الشهيد ثيؤدورت الكاهن
كان يوليانوس عم الإمبراطور يوليانوس الجاحد واليًا على الشرق ومقيمًا في إنطاكية، سمع أن الكنيسة الكبرى تمتلك ذهبًا وفضة (ربما يقصد بذلك الأواني المقدسة)، فأمر بإحضار ما في الخزانة. إذ سمع الكهنة هربوا أما الكاهن ثيؤدورت ففي غيرته لم يهرب بل أستمر يعقد الاجتماعات ويهتم بقطيع السيد المسيح.
رفض ثيؤدورت الكاهن تقديم الأواني المقدسة، فاستدعاه الوالي واتهمه بأنه حطّم التماثيل وأقام الكنائس عوض البرابي الوثنية في العهد السابق له. كان الأب ثيؤدورت قد أقام كنائس على مقابر الشهداء، وقد قام الكاهن يوبخ الوالي على جحده لمسيحه.
تعرض الأب لعذابات كثيرة، وقد تعرض الجلادون لحالة إحباط شديد، إذ رأوا ملائكة تحيط بالشهيد. اعترفوا بالسيد المسيح فاغتاظ الوالي وأمر بإغراقهم، عندئذ قال لهم الكاهن: "اذهبوا أمامي أيها الإخوة فسأصل إليكم منتصرًا على العدو". سأله يوليانوس: "من هو هذا العدو الذي تغلبه؟" أجابه: "الشيطان الذي تحارب أنت لحسابه، أما واهب النصرة فهو يسوع المسيح مخلص العالم".
بدأ يحدث الجلادين عن التجسد الإلهي والخلاص، وكان الوالي يهدده ويتوعده، وأخيرًا قطع رأسه.
استولى الوالي على الأواني المقدسة وألقى بها على الأرض استخفافًا بها، ثم كتب إلى الإمبراطور يروي له ما حدث فغضب عليه لعنفه الشديد.
أصيب الوالي بآلام شديدة لمدة أربعين يومًا وانتهت حياته بمرارة.