رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأعرفه و قوة قيامته و شركة آلامه متشبهاً بموته" (فى3: 10) الجمعة 02 مايو 2014 القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي سأل أحد الآباء الكهنة الشعب فى مستهل عظة يوم الجمعة العظيمة و الكنيسة ممتلئة عن آخرها "هل نحن نعرف الله؟" سؤال مفاجىء للجميع و ظل الآب الكاهن يردد السؤال و يقول نحن نواظب على القداسات و الصلوات و حضور الكنيسة و لكن هل نحن نعرف الرب فعلاً؟ هل توجد معرفة الرب فى حياتنا ؟ و لأبينا كل الحق فى سؤاله الذى كان هو مدخل عظته فى ذلك اليوم و لكن لماذا؟ لأن خلاصنا و حياتنا الأبدية إنما يتحققان فقط بمعرفة الله كما قال الرب "و هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك و يسوع المسيح الذى أرسلته"(يو17 : 3)، إذن فمعرفة الرب هى هى الحياة الأبدية، معرفة إلهنا الحقيقى و يسوع المسيح الذى أرسله لكى يعلن لنا ذاته و يعرفنا طبيعة الله كما يقول الكاهن فى القداسات "أظهرت لنا نور الآب". و هكذا لكى ما نعرف أين نحن من خلاصنا ينبغى أن نسأل أنفسنا هذا السؤال دائماً لمراجعة أنفسنا من حياتنا الأبدية، هل أنا أعرف الله؟ و يحدثنا القديس بولس الرسول فى رسالة فيلبى أن معرفة الرب تكون على ثلاثة محاور هامة أولها معرفة قوة قيامته، هل توجد معرفة قوة قيامة المسيح فى حياتى؟ و لكن ما معنى معرفة قوة قيامة المسيح؟ فى المقالة السابقة كانت دعوة المسيح فى سفر النشيد لى و لك "قومى يا حبيبتى و جميلتى و تعالى لأن الشتاء مضى و المطر مر و زال"(نش2 : 10و11)، هل وصل لى نداء الرب أن أقوم حاملاً قوة قيامته؟ إجابة هذا السؤال فى تكملة الآية، كيف أرى نفسى فى عينى الرب؟ هل أرانى جميله و حبيبه؟ إدراك الإنسان القلبى أنه حبيب الرب و جميله مهما كان وضع الإنسان هو المفتاح للدخول لسر قيامة المخلص؟ و كل ما كان يحاول المسيح أن يوصله للبشرية من كل ما فعل كان أن الله أحب البشرية و هكذا قام بفدائها و أن الله لم يرسل إبنه الوحيد لكى يدين العالم بل ليخلص العالم و كانت نظرة المسيح لكل الخطاه و المرفوضين هى نظرة الحب و القبول و الإحتواء بل و منح الخلاص، فمن يصدق أن لصاً لم يفعل فى حياته طوالها سوى الشر و السرقة يكون رجاؤه فى المسيح بكلمة نطقها على الصليب سبباً ليس لخلاص نفسه فقط بل و لخلاص آخرين فكانت آمانة هذا اللص هى ما يصليها الأجيال كل يوم جمعة عظيمة أن يذكرنا الرب فى ملكوته رغم خطايانا الكثيرة جداً. و المقياس الهام جداً وضحه بولس الرسول عندما قال "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو3 :1) أليس هذا ما فعله اللص فاستحق وعد المسيح أن يكون معه فى الفردوس، فلنسأل أنفسنا يا أحبائى هل نحن قد قمنا مع المسيح حقاً ؟ هل نطلب ما فوق؟ هل نطلب السماويات أم لا؟ و طلب السماويات ليس بالفم فقط بل بالقلب المقصود به دوافع الإنسان. فهل القيمة فى حياتى هى فيما أملك أو ما أعمل أو من أعرف أو أحب أم القيمة الوحيدة المطلقة فى حياتى هى فى علاقتى بالمسيح؟ و هل سؤل قلبى متعلق بالأبدية و السماويات أم هى بالأرضيات؟ يا أحبائى إن نداء المسيح فى سفر النشيد قومى يا حبيبتى يا جميلتى لكل واحد منا أن الله يحبنا و يرانا الأجمل و لكن لكى نحيا هذا ينبغى لنا أن نقوم فى أهدافنا و دوافعنا لكى ما تتطلع عيون قلوبنا و تنفتح على محبة الرب لنا فتأخذ الأمور الأرضية حجمها الطبيعى و تطلب من الرب ما فوق فعلاً و حينئذ فقط نكون فى طريق معرفة الرب، و نستطيع أيضاً أن نشترك بفرح فى آلام المخلص و نقول كعروس النشيد " صرة المر حبيبى لى بين ثديى يبيت" (نش1 :13) و الصرة هى ما تحفظ فيه كل إمرأة الغالى و الثمين و تضعه بين ثدييها و عروس النشيد تعتبر أن آلامها فى الحياة التى هى نصيبها فى الشركة مع المخلص فى آلامه ليست إلا الغالى و الثمين لديها فتشكر الرب على الألم "الذى الآن أفرحفى آلامى"(كو1 :24). و أخيراً يا أحبائى لكى نسير فى طريق معرفة الرب علينا أن نتشبه به فى موته فهو مات لأجلنا لكى نموت نحن أيضاً عن ذواتنا لأجله و نحيا لا لأنفسنا بل له كما يقول القديس بولس الرسول " و هو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم و قام" (2كو 5 :15) فالإنسان الذى يعرف الله يتحد بقوة قيامته و يفرح بشركة آلامه مع المخلص و يصير كل ألم أو ضيق أو إهانة مصدر فرح للإنسان حيث يشترك مع المخلص و أخيراً يموت عن ذاته صالباً إياها على الصليب و يحيا باذلاً نفسه من أجل الآخرين لأنه حينئذ يكون حباً عندما يقدم ذاته ذبيحة على مثال المخلص الذى قدم ذاته فداءاً لنا لكى نحيا نحن و نمجده، و لهذا يا أحبائى نصلى فى القداس آمين آمين آمين بموتك يا رب نبشر بشركة الألم و موت الذات و الحياة من أجل الآخرين و بقيامتك نعترف و نبشر بألسنتنا و سلوكياتنا و تطلعاتنا و طلباتنا و شهوة قلوبنا المتعلقة بالأبدية، فليعطنا الرب أن نعرفه معرفة حقيقية لكى ما نحيا فى الأبدية من الآن له كل المجد فى كنيسته إلى الأبد آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|