في طريقي إلي كنيسة الشهيد مار جر جس باسبورتنج كنت أقرأ سيرة القديسة نونا Nonna التي بحق سحبت كل فكري، وشعرت بالخجل من نفسي أمامها.. ولم أُدرك بماذا أجيب إلهي في يوم الرب العظيم.
يروي لنا ابنها القديس غريغوريوس اللاهوتي عنها أنها جذبت زوجها فترك عبادة الأوثان لا ليصير مسيحيًا فحسب، بل وكانت الشياطين تهرب من أمامه!...
وقف متعجبًا من أمه التي حولت والده إلي المسيحية، وصار فيما بعد أسقفًا ناجحًا. صار الاثنان وهما بعد في الجسد كأنهما يحملان جسدين روحيين ..ربما لأنهما عاشا بعد ذلك بتوليين.
قال عبارته الرائعة عن والده الأسقف: "هوذا الراعي الصالح هو ثمرة صلوات زوجته وإرشادها، تعلم منها حياته الرعوية المثالية".
أنجبت القديس غريغوريوس الذي دُعي باللاهوتي، وأيضًا قيصريوس الذي كان طبيبًا نابغة تقيًا يشهد بحياته بين رجال الدولة. كما أنجبت جورجونيا التي حملت أيقونة حية لأمها، فكسبت بدورها رجلها أليبوس إلي الحياة الروحية السامية، وأنجبت ابنين صارا أسقفين!"
كنت غارقًا في أفكاري كيف يمكن لسيدة أن تغير ملامح أسرتها، فتكون سبب بركة لرجلها وأبنائها وأحفادها، وتجعل من الكل "أسرة مقدسة" علي مستوي فائق.
وإذ دخلت الهيكل جاءني إنسان يشتكي من زوجته الخادمة في التربية الكنسية، فقد ضاق قلبها جدًا من جهة أسرتها.. فحزنت للغاية!
* إلهي هب لي القلب الملتهب حبًا.
بك غيَّرت نونا حياة أسرتها،
علمني كيف أشهد لك،
ليتسع قلبي بالحب لك ولكل من حولي!
متى أسلك كما سلكت هذه السيدة،
لقد نجحت كزوجةٍ وأمٍ وجدةٍ!
روحك القدوس هو سرّ نجاحها!
