رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يمنحنا كل شيء بغنى "ثُمَّ قَامَتْ لِتَلْتَقِطَ. فَأَمَرَ بُوعَزُ غِلْمَانَهُ: دَعُوهَا تَلْتَقِطْ بَيْنَ الْحُزَمِ أَيْضاً وَلاَ تُؤْذُوهَا. وَأَنْسِلُوا أَيْضاً لَهَا مِنَ الْشَمَائِلِ وَدَعُوهَا تَلْتَقِطْ وَلاَ تَنْتَهِرُوهَا" (را 2: 15، 16). في الناموس تقول الشريعة إنك عندما تحصد حقلك لا تلتقط السنابل التي تقع، هكذا يقول الكتاب: "وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي حَصَادِكَ وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ" (لا23: 22)... لكن بوعز قال لهم إذا كان الناموس الموسوي قد أمر بذلك، ولكن هذا أقل من معاملات الله مع الإنسان في العهد الجديد عهد النعمة والخلاص. من الممكن في العقوبة أن يعطى الله العقوبة بقدر الخطية، إنما بالنسبة للنعمة لا يعطى أبدًا النعمة على قدر استحقاق الإنسان،كما يقول معلمنا بولس الرسول: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ..." (رو5: 15). فإن كان الإنسان يتعامل حسب طبعه وحسب سخائه وحسب أصله، فماذا تكون المعاملة إن كانت من الله نفسه، وهو أصل وعلة كل شيء في الوجود..؟ إنه يتعامل في منتهى الكرم ومنتهى السخاء. قال لهم بوعز: أنا لا أريدها أن تأخذ بالقدر التي سمحت به الشريعة في الناموس، لكن بدون أن تجرحوا مشاعرها، وبدون أن تعيروها، لأن "اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ.." (يع1: 5)، أنسلوا لها من الشمائل وألقوه لها فتفتكر أن هذا قد وقع من الحصادين، وهكذا تكون العطية في الخفاء. ليتنا نفهم إن الله يعاملنا بهذه الطريقة، كثيرًا ما نفتكر أن الله يعطى لنا على حسب ما نستحق.. كلا، فهو يعطينا أكثر مما نستحق بكثير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|