المزمور الثاني والثلاثون
يرى البعض [74] في هذا المزمور أن داود النبي يترنم بعمل الله في سرّ المعمودية، إذ يفتتحه بالقول: "طوبى للذي غُفر إثمه وسُتِرت خطيته، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش". هذا هو عمل نعمة الله الغنية في المعمودية التي تغفر خطايانا وتستر علينا مجانًا. هنا لاحظ الأب دانيال الصلحي [75] أن المزمور يبدأ بالكلمات: "طوبى للذي..." وكأن باب المعمودية مفتوح لجميع الأمم والشعوب ولم تعد المغفرة قاصرة على شعب إسرائيل.
ويعلق الأب دانيال الصلحي أيضًا على العبارة الواردة في المزمور "ليس في قلبه (روحه) غش"، قائلًا: [كثيرون إذ يرغبون في رئاسة الكهنوت يُقبلون على العماد لكي ينالوا درجة الكهنوت المكرمَّة. هؤلاء يتقدمون للمعمودية بقلب غاش، فلا يستحقون الغفران. إنهم ينزلون جرن الخلاص ومعهم علامة الإنسان العتيق ويصعدون غير مغسولين. إنهم يدنون من المعمودية المقدسة مثل بني جبعون بأوانٍ بالية وزقاق مشققة يتقدمون للرب. إنه لا يليق أن تكون الرقعة البالية في الثوب الجديد أي المعمودية المقدسة.]
وإذ تقدم الكنيسة ليتورجية شكر لله في اليوم الثامن من المعمودية لم تجد أفضل من مقدمة هذا المزمور تترنم به قبل قراءة الإنجيل.