كان أباهور جنديًا في الجيش، وحين كان في الإسكندرية واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح أمر بقطع يده اليمنى، ثم ربطه في أحد الثيران ليجري به في شوارع المدينة فيُسحل. بعد ذلك وضع صفائح محماة على جسمه، وقطع يده الأخرى، ثم سكب في حلقه رصاصًا ساخنًا، لكنه تحمَّل كل ذلك بصبرٍ وهو يصلي.
استشهاد ديدرا وأباهور وبيشاي:
سمعت والدته ديدرا بما حدث مع ابنها، فاشتاقت أن تراه. قضت طول الليلة تصلي لأجله كي يسنده الرب في وسط آلامه. وفي صباح اليوم التالي ذهبت ديدرا إلى ساحة التعذيب مرفوعة الرأس واثقة في الله أنه سيتدخل ويهبها قوة الاحتمال. سمع الوالي بحضورها فظن أنها إذ ترى ابنها يتعذب تحثه على العبادة للأوثان. لكنه أُصيب بخيبة أمل إذ رآها تحثه على احتمال الآلام وتشجعه على الثبات في إيمانه. بل وقفت الأم تشهد علانية عن إيمانها بالسيد المسيح. طلب منها الوالي أن تسجد للأوثان فرفضت، فوضع في جنبيها خطاطيف من الحديد المحمى، وظلت تتعذب في صمت حتى أسلمت الروح. أخيرًا استدار الوالي إلى ابنها أباهور وكان لا يزال صامدًا فانقض عليه في غيظ وطعنه بحربة في صدره فأسلم الروح. ثم جاء أخوه بيشاي فعذَّبه الوالي ثم قطع رأسه، فحمل بعض المؤمنين الأجساد الثلاثة ودفنوها معًا.