رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنتم شهودي ماذا يقدم الله لنا؟ يقدم ذاته نورًا لنا فيفتح حواسنا لنبصر أمجاده فينا وملكوته السماوي معلنًا داخلنا، ويفتح آذاننا لنسمع صوته الإلهي وندرك غاية وصيته، فتصير لنا آذان الأبناء الذين يعرفون صوت أبيهم بل حتى حركة رجليه... هذا ما عناه بقوله: "اخرج الشعب الأعمى وله عيون والأصم وله آذان" . هذا هو دور الله مخلصنا في حياتنا الداخلية حيث يُجدد طبيعتنا في مياه المعمودية بروحه القدوس ليهبنا الإنسان الجديد القادر على التمتع بالشركة الإلهية. خلال هذه الخبرة نشهد للغير، فتدعو الكنيسة لاجتماع عام للأمم للتعرف على المخلص وتأكيد تحقيق ما سبق فوعد به خلال أنبيائه عبر الأجيال قبل مجيئه. "اجتمعوا يا كل الأمم ولتلتئم القبائل. من منهم يخبر بهذا ويعلمنا بالأوليات، ليقدموا شهودهم ويتبرروا، أو ليسمعوا فيقولوا صدق. أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بيّ وتفهموا إنيّ أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غير مخلص..." يطالب الله من تمتع بالبصيرة الجديدة والآذان الروحية الجديدة أن يدعو الأمم والقبائل للدخول معه م في حوار عملي خلال ما يعيشونه. في هذا الحوار يعلنون الآتي: أ. ليسألوا الأمم إن كانت عندهم نبوّات سابقة واضحة وأكيدة فيما يخص المستقبل (إش 41: 22)؛ أما نحن فقد تقبلنا نبوات لا عن انتصار كوش على بابل لإنقاذ شعب الله القديم، وإنما عن المسيا، العبد المختار. تسلمنا نبوات عن شخصه وأعماله ورسالته؛ عرفناه أنه يولد من عذراء، كما عرفنا موعد ميلاده ومكانه، وعن أعماله مع شعبه وعن تقديم ذاته ذبيحة حب فريدة الخ... فما نطق به الأنبياء إنما هو بالرب الفريد السرمدي الذي لم يصور قبله إله وبعده لا يكون... وكما يقول: "أنا هو الأول والآخر" (إش 44: 6). يرى القديس يوحنا الذهبي الفمأن الشيطان يستطيع أن يُقلد المعجزات [أما النبوة فهي من عمل الله الخاص التي لا تستطيع الشياطين أن تُقلدها وإن كانت تُصارع بقوة من أجلها]. الله في محبته للبشرية وهب الأنبياء هذه النبوات، وتكلم على لسان رجاله القديسين وأوحى بالكلمة الإلهية، ولا يزال يعمل فينا إذ يهبنا معرفة هذه الأسرار الإلهية. وكما يقول إيريناؤس: [يستحيل علينا أن نأتي -بدون الله- إلى معرفة الله الذي يعلم البشر خلال كلمته ب. بجانب النبوة التي تركزت في مجيء المخلص... يؤكد الكتاب المقدس أن الله وحده هو المخلص: "أنا أنا الرب وليس غيري مخلص" . الله الخالق في غيرته على محبوبه الإنسان، لا يأتمن خلاصه على أحد بل يرعى شعبه بنفسه ويبذل حياته عنه "الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو 10: 11). هو خلق وهو الذي يُجدد الخلقة ويخلصها! في تكراره "أنا أنا الرب" تأكيد أن الذي يُقدم الخلاص هو الرب نفسه، الأول والآخر، يعلن عن حبه الإلهي خلال علمه الخلاصي! * بكونه "الحياة" مات لكي يحينا؛ بكونه "كلمة" صار جسدًا لكي يعلم الجسد في الكلمة * إنه كلمة الله وقوته وحكمته كما يشهد سليمان بخصوص الحكمة أنها "الواحد، تقدر أن تصنع كل الأشياء وتبقى في ذاتها، تجدد كل الأشياء، وتعبر على النفوس القديسة، وتكوّن أصدقاء الله والأنبياء" (حك 7: 27) القديس أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنتم شهودي يقول الرب |
انتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته |
أنتم شهودى يقول الرب وعبدى الذى إخترته |
انتم شهودي |
أنتم شهودي |