نهاية العالم والمجيء الثاني وأهميته عند البشر
موضوع نهاية العالم ومجيء السيد المسيح الثاني يشغِل الناس منذ أزمنة طويلة.. ويستغل البعض هذا الموضوع لأهميته ويكوِّنون جماعات أو طوائف ويبتدعون في الدين على هذا الأساس.
والذي يدل على أن موضوع نهاية العالم يشغل البشرية في أزمنة كثيرة هو أنه حتى تلاميذ السيد المسيح أنفسهم كان هذا الموضوع يشغلهم.. فقد ذكر القديس متى في إنجيله ما يلي: "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدّم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر" (مت24: 3). واضح هنا أن مجيء السيد المسيح الثاني ارتبط في حديث التلاميذ بنهاية العالم فقالوا "ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر".
وعندما سأل التلاميذ السيد المسيح هذا السؤال تكلّم معهم في حديث مستفيض عن نهاية العالم، ولكنه حذّرهم من البحث عن ميعاد محدد. وقال لهم أثناء حديثه في الرد على هذا السؤال في نفس الأصحاح من إنجيل متى: "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلاّ أبى وحده" (مت24: 36)..
فبالرغم من أن السيد المسيح تكلّم حديثًا طويلًا جدًا عن نهاية العالم بناءً على سؤال التلاميذ، وبناءً على إشارة سابقة كان قد قالها فشغلهم الموضوع حتى سألوه إلا أنه في الوقت نفسه أكّد لهم أن ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلاّ الآب وحده
وأيضًا بالرغم من تحذيره لهم بهذا القول إلا أنهم في يوم صعوده إلى السماوات بعد قيامته المجيدة من الأموات حاولوا أن يسألوه في نفس الموضوع مرة أخرى، فهي فرصة قبل أن يتركهم، فأجابهم بنفس الإجابة ولكن بمفهوم أوسع فقال:
"ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" (أع1: 7). لم يقل هنا اليوم والساعة فقط بل قال "الأزمنة والأوقات"..
لأنه من الممكن أن يقول البعض قد لا نعرف اليوم أو الساعة لكن من الممكن أن نعرف الشهر مثلًا، لذلك قال السيد المسيح في هذه الآية:
"ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه" لسد الطريق على هذا النوع من التحايل..