مرقس رفيق برنابا وبولس
لما إصطفى السيد السبعين مبشرًا كان صاحب الترجمة (مرقس) أحدهم، وقد لُقب بالتاوفورس أي حامل الإله، وكان رفيق برنابا ابن عمه في أسفاره. شاركه في مهام الكرازة، وكان بولس الثالث، ولكن لما تخلف مرقس عن رفيقيه وعاد إلى أورشليم (أع13: 13) شق ذلك على بولس، ولما رغب أن يصطحب مرة ثانية معهما (أع15: 2) رفض قبوله، وحدث بسبب ذلك بينه وبين برنابا مشاحنة وإفترقا عن بعض.
فالإنجيل يشهد صريحًا بإشتراك الرسول مرقس مع بولس وابن عمه برنابا في البشارة، ولم يشهد كذلك بإشتراكه مع بطرس ما عدا إذا كانت بابل التي ذكرها بطرس بقوله: "تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس إبنى" (1بط5:13) هي رومية كما يزعم اللاتين (وجه 208 من كتاب تيسير الوسائل تأليف الخورى يوسف المعلم) فإن كانت بابل هي رومية على حد ما يزعمون فيكون جميع ما أراده أخصامهم بما أوحاه الروح القدس وكشفه في (رؤ18) عن بابل رومية هو في محله، والحقيقة أن تلك بابل هي بابل مصر.
والذين ذهبوا إلى أن مرقس ذهب إلى رومية من دعاة البابا قالوا أن بطرس رسمه أسقفًا وأرسله التبشير في أكيلاسا من أعمال البندقية، وقولهم هذا محض كذب أن المسيح هو الذي عين مرقس البشير كما عين زملاءه من التلاميذ السبعين. ثم قالوا ولما عاد مرقس إلى رومية لم يجد بطرس فيها فطلب إليه أهلها أن يكتب لهم الإنجيل فكتبه باللغة اللاتينية سنة 45م (وتاريخ هذه السنة غير صحيح، راجع ترجمة بطرس في تاريخنا الكنسى) (كتابه: الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة الجزء الأول) وبقى يدبر الكنيسة الرومانية حتى وافى بطرس فأراه إنجيله فأعجب به بطرس ومدحه كثيرًا، ولما عزم مرقس التوجه إلى مصر سنة 58م نسخه باللغة اليونانية.