من له الابن له الحياة
الحياة تتغير ، تتجدد ، تتطور ، والانسان يتغير ، يتجدد ، يتطور مع الحياة . اليوم يختلف عن الامس ، والغد سيختلف عن اليوم . عدم التغيير تجمد ، والتجمد موت ، والانسان يحب التغيير ، يفضّل الانتقال من حال ٍ الى حال . ينتقل من الجهل الى العلم ، ومن المرض الى الصحة ، ومن الفقر الى الغنى ، ويحب دائما الانتقال من الادنى الى الاعلى . يتقدم ، يتطور ، ينمو ، يسير الى الامام حتى يصل الى نقطة النهاية حين ينتقل من الحياة الى الموت ، آخر نقلة ، أسوأ نقلة ، لكننا نحن المؤمنين إنتقلنا نقلة ً عكسية ، من الموت الى الحياة . هكذا يقول القديس يوحنا الرسول : " نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ " ( 1 يوحنا 3 : 14 ) كنا امواتا ً ، امواتا ً بالخطايا ، الخطية موت . يقول بولس الرسول "
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ " (أفسس 2: 4 ، 5 ) هذا هو التغيير العجيب ، النقلة الغريبة من الموت الى الحياة . عادة ً تقود الحياة الانسان الى الموت ، لكن المسيح قلب العادة ، غلب الموت ، قام من الموت وبقيامته نقوم . ، بحياته ِ نحيا . يقول الكتاب المقدس انه " بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ " (رومية 5: 12 ) هذا الانسان هو آدم أبو البشرية " لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. " (رومية 6: 23 ) الحياة الابدية في المسيح يسوع مخلّص البشرية . الذي يؤمن بالمسيح يحيا ، ينتقل من الموت الى الحياة . من له الابن له الحياة ، يؤكد ذلك يوحنا الرسول ويكتبه : " كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً " ( 1 يوحنا 5 : 13 ) فالمؤمن ينتقل من الموت الى الحياة ، الحياة الابدية .