منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 02 - 2014, 09:15 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

الصوم الأربعين المقدس
الصوم الأربعين المقدس

الجمعة 21 فبراير 2014


القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي

كل عام و أنتم بخير بعد أيام قليلة تبدأ رحلة الصوم الكبير و الذى يبدأ بأسبوع الاستعداد ثم الأربعين المقدسة ثم أسبوع الآلام،


و لعلنى أريد فى هذا المقال أن ألفت الإنتباه إلى أن الكثير منا يعتبر هذا الصوم فترة نغير فيها نظام الطعام سواء فقط بتغيير نوع الأكل الذى نأكله أو حتى بالإنقطاع لبعض الفترات عن الأكل و الشرب و ربما حضور بعض أو الكثير من القداسات و كأن هذا نوع من أنواع العبادة لإرضاء الله أو لإرضاء ضمائرنا أننا نرضى الله و فى الحقيقة نحن بهذا نخسر الكثير مما يجب أن نفوز به إذا ما صمنا و لنا الوعى الروحى و الإدراك الداخلى لما يعنيه هذا الصوم بالتحديد و ما يحويه من أسرار و نعمة يمكننا أن ننهلمنها بلا حدود مما يتيح لنا التقدم فى حياة الإيمان فى نمو إلى أعلى و أسمى درجات الكمال المسيحى.
و لذلك يا أحبائى فإننى أدعوكم هذا العام أن ندخل الصوم الكبير و ليس فى ذهننا التفكير فى الدرجة البسيطة من مجرد تغيير نوع الطعام أو الإمتناع لفترات عن الأكل فقط و لكن بالدرجة الأعمق أنها فترة لكل منا أن يدخلها و يركز فيها على إِماتة الذات فالإمتناع عن الأكل فى الصوم المسيحى يريد الرب من ممارستنا له لفت أنظارنا بالممارسة عن ذواتنا و عن هذه الحياة و عن هذا العالم بكل مباهجه و مغرياته التى نلهث وراءها فننسى أبديتنا أو بمآسيه و جراحاته و آلامه و أمراضه التى بها نيأس عن مراحم إلهنا.
عندما يمتنع الإنسان المسيحى عن الأكل و الشرب لفترات ثم يأكل أكلاً بسيطاً فالهدف الأسمى من ذلك أن يلتفت الإنسان أن الغريزة الأهم للجسد و هى الأكل و الشرب ليست هى ما يعطى الإنسان حياته الحقيقية و إنما تُستمد الحياة الحقيقية للإنسان المسيحى من الخبز السماوى الذى هو يسوع المسيح بشخصه حياة كل أحد و لذلك لا عجب أن نرى المسيح فى التجربة الأولى له على الجبل يلفت أنظارنا أنه ليس بالخبز الأرضى يحيا الإنسان بل بكلمة الله التى هى شخصه و وصاياه و ما شخصه و وصاياه إلا محبته الفائفة المعرفة على إدراك العقل البشرى التى لا تٌستعلن فى القلب إلا بالروح القدس و ذلك بطلب الإنسان و إلحاحه.
و كذلك لا عجب يا إخوتى أن نرى الكنيسة المُلهمة بالروح القدس تضع فى جدولها يومياً أن يكون هناك قداس إلهى لكى ما يصوم الإنسان المسيحى عن الطعام تماماً و عندما يفطر صيامه يأكل من ثمار شجرة الحياة التى لم يأكل منها آدم فى الجنة و إختار بدلاً منها شجرة معرفة الخير والشرفإتحد بالموت و الهلاك و الشر و سادت طبيعة الشر بسبب ذلك العالم كله، فالصوم الكبير هو استعادة الإنسان لمرتبته الأولى بالإمتناع عن أكل هذا العالم و إختيار الأكل من الإفخاريستيا، جسد و دم الرب ، شجرة الحياة التى بها نحيا للأبد و دم المسيح الذى به نتطهر من خطايانا ، و هكذا نميت إرادياً ذاتنا و جسدنا و أهواءنا و نصلبها إرادياً عن هذا العالم كما صلب المسيح نفسه إرادياً عنا ليخلصنا و نأكل ثمرة الحياة الأبدية التى بها نحيا و نتحرك و نوجد (اع 17) كخليقة جديدة تحيا بالحب الذى هو الله و لا يسود عليها موت أو هلاك لأنها إتحدت بالحياة ذاتها.
و هكذا يا أحبائى و عندما ندرك عظمة الأبدية التى نتحد بها تتضاءل جداً أمام عيوننا كل مباهج الدنيا و ملذاتها و كذلك آلامها و أحزانها لأننا بالمسيح الذى نتحد به نسمو جداً فوق مستوى هذه الحياة الدنيا التى نعيشها و ندرك كم هى مؤقتة و وضيعة مقارنة بالمجد الذى نحياه بإتحادنا بالمخلص الذى يجب أن نتقدم إليه بروح أهل نينوى فى الإنجماع الكلى فنصوم معاً الكبير و الصغير و نتقدم كشعب متحد بالمسيح تائب نادم على الخطايا و الآثام صالبين الجسد مع الأهواء والشهوات فنرتفع فى كل أسبوع درجة درجة إلى أن نصل إلى القمة فى أسبوع الآلام الذى هو بؤرة السنة كلها فنتحد بآلام المخلص و ندخل معه فى شركة آلامه سراً بتسبيحنا و صلاتنا و شكرنا له على محبته التى لا يُنطق بها و لا يسوغ للسان أن يعبر عنها بأى لغة أو مفردات أو كلمات أو تعبيرات عالمية.
أدعوكم يا أحبائى أن ندخل حقاً إلى الصوم هذا العام بهذا الفكر لكى ما نصعد مع المسيح خطوة خطوة إلى أسبوع آلامه الذى فيه يكشف المسيح لكل قلب مستعد أن يقبل من استعلانات الروح القدس أعماق محبته التى أحبه بها و ما هى الحياة الأبدية إلا أن تنكشف لنا محبة الله لنا فنعرفه و نعرف حبه و ننمو فى هذه المعرفة فننتقل من الموت إلى الحياة الآن و نحن فى الجسد، و هنا فقط يكون الصوم الكبير هو أحلى و أجمل فترات السنة بل و أخفها و أسرعها و التمهيد الحقيقى للقيامة المقدسة ففى داخل ألام المسيح يكمن العزاء و خلف الحزن على خطايانا و التوبة التى نتوبها و نحن صائمون يكمن الفرح الذى لا يُنطق به و مجيد و فى موت المخلص الذى ماته عنا و إماتتنا لذواتنا معه تكمن الحياة الحقيقية التى خُلقنا أصلاً لنحياها.

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصوم الكبير قسمة الصوم المقدس (الصوم والصلاة) للقمص يوسف اسعد - بلغة الأشارة
لماذا يسمى الصوم الكبير بهذه الاسماء (الصوم الكبير- الصوم المقدس- ربيع العام الروحى - السيدى)
الصوم الكبير _ اروع عظة عن الصوم لقداسة البابا شنوده الثالث _ تداريب الصوم المقدس ♥️
ما هي قصة الصوم الاربعيني ومتى بدأ؟ ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الصوم؟
جمعة ختام الصوم به نختم صوم الأربعين المقدسة


الساعة الآن 04:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024