رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" فاجتمعَ شيوخ بني إسرائيل وجاؤوا إلى صموئيل في الرامة وقالوا لهُ: " أنتَ شختَ، وبنوكَ لا يقتدون بكَ، فأقم علينا ملكاً يقضي بيننا كما هيَ الحالُ في جميع الأمم ". فاستاءَ صموئيل من قولهم: " أقم علينا ملكاً يقضي بيننا ". فصلَّى إلى الرب. فقالَ لهُ الربُّ: " اسمع لكلام الشعب في جميع ما يقولون لكَ. فهُم لا يرفضونكَ أنتَ، وإنما يرفضونني أنا كملك عليهم. فكما عاملوني منذ أخرجتهم من أرض مصر إلى هذا اليوم إذ تركوني وعبدوا آلهة غريبة، هكذا يعاملونكَ أنتَ أيضاً. فاسمع لقولهم، ولكن أنذرهم وأخبرهم بحقوق الملك عليهم ". فأخبَرَ صموئيل شيوخ الشعب الذين طلبوا منهُ ملكاً بجميع ما كلَّمهُ بهِ الرب، وقال لهم: " هذه حقوق الملك عليكم: يأخذ بنيكم ويُجندهم لخيلة ومركباته وللجري أمام مركبته. ويتَّخذ منهم قادة ألف وقادة خمسين وفلاَّحين وحصَّادين وصنَّاعاً لآلات حربه وأدوات مركباته. ويتَّخذ بناتكم عطَّارات وطبَّاخات وخبَّازات. ويأخذ أفضل حقولكم وكرومكم وزيتونكم ويُعطيها لرجاله... وأنتم تكونونَ لهُ عبيداً. في ذلكَ اليوم تصرخون إلى الرب، كي يُنقذكم من الملك الذي اخترتموه لأنفسكم، فلا يُجيبكم الرب، فرفضَ شيوخ الشعب أن يسمعوا لصموئيل وقالوا: " كــلاَّ، بــل يملــك عليـنا ملـكٌ. ونكون نحنُ أيضاً كسائر الشعوب... " (1 صموئيل 8 : 4 – 20). لا نُريدُ ملكاً علينا ... عبارة همسها الروح القدس في أذني... وأنا تعودت، ومن أول ما بدأت أشارك " دروس وعِبَرْ من فم الله " والتــي نكتبهــا أسبوعيــاً فــي نشــرة الكنيســة " News Letter "، أن أتلقَّى عنوان المشاركة أولاً، في خلوتي اليومية مع الرب، ومن ثمََّ تبدأ أفكار هذه المشاركة بالتوالي تباعاً إلى أن أنتهي من كتابة هذه المشاركة. عندما سمعت هذه العبارة من الروح القدس: لا نُريدُ ملكاً علينا ... تبادر إلى ذهني، المقطع الذي يتكلم عن هذا الموضوع والذي أدرجناه في بداية هذا التأمل، لكنني لم أفهم فحوى الرسالة التي أرادني الرب أن أوصلها لكم، فبدأتُ أصلي، إلى أن توضحت لي الصورة، وسوف أشارككم برسالة الرب لنا لهذا الأسبوع. من الواضح بعدَ التأمل، بهذا المقطع الكتابي، بأنَّ الله لم يكن يُريد قطعاً أن يُقيم ملكاً على شعبه، وقد اعتبرَ مطالبة الشعب لصموئيل النبي، بأن يُقيـم عليهـم ملكاً، بمثابة " رفض لله "، إذ قال الله لصموئيل: " فهم لا يرفضونكَ أنتَ، وإنما يرفضونني أنا كملكٍ عليهم ". لكــــــن... ما لفتَ نظري أنَّ الله وافق على إقامة ملك !!! ومن خلال قراءتنا للعهد القديم نرى أنَّ الله تعاملَ مع كل الملوك الذين توالوا، بإيجابية مُطلقة، ودَعَمَهُمْ في كل معاركهم مع أعدائهم، وكأنَّ شيئاً لم يكن، وكأنهُ نسيَ الموضوع وتخطاه، بالرغم من اعتباره بأنَّ الشعب رفضهُ كملك عليهم !!! حتى الآن لم أفهم السبب الحقيقي لرفض الله، إقامة ملك على شعبه من الناحية العملية المتعلقة بإدارة شؤون الدولة وتنظيمها، لكن هذا الشق لا يهمنا كثيراً، لكن ما يهمنا هو المعنى الروحي لهذا الموضوع والذي سنتأمل فيه معاً. نقاط لا بدَّ من وضعها أمام أعيننا لكي ندرك الدرس والعبرة من هذا التأمل: * نريد ملكاً علينا – كما هيَ الحال في جميع الأمم – نكون نحنُ أيضاً كسائر الشعوب... هذه هيَ العبارات التي رددها الشعب أمام صموئيل النبي عندما طالبوه بإقامة ملك عليهم. * والله يعتبر هذه المطالبة رفض لهُ كملك على الشعب، لكنهُ يأمر صموئيل بأن يفعل للشعب كما يقولون، لكـــــن... أنذرهم وأخبرهم بحقوق الملك عليهم !!! ومن هذه الحقوق اللافتة للنظر: - يأخذ بنيكم ويُجندهم لخيله ومركباته، وبناتكم ليكونوا عطَّارات وطبَّاخات وخبَّازات لديه. - يتخذ منكم فلاّحين وحصادين. - يأخذ أفضل حقولكم وكرومكم وزيتونكم ويُعطيها لرجاله. - تكونون لهُ عبيداً. - وعندما تصرخون لي يقول الرب لكي أنقذكم من الملك الذي اخترتموه لأنفسكم، فلن أجيبكم ... ترفضونني ملكاً وحيداً عليكم ؟ لا بأس. تريدون ملكاً آخر عليكم ؟ لا بأس لكن اعلموا حقوق هذا الملك الآخر عليكم... واعلموا أيضاً، أنني لن أنقذكم منهُ. كمـا سبـقَ وذكرنا، فإنَّ تأملنا هذا سيكون في المغزى الروحي من هذا الكلام، وما ينطبق منهُ علينا اليوم كمؤمنين !!! كلمات أطلقها الشعب حينها، ونفذوها واتخذوا لهم ملكاً آخر غير الله، لأنهم أحبوا أن يكونوا كسائر الشعوب من حولهم !!! لكن ماذا عنَّا نحن اليوم ؟ هل اتخذنا ملوك آخرون إلى جانب الله في حياتنا ؟ وهل لسان حالنا: نريد ملكاً آخر علينا إلى جانب الله، فهكذا هيَ الحال في جميع من هم حولنا، ولماذا لا نكون نحنُ أيضاً كسائر الناس... وهل بدأنا ندفع لهذا الملك الحقوق المترتبة لهُ علينا ؟ ومن أهم هذه الحقوق هل أصبحنا عبيداً لهُ ؟ وإن لم يكن في كل شيء !!! أحبائي: إنَّ المغزى من هذا الكلام، هوَ أن ندرك تماماً بإنَّ لكل واحد منَّا كمؤمنين خطة واضحة ومحددة بالتدقيق من الله، تأخذ بعين الاعتبار المواهب والوزنات التي وضعها الله في كل واحد منَّا أيضاً، وإن جازَ التعبير، فلنسمها الخطة رقم واحد، التي سبقَ وأعدَّها لنا قبلَ تأسيس العالم، فكلمة الله تقول لنا: " لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها " (افسس 2 : 10). الله ومن محبته غير المشروطة لأولاده، أعدَّ لكل واحد منهم خطة تتوافق مع ما منحهم من مواهب تمكنهم من القيام بها، وهذه الخطة رقم واحد، تحتوي على كل ما نتمناه، من الحماية، تسديد الإحتياجات، القيادة، التمتع، الفرح، السلام، الشفاء، النصرة.... وأخيراً الإستخدام الكامل والثمر الكثير والذي يدوم !!! لكــــــن... الله وبسبب محبته لنا أيضاً، وبسبب نعمته الفائقة الإدراك، ورحمته التي هيَ جديدة كل صباح، وبسبب ضعفنا ومعاندتنا ورفضنا الخضوع لملء مشيئته، ورغبتنا بتنصيب ملوك آخرين غيره على حياتنا، وإلى ما هنالك من أسباب أخرى تختلف من شخص إلى آخر، يضطر أن ينتقل معنا إلى الخطة رقم 2 أو رقم 3 أو رقم.... ويستخدمنا في هذه الخطط البديلة، ويجعلنا نثمر ونخدم و... لكـــــن... ينبغي أن نعلم أنها ليست خطته الرقم واحد لنا !!! ليست هذه الرسالة في هذا الصباح لتفشيل أحد بيننا، وليست لإدانة أحد بيننا، وليست للشعور بالذنب والتقصير، إنما هيَ لكي يفتح الله عيوننا على خطته الأساسية لكل واحد منَّا، ولكي يُشدِّدْ الركاب المخلعة، ولكي يقفز الأعرج، ولكي ننهض من جديد، ولكي نتمتع ببركات الخطة رقم واحد، ولكي نأتي بالثمر الكثير، ولكي نقف في نهاية المطاف أمام كرسي المسيح ونقول كما قالَ بولس: " قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان، وأخيراً قد وُضِعَ لي إكليل البر "، "، فنسمع من الرب: " نعمَّاً أيها العبد الصالح كنتَ أميناً على القليل فسأقيمك على الكثير ". نعم، لم تكن الخطة رقم واحد لشعب الله، أن يكون لهم ملك آخر غير الله، كسائر الشعوب، لكنَّ الله وبسبب نعمته، انتقلَ معهم إلى الخطة رقم 2، وأقام عليهم ملكاً، ودَعَمَ هذا الملك ووقف إلى جانبه، وأربحَ الشعب معارك كثيرة، وانتقلوا ودخلوا إلى أرض الموعد، لكنها لم تكن الخطة رقم 1، لم تكن كامل مشيئته المرضية والصالحة والكاملة، أضف إلى ذلكَ ما تكبَّدهُ هذا الشعب تجاه ملك الخطة رقم 2، من تسخير لبنيهم وبناتهم، وأرضهم وثمار حقولهم وكرومهم وزيتونهم، أضف إلى ذلكَ أنهم كانوا عبيداً لملك هذه الخطة البديلة. ونحنُ اليوم، وبسبب نعمة الله أيضاً، نفرح وننتصر وتسدد احتياجاتنا، نُستخدم ونأتي بثمر، لكن قسماً كبيراً ممَّا أراده الله، أن يكون بالكامل لنا يذهب لملك الخطة رقم 2 أو 3 أو ... فرحنا ناقص، سلامنا ناقص، نصرتنا ناقصة، تسديد احتياجاتنا ناقص، شفاؤنا غير كامل، استخدامنا ليسَ كما ينبغي وثمرنا قليل، ليست الحياة الفياضة التي أرادها الله لنا، وأخبرنا عنها. الفيض بكل تأكيد، يتدفق باستمرار من عرش النعمة لنا، لكنهُ لا يصل لنا بكامله، لأنَّ الملك الآخر يحجب عنَّا جزءًا كبيراً منهُ، لأن كلمة الله تقول أنَّ لهذا الملك حقوق علينا وها هوَ يأخذها. قـال بطرس الرسول: " ... أمَّا أنتم فنسلٌ مختار وكهنــوت ملوكــي وأمــة مقدسـة وشعـب اقتناه الله لإعلان فضائله... " (1 بط 2 : 9). وأمَّا أنتم... وكأنها مقارنة مع آخرين، كالذين اتخذوا ملكاً آخر لهم، لكي يُنبهنا أنهُ لا ينبغي أن نكون هكذا، لأننا مختاري الله لإعلان فضائله، ولتنفيذ مشيئته والخطة رقم 1 لحياتنا. الملوك الذين قد نكون اخترناهم لأنفسنا إلى جانب الله، هم كثر، ويختلف كل ملك عن الآخر، فلكل واحد منَّا مَلِكَهُ الخاص الذي اختارهُ، وربما أكثر من ملك واحد. ولو حاولنا تعداد كل هؤلاء الملوك سيكون علينا كتابة الكثير من الصفحات، لكن لو قررَ كل واحد منَّا التجاوب في هذا الصباح مع هذه الرسالة، مُعطياً الحرية للروح القدس لكشف هؤلاء الملوك، فأنا متأكد أنهُ لن يترك لهُ ملكاً واحداً إلاَّ وسيكشفهُ، حتى لو كان مختبئاً في أعمق الأماكن بعداً وظلمةً. كلنا دون استثناء أقمنا ملوكاً آخرين إلى جانب الله على حياتنا، ونحنُ اليوم ندفع لهم الجزية التي يستحقونها من كل ما أعدَّهُ الله لنا بالكامل وأضحينا مسلوبين منهم، وبمناطق أخرى من حياتنا مستعبدين لهم !!! وأضحينا جميعنا خارج الخطة رقم واحد، التي أعدَّها الله لنا قبل تأسيس العالم لنسلك فيها ونجني منها كل بركاتها لنا، على صعيدنا الشخصي وعلى صعيد الاستخدام والثمر، وانتقلنا لخطط بديلة رقم 2 أو 3 أو ... وقد يكون وضع الكثير منَّا كوضع شعب الله في حينه، نصرخ إلى الله في ضيقنا ولا يسمع، لأنهُ سبقَ لله وقال: إن صرختم لكي أنقذكم من الملك الذي اخترتموه فلن أجيب، والسبب وجود ملك آخر في حياتنا، والحلّ هوَ ببساطة التجاوب مع هذه الرسالة الموجهة لنا من الله في هذا الصباح، ولنصرخ بالصوت العالي: لا نريد ملكاً علينا... لا يكون بعدَ اليوم ملك غيركَ يا الله علينا... هذا من ناحية صرخة القلب الصادقة، أمّأ من ناحية التطبيق العملي فليسَ لنا أوضح ممَّا قالهُ الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية: " ألا تعلمون أنكم إذا جعلتم أنفسكم عبيداً للطاعة، صرتم عبيداً لمن تطيعون: إمَّا للخطيئة التي تقود إلى الموت، وإمَّا للطاعة التي تقود إلى البر. لكن شكراً لله ! فمع أنكم كنتم عبيداً للخطيئة، أطعتم بكل قلوبكم تلكَ التعاليم التي تسلمتموها، فتحررتم من الخطيئة وأصبحتم عبيداً للبر. وتعبيري هذا بشري يُراعي ضعفكم البشري. فكما جعلتم من أعضائكم عبيداً للدنس والشر في خدمة الشر، فكذلكَ اجعلوا الآن من أعضائكم عبيداً للبر في خدمة القداسة " (رومية 6 : 16 – 19). نعم إنَّ إقامتنا لملك آخر على حياتنا، تعطيه الحق بالتسلط وبالتالي يستعبدنا وهذا ما قالهُ الله لشعبه،وما تقوله رسالة رومية لنا، فعندما نجعل أنفسنا عبيداً لهذا الملك، ينبغي أن نطيعهُ مما سيؤدي إلى موت قسم كبير من حقوقنا وميراثنا واستخدامنا وثمرنا لأنها ستذهب لصالح هذا الملك. لكنَّ هذه الرسالة تكمل لتقول: فمع أننا اليوم عبيد، لكن إذا تجاوبنا مع هذه الرسالة التي تسلمناها اليوم، وأطعنا توجيهاتها، سنتحرر من عبودية هؤلاء الملوك الذين نصَّبناهم على أنفسنا، والله الذي يُراعي ضعفنا البشري سيتجاوب مع صرخة قلوبنا، ويمدنا بالقوة، لكي نجعل من أنفسنا عبيداً لهُ وحدهُ، ولا نسمح بعدَ اليوم لأي ملك آخر أن يأتي إلى جانبه. فلنتجاوب مع هذه الدعوة، بطاعة كاملة من القلب، واثقين أنَّ الروح القدس سيعطينا القوة لكي نسقط عروش هؤلاء الملوك الذين سلبوا منَّا كل ما سبقَ وأعدَّهُ الله لنا، وسوف يُعيدنا إلى الخطة رقم واحد ولا نعود نقبل بغيرها بعدَ اليوم، ولننهي رسالتنا كلنا معاً قائلين: أريد العودة إلى الخطة رقم واحد لحياتي. أريد العودة إلى المحبة الأولى. أريد تجديد العهود معك كما يفعل العروسان في أول يوم من زواجهما. جدد دعوتك في داخلي وأشعلني بنار الروح القدس من جديد. أرني من أينَ سقطت لكي أقوم من جديد. أريد ان أرفض الخطايا الصغيرة قبلَ الكبيرة. أريد أن أطرد الثعالب الصغيرة التي أفسدت كرومي. سيَّج بنار روحك حولَ كرمي من جديد. فلتسقط كل عروش مزيفة. وليسقط كل ملك آخر. ولترحل الخطط البديلة عن الخطة رقم واحد. لا نريد ملكاً علينا... لا نريد ملكاً علينا سوى الله وحدهُ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|