بداية القداس الإلهي
والقداس قسمين:-
1) ما قبل تقديم الحمل.... هو إشارة للعهد القديم وما فيه من رموز للعهد الجديد.
2) ما بعد تقديم الحمل.... هذا تكرار حي لعمل الفداء، من أول التجسد وحتى حلول الروح القدس ليؤسس الكنيسة المتحدة بعريسها ورأسها المسيح، وانتشار الكرازة في كل العالم.
1) ما قبل تقديم الحمل:-
رفع بخور العشية وباكر:- هذا تنفيذ لأمر الله لكهنة العهد القديم، وهم كانوا يذبحون حملاً ويقدمونه على مذبح المحرقة ثم يدخلون إلى مذبح البخور ليقدموا البخور.
والحمل يشير للمسيح الذي قدم نفسه ذبيحة، وكذلك البخور هو رمز لشخص المسيح (راجع مقدمة دراسة خيمة الاجتماع في سفر الخروج).
ونحن لا نقدم حملاً كذبيحة حيوانية، فهذه انتهت بفداء المسيح. والقداس هو لتقديم ذبيحة حقيقية كان الحمل المذبوح رمزا لها. وفى صلوات رفع بخور العشية وباكر نقدم البخور وذلك تنفيذا لأمر الله لكهنة العهد الجديد "لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفى كل مكان يقرب لاسمي بخور وتقدمة طاهرة (هي الإفخارستيا) لأن اسمي عظيم بين الأمم قال رب الجنود" (ملا1: 11). ولم يكن هذا الكلام لليهود بل للأمم أي الكنيسة.
والكاهن يقدم هذه الصلوات مع الشعب وكلها تسابيح وتضرعات وتقديم توبة وطلب غفران للخطايا، ويصليها الكاهن بالملابس السوداء ومن خارج الحجاب في موقف تذلل وشعور بعدم الاستحقاق. فلا دخول للهيكل رمز السماء إلا بالمسيح. وهو يفتح الستر وفى يده الصليب، فالمسيح الكاهن الحقيقي فتح السماء بصليبه. وبنفس المعنى فإن الكاهن لا يصلي على المذبح إلا ومعه الحمل.
صلوات المزامير:- المزامير كلها نبوات عن عمل المسيح. وفى بعض الأحيان نقرأ بعضًا من النبوات وهذه أيضا نبوات عن عمل الفداء.
لماذا نصلى صلوات رفع بخور العشية وباكر والمزامير والنبوات؟
1) هذا لنرى أن فكر الله هو فكر أزلي في الفداء.
2) خلالها نحيا بروح الاشتياق للمسيح، في العهد القديم قال إشعياء "ليتك تشق السموات وتنزل" (إش 64:1). وفى العهد الجديد نقول "آمين. تعال أيها الرب يسوع" (رؤ 22: 20).
3) هي فرصة رائعة للصلوات والتسابيح.
2) ما بعد تقديم الحمل
الحمل:- المقصود بالحمل هو القربانة التي يختارها الكاهن من وسط القرابين المقدمة لممارسة السر. وهذه التسمية أتت من العهد القديم حينما كانوا يقدمون حملا كذبيحة. وهكذا قال المعمدان على المسيح "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29).
القداس:
كلمة قداس يقابلها في اليونانية كلمة ليتورجيا Λειτουργία. والقداس يسمى بالقبطية anavora أنافورا وهو مجموعة الصلوات والتشكرات التي تقدم لله لتقديس السر المقدس. سر جسد المسيح ودمه ويدعي في الغرب MESSE (من أصل لاتيني).
والقداس يبدأ برفع البخور والمزامير وهذا تم شرحه. ثم يأتي بعد ذلك صلاة القداس نفسه وهي خدمة تقديس السر (سر الإفخارستيا) وهذه تنقسم إلى قسمين:
1) قداس الموعوظين: ويشمل صلاة تقديم الحمل أي تهيئة المادة المطلوبة للسر (الخبز والخمر) ويشمل القراءات المختلفة من الكتاب المقدس والعظة ويسمى قداس الموعوظين لأن بعده كان يخرج الموعوظين أي الذين كانوا يستعدون للعماد ولكنهم كانوا مازالوا لم يعتمدوا بعد. لذلك كانت الكنيسة تصلي قبل خروجهم أوشية الموعوظين لكي يثبتهم الله في الإيمان.
2) قداس المؤمنين: وفيه يتم تقديس السر وفي نهايته يتناول المؤمنون.
· وقداس الموعوظين يجب أن يسبق قداس المؤمنين لأن قراءات الكتاب المقدس تنقي "وأنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يو3:15) بالإضافة إلى أن مهمة الكنيسة تعليم أولادها "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو6:4)
· والمزامير تصلي في وجود الحمل لأن المزامير أنبأت بكل ما حدث في حياة المسيح وتقديم نفسه ذبيحة على الصليب.
· وبفهم كل هذه القراءات وبنقاوتنا من سماعهم نتأهل للتناول من الذبيحة.
· في الأصوام تقرأ النبوات قبل الرسائل، فالرسل دخلوا على تعب الأنبياء (يو38:4). وتقرأ قبل الأناجيل، فالأنبياء سبقوا وبشروا بالمسيح الآتي.
· والإبركسيس يقرأ بعد الكاثوليكون فهو أخبار عن الرسل الذين سبق وقرأنا ما كتبوه في الكاثوليكون