ختام تفسير سفر المكابيين الثاني
هذا ما تم من أمر نكانور. وبما إنه منذ تلك الأيام بقيت المدينة في حوزة العبرانيين، فأنا أيضًا أجعل هنا خاتمة كلامي. فإن كنت قد أحسنت التأليف ووفقت منه، فذلك ما كنت أتمنى. وإن كان ضعيفا ودون الوسط، فإني قد بذلت وسعى. وكما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعطى لذة وطربا، كذلك تنميق الكلام بطرب مسامع مطالعى السعر. انتهى.
هنا أدرك كاتب السفر الغرض الذي كتب لأجله، ألا وهو تحرير جبل الهيكل (جبل صهيون) وأما تحرير اليهودية بكاملها فقد استغرق وقتا أطول، فإن جهادات المكابين لها بقية على أيام خلفاء يهوذا المكابى، مثل يوناثان و سمعان وهركانوس، وهي الأحداث المذكورة في سفر المكابين الأول منذ موت يهوذا وحتى تسلم يوحنا هركانوس قيادة الأمة.
ورغم أنه لم تحكم أورشليم دولة يهودية مستقلة منذ ذلك الوقت فصاعدا، إلا أن المدينة كانت بالفعل في حوزة اليهود المتدينين بدلا من المرتدين و الأجانب (أنظر 1مكا 1: 38) كما ظل ألكيمس رئيسا للكهنة حتى مايو 159 ق.م. وظلت المدينة هكذا حتى سقطت في يد بومباى Pompey القائد الروماني سنة 63 ق.م.
وبهذا يكون يهوذا المكابى والذي تدور أحداث هذا السفر كله حول أعماله، قد أتم رسالته من حيث استعادة الحرية الدينية واستئناف الخدمة في الهيكل والعمل بالناموس.
ثم يأتي يوناثان المكابي من بعده ليتخذ خطوات أعظم نحو تحرير أورشليم (1 مكا 10: 6-11 و 12: 35-37) وقد عرف عنه أنه كان دبلوماسيا ماهرا، ومن بعده أتى سمعان المكابى والذي حقق ما هو أعظم من الجميع في الحصول على كامل الحرية (1 مكا 13: 39، 41) وفي الاستيلاء على قلعة عكرة Akra (1 مكا 13: 49 - 51).