رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا صرابامون أسقف المنوفية من شخصيات القرن التاسع عشر 3- الأنبا صرابامون أسقف المنوفية من شخصيات القرن التاسع عشر عاصر محمد على باشا في أيام البابا بطرس الجاولي، عرف بحياته المقدسة وحبه الشديد للعطاء وموهبة الشفاء وإخراج الشياطين. في شبابه كان يدعى "صليب" أمسكت به بعض النساء الشريرات كن فد تشاجرن في السوق وانتهت مشاجرتهن بقتل رجل، فاتهمن هذا الشاب بالقتل. اقتيد صليب إلى المحكمة، وهناك رفع قلبه لله وطلب بدموع معونة القديسة مريم وسائر القديسين. التفت صليب إلى القتيل في حضرة القاضي وطلب منه أن يعترف بحقيقة الأمر، فقام الرجل وشهد عن النساء الشريرات اللواتي قتلن إياه... فذهل القاضي وأطلق سراحه. ترك صليب المحكمة لينطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس متعبدا لله. اختاره البابا بطرس أسقفا على المنوفية... وعندما طلب محمد على باشا من البابا أن يعينه في أمر ابنته زهراء باشا أرسل إليه الأنبا صرابامون الذي شفاها بالصلاة. قدم له محمد على صرة من النقود، فاعتذر عن قبولها معلنا أن عطايا الله مجانية، وإذ ألح عليه سأله أن يرد الأقباط الذين طردهم رجاله من الوظائف الحكومية، ثم أخذ القليل من المال قام بتوزيعه على الجند عند خروجه من القصر. كان يخرج في الليل متخفيا يحمل الطعام على رأسه ليقدمه للعائلات المستترة المحتاجة، كان يقيم فترات طويلة بالبطريركية بالقاهرة، فتتحول إلى مستشفى تؤمها أعدادا كبيرة من المرضى، يصلى عليهم فيشفيهم الرب. اعتاد أن يزور أرخن هو خال يواقيم بك منصور؛ حدث أن يواقيم مرض وهو ابن عشر شهور، فجاءت به أمه بعد أن مات ووضعته في حجر الأنبا صرابامون، وقالت له: "هذا وحيدي، وقد فارق الحياة أمس مساء"؛ فحمله بيديه ثم نفخ في وجهه وقال لها: "لا تخافي، ابنك بخير بنعمة الله، وسيباركه الرب ويفتح به البيت". فرد الرب له روحه، وعاش حتى أحيل إلى المعاش سنة 1909 وهو يردد هذه القصة التي روتها له والدته. تشاجر رجل مع زوجته وفى غضبها تركت البيت وذهبت إلى بيت للشر، فجاء رجلها يشكوها للأسقف، طلب منه الأسقف ألا يتعجل في الحكم، وسأله أن يعود في اليوم التالي. تنكر الأسقف وذهب إلى البيت حيث قابل السيدة التي اعترفت له أنها لم ترتكب الشر بعد، وسألها أن تذهب إلى بيت كاهن تقي، وفى اليوم التالي جاء الرجل ليجد الكاهن لدى الأسقف يقول له بأن السيدة لديه في بيته، عندئذ استراح قلب الزوج، وقد همس الأسقف في أذنه أن ترفق بشريكة حياته. إذ كان يصلى القداس الإلهي بمدينة شبين الكوم، صرخ وسط القداس: "يا أم النور حوشى"، ثم طلب من أحد الواقفين بجواره أن يذهب إلى البئر التي في فناء الكنيسة، دهب الرجل ليجد طفلا يدعى ميخائيل تادرس قد سقط في البئر أثناء لعبه مع الأطفال، فألقى حبلا أمسك به الطفل ثم رفعه، وإذ وجد ثيابه غير مبلولة تعجب، أجابه الطفل إنه إذ سقط وجد سيدة وجهها مشرق جدا تجلس على كرسي عائم فوق ماء البئر، حملته في حضنها حتى ألقى له الحبل ليخرجه. تارة إذ كان راكبا حماره يتجول للافتقاد اعترضه لص قد رفع يدها بالعصا ليضربه ويسلبه. قال له الأسقف:"... أنت رفعتها، طيب خليها مرفوعة وسيبنى"، ثم كمل جولته وعاد ليجد اللص واقفا وذراعه مرفوعة وهو يصرح من الألم. شفق باللص وقال له: "يا اللَّه خطيتك يا صليب (اسمه قبل السيامة) روح يا بنى الله يباركك"، فانفك الرباط وتاب اللص. استدعاه عباس باشا الذي أمر بقتل السحرة والمنجمين، وقال له بهزء: "ألم تشف زهرة باشا؟ فبأية قوة شفيتها" أجابه: "بقوة الله". أحس الباشا برهبة شديدة، وقال له: "أمان يا بابا أمان". عاصر أيضا البابا كيرلس الرابع؛ وقد دعى "أبى طرحة" لأنه اعتاد أن يغطى رأسه بطرحة تنزل على وجهه وتغطى عينيه (1). ___________ 1- توفيق اسكاروس: نوابغ الأقباط ومشاهيرهم، 1910، ص 131 156. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|