منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 06 - 2012, 05:17 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

سؤال :
هل الإنسان مخير أم مسير ؟ وإن كان مخيراً , فهل هو مخير فى كل شيء ؟

الجواب :
هناك أمور لا يجد الإنسان نفسه مخيراً فيها .
حقاً إن الإنسان لم يكن مخيراً من جهة الوطن الذى ولد فيه , والشعب الذى نشأ بينه , ومن جهة الوالدين اللذين ولداه , ونوع البيئة التى أحاطت بطفولته وتأثيرها عليه , وكذلك نوع التربية التى عومل بها .
ولم يكن الإنسان مخيراً من جهة جنسه , ذكراً أوأنثى . ولم يكن مخيراً من جهة شكله ولونه , وطوله أو قصره , ودرجة ذكائه , وبعض المواهب التى منحت له أو التى حرم منها , وما ورثه عن والديه .. إلخ .
ولكن الإنسان فى تصرفاته وأعماله الأدبية , هو مخير بلا شك .
يستطيع أن يعمل هذا العمل أو لا يعمله . يستطيع أن يتكلم أو يصمت . بل إنه يستطيع - إن أراد – أن يصلح أشياء كثيرة مما ورثها , وأن يغير مما تعرض له من تأثير البيئة والتربية .
يمكنه أن يلقي الماضى كله جانباً , ويبدأ حياة جديدة مغايرة للماضى كله , يتخلص فيها من كل التأثيرات السابقة التى تعرض لها منذ ولادته ...
وكم من أناس استطاعوا فى كبرهم أن يتحرروا من تأثيرات البيئة والتربية والوراثة التى أحاطت بهم فى صغرهم . وذلك بدخولهم فى نطاق تأثيرات أخرى جديدة , عن طريق القراءة , أو الصداقة والعشرة , أو بتأثير مرشدين روحيين ومعلمين جدد , أو بتأثير الدين والإجتماعات , كما حدث لأشخاص نشأوا فى حياة ضائعة وتابوا , أو غيرهم نشأوا فى حياة روحية وضلوا .
وحتى من جهة المواهب أيضاً ...!
يمكنه أنه ينمى المواهب التى ولد بها , أو أن يضعفها بعدم الإستخدام . وقد يكون إنساناً قليل المواهب , ويستطيع أن يتعهد هذا القليل بالممارسة والإهتمام فتكبر مواهبه , أو يكتسب مواهب لم تكن عنده , ويصير فى حالة أفضل ممن ولد موهوباً وأهمل مواهبه .
وهناك أمور كثيرة تدل على أن الإنسان مخير لا مسير .

1-إن وجود الوصية الإلهية دليل على أن الإنسان مخير .
لأنه إن كان الإنسان مسيراً , ولا يملك إرادته ولا حريته , فما معنى الوصية إذن ؟!
وما فائدة الوصية إن كان الإنسان عاجزاً عن السير فيها , وإن كان مسيراً على الرغم منه فى اتجاه عكسي ؟! وعلى رأى الشاعر الذى قال :
ألقاه فى اليم كتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
وحتى إن كان الإنسان مسيراً فى طريق الوصية , فلا لزوم للوصية إذن .
لأنه سيسير فى هذا الطريق بالذات , وجدت الوصية أو لم توجد !!
ولكن الأمر المنطقي هو أن وجود الوصية دليل على أن الإنسان مخير , هو فى حريته يتبع وصية الله أو لا يتبعها . وهذا ما نشاهده فعلاً .. بإمكان الإنسان أن يطيع وصايا الله إن أراد . أو يعصاها إن أراد . لأن الله وهبه حرية الإرادة وحرية الإختبار .
وضع أمامه الخير , ولكنه لم يرغمه على السير فيه .

2-وجود الخطية دليل على أن الإنسان مخير .
فلو كان الإنسان مسيراً , فهل من المعقول أن الله يسيره نحو الخطيئة ؟ وبذلك يكون شريكاً معه فى ارتكابها ؟! حاشا . إن هذا أمر لا يقبله العقل .. ولا يتفق مطلقاً مع طبيعة الله الذى هو قدوس وصالح , يكره الشر ولا يوافق عليه , ويدعو كل الناس إلى التوبة وترك الخطية .
إذن حينما توجد خطية , يكون الإنسان قد فعلها باختياره وبإرادته , أى أنه كان مخيراً فيما يفعله .
وإن كان الإنسان مخيراً فى فعل الشر , فإنه بالأولى وبالأحري يكون مخيراً فى فعل الخير , ومخيراً أيضاً فى أن يتجه إلى التوبة وترك الخطية . والله يدعو الجميع إلى التوبة . ولكنه يتركهم إلى اختيارهم , يتوبون أو لا يتوبون ..

3-وجود الدينونة دليل على أن الإنسان مخير .
مجرد وجود العقاب والثواب دليل على أن الإنسان مخير فيما يفعله . لأنه من أبسط قواعد العدل , أن لا يحكم على إنسان ما لم يكن فى تصرفاته عاقلاً حراً مريداً . فإن ثبت إنعدام الحرية والإاردة , لا يحكم له أو عليه , إذ أنه لا مسئولية حيث لا حرية .
وبناء على هذا لا يمكن أن يحكم له على خاطئ بالعذاب الأبدى , ما لم يكن هذا الإنسان بكامل اختياره قد شاء لنفسه السلوك الردئ وارتكبه , فأخذ لتفسه جزاء إرادته وعمله . وعلى قدر ما تكون له إرادة , هكذا تكون عقوبته .
ومحال أن يعاقب الله إنساناً مسيراً , لأنه ما ذنب هذا المسير . العقوبة بالأحري تكون على من سيره نحو الخطاء .
ونفس الكلام نقوله من ناحية الثواب . فالله يكافئ من فعل الخير باختياره , بإرادته ورغبته . أما إن كان مسيراً , فإنه لا يستحق ثواباً .

4-وأخيراً , نود أن نقدم أربع ملاحظات :
أولاً : إن الله يحث كل إنسان على الخير , ويرشده ليبعده عن الخطأ . سواء عن طريق الضمير, أو المرشدين والآباء والمعلمين , وبكل عمل النعمة . ومع ذلك يتركه إلى اختياره يقبل أو لا يقبل .
ثانياً : إن الله يتدخل أحياناً لإيقاف شرور معينة , ويمنع من ارتكابها . وفى هذه الحالة لا يكون فضل لمن ترك هذا الشر , ولا يكون له ثواب .
هنا , من أجل الصالح , يسير الله الأمور بنفسه , أو يحول الشر إلى خير . أما فى باقى أمور الإنسان العادية وتصرفاته فهو مخير ويملك إرادته .
ثالثاً : قد يفقد الإنسان إرادته بإرادته . أى أنه ربما بإرادته يستسلم لخطية معينة , إلى أن تصير عادة أو طبعاً , يخضع لها فيها بعد ويفعل ما يريده هذا الطبع , وكأنه أمامه بغير إرادة ..
وكنها عدم إرادة , تسببت عن إرادة سابقة , فعلها الإنسان وهو مخير .
رابعاً : إن الله سيحاسب كل إنسان فى اليوم الأخير , على قدر ما وهبه من عقل وإدراك , وعلى قدر ما لديه من إمكاية وإرادة واختيار . ويضع الله فى اعتباره ظروف الإنسان , وما يتعرض له من ضغوط , ومدى قدرته أو عدم قدرته فى الإنتصار على هذه الضغوط .


من كتاب سنوات مع أسئلة الناس أسئلة لاهوتية وعقائدية " ب "



لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإنسان مخير أم مسير؟
هل الانسان مخير ام مسير؟
المنع لخير الإنسان
هل الإنسان مخير أم مسير و هل يوجد قضاء و قدر في المسيحية
هل الإنسان مخير أم مسير؟


الساعة الآن 06:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024