربط عيد القيامة بالاعتدال الربيعي، ولا بالرابع عشر من الشهر القمري، لأن هذا الأمر يسبب ارتباكًا كبيرًا، لأن عيد القيامة ليس له تاريخ ثابت عند المسيحيين في العالم، ويتراوح تاريخ عيد القيامة حسب تقويم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ما بين 4 أبريل و5 مايو، ومتوسط ذلك هو 20 أبريل، ونقترح أن يتم توحيد عيد القيامة بين جميع الكنائس المسيحية ليكون في هذا التاريخ".
من جانبه، اعتبر القمص لويس مرقص، وكيل الكاتدرائية الأرثوذكسية بالإسكندرية، أن البابا تواضروس يعمل دائمًا على التقريب والتوحيد ونبذ الخلاف حتى وإن كان شكليًا، مضيفًا لـ"الوطن": "عندما قرر أن يجاوب على أسئلة الأقباط عبر برنامج البابا وأسئلة الشعب، والذي يذاع على القنوات المسيحية، خصص أول حلقة عن موضوع وحدة الكنائس، داعيًا خلاله جميع الكنائس في العالم إلى الاحتفال بعيد القيامة في موعد محدد، وهو في سبيل ذلك لا يتخذ قرارًا منفردًا ولكن عن طريق المجمع المقدس الذي يتولى مهمة التشريع داخل الكنيسة".
وأضاف: "يجب التوحيد لأن اختلاف موعد عيد القيامة هو تقويمي فلكي وليس لاهوتيًا، واخترنا الأحد الثالث أو الرابع من شهر أبريل، حتى يستطيع مسيحيو العالم الاحتفال في يوم واحد بالقيامة، كما يسهل ذلك على المسيحيين المصريين والعرب في دول المهجر، والذين يحتفلون بعيد القيامة كل بحسب طائفته، وعيد القيامة حسب التقويم الغربي، والأسبوع العظيم يأتي في وقت مغاير، فلا يستطيعون الاستمتاع والاحتفال بعيد القيامة متى حل عليهم بحسب التقويم الشرقي".