السيد المسيح له المجد اكتنز في هذا السر فاعلية صلبه وموته وقيامته إذ يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: "نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن في جدة الحياة. " (رو6: 2-4).
فالروح القدس الذي كان يرف على وجه المياه وأعطى الخليقة الحياة، في بداية خلقة العالم، هو بعينه يعطى ماء المعمودية قوة لكي يولد المسيحي المؤمن ميلادًا ثانيًا روحيًا جديدًا. وهذا الميلاد الروحي الذي من فوق وضحه السيد المسيح له المجد في حديثه مع نيقوديموس قائلًا له: "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح " (يو3: 16).
فيصير المعمد بهذا الميلاد الثاني، ابنًا للآب السماوي في المسيح بعمل الروح القدس.
والمعمد بميلاده الجديد ترجع إليه الصورة الإلهية مرة أخرى التي فقدها آدم بمخالفة الوصية وتشوهت بالخطية.
ولما كان سر المعمودية هو السر الوحيد الذي يغمر الكاهن الصليب في مادته. والصليب له أثره الظاهر في خدمة قداس المعمودية كما يلي:
[1] عندما يبدأ الكاهن صلاة قداس المعمودية يأخذ الزيت الساذج ويسكب منه فيها على مثال رسم الصليب.
[2] لتقديس الماء يأخذ الزيت المقدس ويسكب منه في جرن المعمودية ثلاث مرات بمثال الصليب.
[3] بعد نفخة في الماء ثلاث مرات برشم الماء ثلاث مرات بالصليب.
[4] وبعد صلاة أجيوسيرشم الماء بالصليب ثلاث مرات.
[5] يأخذ الكاهنالميرون ويسكب منه قليلًا في المعمودية مثال الصليب ليتقدس الماء.
فلذا يخرج المعمد بعد ولادته الجديدة، لابسًا الصليب. فان كانت المعمودية بالصليب هي موت المعمد مع المسيح عن الخطية، كذلك هي ارتقاء المعمد إلى السماء حاملًا الصليب في جسده.