رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يكن للمسيح مكانًا يُعَلِّم فيه أحيانًا كان يعلم وهو جالس على الجبل، وأحيانًا يكلم الناس وهو واقف في سفينة وهم جلوس على الشاطئ... وأحيانًا كان يعلم وهو في وسط الزروع والبساتين، يتأمل مع تلاميذهزنابق الحقل وطيور السماء... وأحيانًا كان يعلم في الخلاء، في موضع قفر، في البرية. وأحيانًا في الطريق... وعلى العموم لم يكن له مكان خاص للتعليم، لا مركز ثابت ولا مكان ثابت.. بل لم يكن له أين يسند رأسه (لو9: 58). وإذ أخلي ذاته من الارتباط بمكان معين، أصبح له كل مكان... عجيب أن الله الذي ملأ السموات والأرض، لم يكن له أين يسند رأسه... عندما ولد يقول الكتاب: "لم يكن له موضع في البيت" (لو2: 7). وطول فترة تجسده على الأرض لم يكن له مسكن معين. يذهب أحيانًا إلى بيت مريم ومرثا، وأحيانا إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، وأحيانا إلى إلى بيت سِمعان، وأحيانًا إلى بستان جثماني... ما أعجب قول الكتاب: "ومضي كل واحد إلى بيته، أما يسوع فمضي إلى جبل الزيتون" (يو8: 1)... والذين كانوا يتبعونه، كانوا يسيرون وراء المجهول... لا يعرفون لهم موضعًا ولا مركزًا، ولا مالية معينة، ولا عملًا محددًا. عندما قال السيد لمتي اللاوى: "اتبعني"، تبعه متى... ولو سألته: "إلى أين؟" لما عرف كيف يجيب... ولو سألته ماذا ستعمل؟ لوقف أمام علامة استفهام لا جواب لها. لقد أراد الرب لتلاميذه أن يخلوا ذواتهم أيضًا... هم مجرد تلاميذ، لا يعرفون لهم عملًا سوي أن يتبعوا المسيح، الذي لا يعرفون له وظيفة ولا عملًا رسميًا ولا مكانًا ثابتًا... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|