منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 05 - 2014, 06:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,213

المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني

4- المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
نشأته:

المعلم إبراهيم الجوهري كان رجل عصامي نشأ في القرن الثامن عشر من أبوين متواضعين فقيرين تقيين، والده يسمى يوسف الجوهري كان يعمل في الحياكة بقليوب. تعلم في كتاب بلده الكتابة والحساب وأتقنها منذ حداثته، فكان يقوم بنسخ بعض الكتب الدينية ويقدمها للبابا يؤنس الثامن عشر (بابا 107) سر البابا من غيرته وتقواه وقربه إليه، وكان يقول له: "ليرفع الرب اسمك، ويبارك عملك، وليقم ذكراك إلى الأبد".
بدأ عمله ككاتب لدى أحد أمراء المماليك، توسط له البابا لدى المعلم رزق رئيس كتاب على بك الكبير، فاتخذه كاتبا خاصا له، واستمر في هذه الوظيفة إلى آخر أيام على بك الكبير الذي ألحقه بخدمته، ولما تولى "محمد بك أبو الدهب" مشيخة البلد اعتزل المعلم رزق من رئاسة الديوان وحل المعلم إبراهيم محله، فبدأ نجمه يتألق في مصر، حتى صار رئيس كتاب القطر المصري في عهد إبراهيم بك، وهى تعادل رتبة رئاسة الوزارة الحالية... هذا المركز زاده وداعة واتضاعًا وسخاء فاجتذب القلوب إليه.
المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
تجاربه:


المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
كان له ابن يدعى يوسف وابنة تسمى دميانة، مات الأول بعد ما أعد له منزلا بكل إمكانياته ليزوجه... فكانت نفس الوالدين مرّة للغاية حتى سمر الرجل الباب بمسامير وكسر السلم كي لا يدخل أحد البيت، لكن تحولت المرارة إلى حب شديد لمساعدة الأرامل والأيتام وتعزية كل حزين أو منكوب. وقد ظهر القديس أنبا أنطونيوس لزوجته كما له في نفس الليلة وعزاهما.
حدث انقلاب في هيئة الحكام، وحضر إلى مصر حسن باشا قبطان من قبل الباب العالي فقاتل إبراهيم بك شيخ البلد ومراد بك واضطر إلى الهروب إلى أعالي الصعيد ومعهما إبراهيم الجوهري وبعض الأمراء وكتابهم... فنهب قبطان باشا قصور البكوات والأمراء والمشايخ واضطهد المسيحيين، وقام بسلب ممتلكات المعلم إبراهيم وعائلته وكل ما قد أوقفه على الكنائس والأديرة.
اضطرت زوجته إلى الاختفاء في بيت حسن أغا، لكن البعض دل الباشا عليها، فاستحضرها وأقرت بكل ممتلكاتهما، كما استحضر أيضا ابنتها دميانة التي طلبت من الباشا مهلة جمعت فيها بعض الفقراء لتقول له: إن أموال أبى في بطون هؤلاء وعلى أجسامهم"... ويبدو أن الباشا تأثر لذلك إلى حد ما فلم يبطش بها.
عاد إبراهيم بك ومراد بك ومعهما المعلم إبراهيم إلى القاهرة في 7 أغسطس 1791، وكان المعلم إبراهيم محبوبا من السلطات جدا ومن الشعب حتى دعى "سلطان القبط" كما جاء في نقش قديم على حامل الأيقونات أحد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي، وأيضا في كتابه بقطمارس katameooc محفوظ بنفس الدير.
قال عنه الجبرتي المؤرخ الشهير: [إنه أدرك بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظيم الصيت والشهرة، مع طول المدة بمصر ما لم يسبق من أبناء جنسه، وكان هو المشار إليه في الكليات والجزئيات، وكان من دهاقين العلم ودهاتهم لا يغرب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور، ويدارى كل إنسان بما يليق به من المداراة، ويفعل بما يوجب من انجذاب القلوب والمحبة إليه، وعند دخول شهر رمضان كان يرسل إلى غالب أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا، وعمرت في أيامه الكنائس والأديرة، وأوقف عليها الأوقاف الجليلة، والأطيان، ورتب لها المرتبات العظيمة والأرزاق الدائرة والغلال].
قال عنه الأنبا يوساب الشهير بابن الأبح أسقف جرجا وأخميم إنه كان محبا لكل الطوائف، يسالم الكل، ويحب الجميع، ويقضى حاجات الكافة ولا يميز أحدا عن الآخر في قضاء الحق.
خلال علاقاته الطيبة مع السلاطين في مصر والأستانة كان يستصدر فرمانات خاصة ببناء الكنائس وإصلاحها. كما قدم الكثير من أمواله أوقافا للكنائس والأديرة، واهتم بنسخ الكثير من الكتب الدينية على حسابه لتقديمها للكنائس.
المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
وداعته

قيل أن أخاه جرجس جاءه يومًا يشتكى له من بعض الشبان أنهم أهانوه في الطريق، سائلا إياه أن يتصرف خلال سلطانه، فقال له أنه سيقطع ألسنتهم... وفى اليوم التالي إذ كان أخوه يسير في نفس الطريق وجد الشبان يحبونه ويكرمونه جدا. فلما سأل أخاه عما فعله معهم، أجاب أنه أرسل لهم عطايا وخيرات قطعت ألسنتهم عن الشر.
قيل عنه أيضا إذ كان يصلى في كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، وكان متعجلا أرسل إلى القمص إبراهيم عصفوري -من علماء عصره- يقول له: "المعلم يقول لك أن تسرع قليلا وتبكر بالصلاة ليتمكن من اللحاق بالديوان". أجابه الكاهن: "المعلم في السماء واحد، والكنيسة لله لا لأحد. فان لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى". إذ سمع المعلم إبراهيم تقبل الإجابة بصدر رحب دون غضب أو ثورة، ولكنه حسب ذلك صوتا من الله إذ بنى كنيسة باسم الشهيد أبوسيفين بالجهة البحرية لكنيسة السيدة العذراء... أما الكاهن فجاء يهنئه على بنائها، قائلا: "حمدا لله الذي جعل استياءك سببا في بناء كنيسة أخرى فزادت ميراثك وحسناتك".
المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
حبه لخدمة الآخرين

عاد المعلم إبراهيم بعد قداس عيد القيامة المجيد ليجد أنوار بيته مطفأة كلها، وإذ سأل زوجته عن السبب أجابته: "كيف نستطيع أن نبتهج بالنور، ونعيد عيد النور المنبثق من القبر الفارغ وقد حضرت عندي في المساء زوجة قبطي سجين هي وأولادها في حاجة إلى الكسوة والطعام؟! وقد ساعدني الله، فذهبت إلى زوجة المعلم فانوس الذي نجح في استصدار الأمر بإطلاق سراحه". فذهب المعلم إبراهيم وأحضر الرجل وزوجته وأولاده إلى بيته لكي يضئ الأنوار ويبتهج الكل بالعيد أما ما هو أعجب فان هذا السجين الذي أكرمه المعلم في بيته إذ قدم له عملا، قال للمعلم بأن هناك صديق له هو أولى منه بهذه الوظيفة وأكثر منه احتياجًا. ففرح المعلم إبراهيم باتساع قلب هذا الرجل ومحبته، وقدم عملا لصديقه.
المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
محبة غالبة للموت

انتقل المعلم إبراهيم في 25 بشنس سنة 1511 الموافق 31 مايو 1795، فحزن عليه أمير البلاد إبراهيم بك الذي كان يعزه جدا، وقد سار في جنازته، ورثاه البابا يؤنس.
لم تنته حياته بموته فقد قيل أن رجلا فقيرا اعتاد أن يأتيه (ربما من بلد أخرى) بطريقة دورية يطلب معونة، وإذ جاء كعادته وبلغ داره عرف أنه تنيح فحزن جدا، سأل عن مقبرته، وانطلق إلها يبكى ذاك السخي بمرارة، حتى نام من شدة الحزن، وظهر له المعلم إبراهيم بقوله له: "لا تبك، أنا لي في ذمة (فلان الزيات ببولاق) عشر بنادقة، فسلم عليه منى وأطلبها منه فيعطيها لك". إذ استيقظ الرجل خجل أن يذهب إلى المدين. بالليل ظهر له المعلم مرة أخرى في حلم وسأله أن ينفذ ذات الأمر... لكنه تردد في الأمر. وفى المرة الثالثة قال له: "لا تقلق، اذهب كما قلب لك، وسأخبره بأمرك". فقام الفقير وذهب إلى الرجل دون أن ينطق بكلمة. تفرس فيه الرجل وطلب منه أن يروى له ما حدث معه. وإذ روى له ذلك، قال: "بالحق نطقت، لأن المعلم إبراهيم تراءي لي أنا أيضا، وأبلغني بالرسالة التي أمرك بها. فإليك ما في ذمتي، وهذا مثلها أيضا منى".
المعلم إبراهيم الجوهري من شخصيات العصر العثماني
محبة بلا تعصب

يروى لنا توفيق اسكاروس في كتابه: "نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر "إن أسرة سريانية أرثوذكسية من حلب لا تزال تقيم قداسات إلهية باسم هذا الراحل، ذلك أن عائلهم وجد ضيقا شديدا ونهبت أمواله في حلب، فجاء إلى مصر، واهتم به المعلم إبراهيم وسنده في عمل التجارة فانجح الرب طريقه واقتنى ثروة ضخمة ورجع إلى عائلته يروى لهم ما فعله هذا القبطي به، فرأوا أن يقيموا قداسات باسمه اعترافًا بفضله.
___________
1- القمص تادرس يعقوب ملطي "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها"، 1986، حرف ج.
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المعلم إبراهيم الجوهري
المعلم إبراهيم الجوهرى
الأنبا يوساب (ابن الأبح) من شخصيات العصر العثماني
المعلم رزق (رزق أغا) من شخصيات العصر العثماني
البابا متاؤس الرابع من شخصيات العصر العثماني


الساعة الآن 12:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024