منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 02 - 2014, 11:00 AM
الصورة الرمزية emy gogo
 
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  emy gogo غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823

تأملات في ابو الرهبان و مؤسس الرهبنة

"لقد ذاع صيت أنطونيوس لا بسبب كتاباته ولا بسبب حكمته الدنيوية ولا لمهارته في أي شئ وإنما بسبب تقواه الصادقة نحو الله". (القديس أثناسيوس الرسولي)

منذ بداية المسيحية في مصر وبتأثير الإنجيل تأثيرًا مباشرًا نشأت حاسة روحية نسكية عالية بين الأقباط باعتبار تغليب الأحساسات الروحية على الإحساسات الجسدية.
ومنذ القرن الأول ومن أيام الرسل أندفعت نماذج فردية وجماعية كثيرة لتقرير حياة نموذجية (حسب الإنجيل) فيها يعيش الفرد أو الجماعة في عزلة قريبًا من البلاد, ولكن لم يكن هناك منهج معين يعيش عليه الفرد أو الجماعة, لذلك كان من النادر أن يستمر الإنسان في سلوكه الروحاني العالي, وكثيرون من فرط النسك ارتبكت حياتهم وارتدوا.
ففي الأيام الأولى للمسيحية عاشت العذارى المكرسات والرجال الذين خصصوا أنفسهم للصلاة, حياتهم اليومية كجزء من حياة الجماعة المسيحية الواحدة.. أما التوغل في الصحراء فقد كان تجديدًا ثوريًا يرجع تاريخه إلى القرن الرابع (بل هو الثالث) عندما افتتح القديس أنطونيوس عصر الرهبان... ليعيشوا في الوحدة حيث يمكنهم أن يحفظوا إيمان الشهداء حيًا.
إذن فقد كان القديس أنطونيوس هو أول من استأمنته نعمة الروح لتكمل فيه اشتياقات ا لأجيال التي سبقته ليعيش حسب الإنجيل, حياة يحفظ بها إيمان الشهداء حيًا, بعد أن انتهى عصر الإستشهاد, حيث يمكن أن يُطبق قول الكتاب: "من أجلك نمات كل النهار, قد حسبنا مثل غنم للذبح" (رو 36:تأملات في ابو الرهبان و مؤسس الرهبنة .
فالراهب إنسان مسيحي قد مات لكنه قام ليعيش, شاهدًا كل أيام حياته للقيامة الحقيقية.
وكم كان تدبير الله عجيبًا أن يكون أول من يهتم بكتابة سيرة القديس أنطونيوس هو قديس معاصر له ولازمة طويلاً علاوة على كونه أبًا ومعلمًا وكاتبًا من طراز روحي عالٍ, ألا وهو القديس أثناسيوس الرسولي. من هذه السيرة سوف نحاول أن نكتشف كيف "أن الحياة التي اقتبلها القديس أنطونيوس حياة حسب الإنجيل تمامًا, آزرها الروح القدس بقوة فائقة, فقد كان خروجه من العالم وهو ابن عشرين سنة ليعيش في الجبال والبراري المقفرة تعبيرًا عن مستوى الإيمان الناري الذي امتلأ به قلب أنطونيوس الفتى الغض ابن التنعمات لم تحجزه عن تلبية دعوة الإنجيل ظروف أخته الوحيدة اليتيمة ولا إغراءات ثلثمائة فدان تبشر بأيام سعيدة حسب الجسد.

كيف خرج من العالم؟
ولم يمض على وفاة والدته ستة أشهر حتى ذهب ذات يوم كعادته إلى بيت الرب. وفي ذلك اليوم ناجي نفسه وتأمل وهو سائر كيف أن الرسل تركوا كل شئ وتبعوا المخلص (مت 20:4) وكيف ذكر عنهم في أعمال الرسل أنهم باعوا ممتلكاتهم وأتوا بأثمانها ووضعوا عند أرجل الرسل لتوزيعها على المحتاجين (أع 34:4 -35)
كيف بدأ حياة العزلة عن العالم؟
في أول الأمر ابتدأ يقيم في أماكن خارج القرية, وبعد ذلك كان كلما سمع عن رجل صالح في أي مكان خرج يطلبه مسرعًا كالنحلة النشيطة وكان يخضع بإخلاص لكل من زارهم من الرجال الصالحين.. ومن ثم جاهد لإتخاذ صفات كل واحد وتاق لإبراز فضائل الجميع في حياته.
وفي هذا أيضًا كانت الوصية سراجًا لرجله, فهو يبدي إستعدادًا كاملاً للتلمذة لمن سبقوه: "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم.. أطيعوا مرشديكم واخضعوا.." (عب 7:13)
اسلحة انتصاره على العدو:
من الواضح أن سر انتصار أنطونيوس على العدو, هو:
أولاً: اعتماده الكلي على نعمة الرب الذي من أجلنا أخذ جسدًا, ووهب الجسد نصرة على ابليس, حتى يستطيع كل من يحارب بإخلاص أن يقول: "أنا ما أنا لكن نعمة الله التي معي" (1كو 10:15).
ثانيًا: تمسكه الكامل بالوصية التي خرج من العالم طاعة لها, وباع ممتلكاته وترك أهله وأقاربه خضوعًا لصوت الروح المتكلم في قلبه من خلال الوصية, وحبًا في الرب الذي دعاه واختاره ليتبعه ويعيش له.
ثالثًا: ثباته في الرب بعزم القلب. (أع 23:11)

وصيته الأولى والأخيرة لأولاده:
كما عاش القديس انطونيوس حياة حسب الإنجيل تمامًا. هكذا كان يسلم أولاده دائمًا أسرار هذه الحياة حتى آخر نسمة من حياته, فكان يقول لكل من يأتي إليه:
إحفظوا في قلوبكم وصايا الكتاب المقدس, اذكروا أعمال القديسين, حتى إذا ما تذكرت نفوسكم الوصايا بقيت على وفاق مع غيرة القديسين: "لا تغرب الشمس على غيظكم" (أف 26:4) ولا حتى على أي فكر شرير.
ولكي تستمر فينا هذه الحالة فلنسمع قول الرسول ونحفظ كلماته: "جربوا أنفسكم (هل انتم في الإيمان) امتحنوا انفسكم" (2كو 5:13)
ولما أحس بأن ساعة انطلاقه قد قربت أوصى أولاده وصيته الأخيرة التي لم تتغير قط قائلاً لهم: كونوا ساهرين ولا تفسدوا نسككم الطويل, بل كأنكم مبتدئون الآن حافظوا على عزمكم بغيرة, تنسموا المسيح دوامًا وثقوا فيه.
فلنسأل صلواته من أجلنا لكي نقبل في نفوسنا ذلك الروح الناري العظيم الذي قبله هو أيضًا والذي سكن فيه معلمًا إياه كل عمل صالح. كما كتب ذلك في رسالته اثامنة لأولاده.
"وإذا أردتم أن تقبلوه ويسكن فيكم قدموا أولاً أتعاب الجسد وتواضع القلب وارفعوا أفكاركم إلى السماء في الليل والنهار, وأطلبوا باستقامة هذا الروح الناري ليكون هذا الروح العظيم الذي قبله جميع الأطهار".
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبو الرهبنة و الرهبان
الانبا انطونيوس "أب الرهبان" مؤسس حياة الرهبنة في المسيحية
الأنبا انطونيوس ( ابو الرهبان ) مؤسس الرهبنة
الانبا انطونيوس مؤسس الرهبنة
الانبا انطونيوس (مؤسس الرهبنة فى العالم)


الساعة الآن 03:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024