منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2014, 05:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الفداء الخلاصي كما شرحه اثناسيوس

الفداء الخلاصي كما شرحه اثناسيوس


لأن مجد الله الآب هو: أن يوجد الإنسان الذى كان قد خلق ثم هلك، وهو: أن يحيا الذي مات، وهو: أن يصير الإنسان هيكل الله. ولأن القوات السمائية من ملائكة ورؤساء ملائكة كانت تعبده دائمًا، فإنهم الآن أيضًا يسجدون للرب باسم يسوع، فهذه النعمة وهذا التمجيد العالي إنما هو لنا، وإنه بالرغم من أنه صار إنسانًا وهو ابن الله فإنه يُعبَد. لذلك لن تُدهَش القوات السمائية حينما ترانا نحن جميعًا ـ المتحدين معه فى نفس الجسد ـ داخلين إلى مناطقهم (السمائية)، وهذا قطعًا ـ لم يكن ممكنًا أن يحدث بأية طريقة أخرى، اللهم إلاّ إذ كان هذا الذي كان موجودًا في صورة الله، قد أتخذ لنفسه صورة العبد، وأذل ذاته، راضيًا بأن يصل جسده حتى إلى الموت.

انظروا إذن، كيف أن ذلك الذي يعتبر عند الناس، جهالة الله بسبب تحقير الصليب، قد صار أكثر الأشياء كرامة، ذلك أن قيامتنا به معتمدة عليه، وليس إسرائيل وحده الذي يعتمد عليه بل كل الأمم ـ كما سبق وأنبأ النبى: يتركون أصنامهم ويتعرّفون على الإله الحقيقي أبى المسيح، وابتداعات الشياطين قد أُبطِلَت، والإله الحقيقي وحده هو الذي يُعبَد باسم ربنا يسوع المسيح. أما عبادة الرب الذي صار في الجسد البشرى، ودعى يسوع، والإيمان به كابن الله ـ والتعرّف على الآب بواسطته، فهو أمر جلى، كما قلنا، أنه ليس اللوغوس بسبب كونه لوغوس هو الذي حصل على مثل هذه النعمة، بل نحن. (1) . لأنه سابقًا إذ كان العالم ـ كمسئول ـ وكان يدان بواسطة الناموس، أما الآن فإن اللوغوس أخذ الدينونة على نفسه، وبتألمه لأجل الجميع بالجسد. وهب الخلاص للجميع. هذا ما رآه يوحنا فصاح قائلاً " الناموس بموسى أعطى. أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا " (يو17:1). فالنعمة أفضل من الناموس، والحقيقة أفضل من الظل.(2) .

و لأنه لا يجب أن يكون الفداء عن أى طريق آخر سوى عن طريق ذاك الذي هو رب بالطبيعة، لئلا بعد أن خلقنا الابن فإننا ندعو لنا ربًا آخر، أو نسقط في الحماقة الآريوسية والوثنية بأن نعبد المخلوق من دون خالق جميع الأشياء .(3) لأنه رغم أنه صار إنسانًا ودُعىّ باسم "يسوع" كما سبق أن قلنا، إلاّ أن قَدرِه لم ينقص بالآلام البشرية. بل بالحرى، فإنه بصيرورته إنسانًا قد برّهن أنه رب الأحياء والأموات. (4)

و يلخص عمل الفداء الخلاصي للمسيا في كتابه تجسد الكلمه كما يلي :
وهكذا إذ اتخذ جسدًا مماثلاً لطبيعة أجسادنا، وإذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد، فقط بذل نفسه للموت عوضًا عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا فعله من أجل محبته للبشر، أولاً: لكى إذ كان الجميع قد ماتوا فيه، فإنه يُبطل عن البشر ناموس الموت والفناء، ذلك لأن سلطان الموت قد استُنفد فى جسد الرب، فلا يعود للموت سلطان على أجساد البشر (المماثلة لجسد الرب). ثانيًا: وأيضًا فإن البشر الذين رجعوا إلى الفساد بالمعصية يعيدهم إلى عدم الفساد ويحييهم من الموت بالجسد الذى جعله جسده الخاص، وبنعمة القيامة يبيد الموت منهم، كما تبيد النار القش . (5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
1 - ضد الاريوسيين الرساله الاولي . ترجمة و إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . فصل 11

2 - مرجع سابق . فصل 13

3 - مرجع سابق . فصل 15 ، فقره 14

4 - مرجع سابق . ف 15 ، فقره 16

5 - تجسد الكلمة ، ترجمه عن اليونانيه د / جوزيف موريس فلتس ، إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . فصل 8 فقره4 ص22.


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل هناك فرق بين عمل الفداء، واستحقاق الفداء
علي من ينتقد شريعة الفداء الحق واثبات معتقد " الفداء العنصري "
عظات الفداء لمثلث الرحمات الأنبا اثناسيوس مطران بني سويف
التجسد و الفداء لمثلث الرحمات نيافة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا
كيف شرح القديس اثناسيوس الفداء لـ الأب جورج فلورفسكي


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024