تأمل الأنبا بيشوي لعيد الميلاد 2005
تأمل أبينا الحبيب نيافة الأنبا بيشوى
فى عيد الميلاد المجيد لعام 2005
في عيد الميلاد المجيد نتذكر أن الرب قد جاء بنفسه ليفتقدنا وقد حركته محبته ورغبته القوية في خلاصنا كقول زكريا الكاهن عند ميلاد يوحنا المعمدان إذ تنبأ عن مجيء السيد المسيح وقال: "بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليضئ على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدى أقدامنا في طريق السلام" (لو1: 78، 79).
إن حالة البشرية عند ميلاد السيد المسيح كانت في منتهى البؤس والشقاء والضياع. وكان الرب يدرك جيداً مقدار شقاوة البشرية التي باعت نفسها للموت والهلاك الأبدي وصارت تحت سلطان إبليس الذي لا يرحم. لقد كانت عبودية الشعب قديماً تحت سلطان فرعون رمزاً لذلك الحال وقال الرب وقتها لموسى النبي: "إنى قد رأيت مذلّة شعبى الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخّريهم إني علمت أوجاعهم. فنزلت لأنقذهم" (خر3: 7، 8).
إن الرب يرى كل ما نعانيه في حياتنا من محاربات الشياطين ولن يتخلى أبداً عنَّا. إنه هو ذلك الزائر العجيب الذي جاء إلى العالم وعنده القدرة أن يأتي إلى عالمنا الصغير كلما طلبناه ليحوّل غربتنا إلى مشهد سماوي فيه السلام وفيه المسرة وفيه تمجيد اسم الله الذي أحبنا وأنار حياتنا بمجده العجيب.