كنيسة عابدة
تعرف الكنيسة القبطية ككنيسة عابدة، عبادتها تكاد لا تنقطع، ليتورجياتها غنية في لاهوتياتها وطقوسها، عميقة للغاية ومبهجة، يمكن للطفل أن يشترك فيها ببهجة قلب، أعيادها مستمرة كل يوم بجانب العيد الأسبوعي (الأحد) والأعياد الشهرية والسنوية، ألحانها المتنوعة ممتعة، قادرة بالروح الهادئ الوديع والفعال أن تتدخل إلى أعماق النفس وتهز كل كيان القلب ومشاعره لحساب ملكوت الله، فرحها ممتزج بنسكياتها، أصوامها تزيد عن نصف أيام السنة.
هذا والعبادة في الكنيسة تمثل جزءًا حيًا من حياتها الكنسية، تتفاعل مع متعتها بالكتاب المقدس وإيمانها العقيدي وحياتها النسكية ونظرتها القدسية للإنسان بكل كيانه إلخ... هذه جميعها تعمل بكونها "الحياة في المسيح".
هذه الحياة التعبدية ليست حكرا على الكهنة والرهبان وإنما هي من صميم عمل كل عضو في الكنيسة، الكل يشترك في العبادة ويعمل، خلال تدبير كنسي منظم بلا تشويش، في روحانية وعذوبة وليس خلال حرف جامد قاتل، بروح جماعي دون انفرادية، هذا الروح التعبدي الجماعي يمارسه المؤمن حتى في مخدعه، إذ يمارس عبادته الشخصية كعضو في الجماعة، يشكر ويسبح ويطلب باسم الكل... لأن الجميع في أعماق قلبه.