ما هو المفهوم الخاطئ للقضاء و القدر؟
يعتقد بعض الناس أن الإنسان لا يملك شيئاً من أمره وإنما هو كائن يُسيره القضاء والقدر. و أن كل شيء مكتوب لا محالة. و يجعلون كل شيء سيء يحدث علي أنه هو القضاء و القدر. إن هذا الإيمان بمسبق كتابة الله لأقدار البشر يرفع عن الإنسان مسألة هامة جداً، وهي مسؤولية الشر في الدنيا. فإن أي حدث شرير يعود سببه إما إلى الإنسان أو إلى الله! في حال أردنا أن نحلل الأمور منطقياً. ولما كان صلاح الله في الأديان بديهية لا يجب المساس بها، فإن مسؤولية الشر تعود إلى الإنسان. وهنا إذا أراد الإنسان أن يرفع المسؤولية عنه لابد له أن يعيد هذه المسؤولية إلى قوة مجهولة(القضاء والقدر) أو إلى حكمة إلهية مجهولة(حكمة الله الخيّرة)، ويسلم أمره متحرراً من المسؤولية تجاه أي ألم أو شر في واقع الحياة.
فلماذا مات هذا أو ذاك لسبب أو آخر، هكذا والآن؟ إنه القدر! بينما قد تختفي وراء ذلك أسباب كالإهمال والجهل والشرور الأخلاقية البشرية التي يجب أن يحمل مسؤولياتها ليس علم الله السابق و إنما إرادة الإنسان الحرة. إذن إن مفهوم القضاء والقدر هو مقولة قديمة فلسفية ثم دينية، وهو أسهل أسلوب لرفع مسؤولية الإنسان تجاه الشرور في الدنيا.