رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرب الروحية فلنتأمل شرح الرسول لهذه الحرب الروحية في الاصحاح السادس من رسالته إلى أفسس إذ يقول: أخيرًا يا أخوتي، تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فان مصارعتنا. ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السمويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل. لكي تقروا أن تقاوموا في اليوم الشرير. وبعد أن تتموا كل شيء، أن تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر، وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة..) (أف 6: 10 – 18). هنا مصارعة، وهنا حرب روحية، وجهاد. السلاح هو سلاح الله الكامل. ولكن ليس معنى هذا أننا لا نجاهد. إنما يجب أن تجاهد، وتعتمد على الله في جهادك. لا تكن مثل شخص قدمت إليه أسلحة الله الروحية، ووقف صامتا لا يستخدمها، ولا يحارب بها الأسلحة موجودة، ولكن عليه أن يحارب. أسلحة الله لها قوتها، ولكن إن لم تستخدمها فستنهزم. إن الأشخاص الذين ذكرهم بولس الرسول باكيًا في (فى 3). كان بإمكانهم أن يستخدموا كل تلك الأسلحة، ولكنهم تركوها، ومالت نفوسهم نحو الخطيئة واستسلموا لها فهلكوا في خطاياهم. على أننا في تلك الأسلحة الروحية نلاحظ البر، والحق، وكلمة الله، والصلاة والطلبة، والسهر.. وكل هذه أعمال. ومعلمنا بطرس الرسول يتكلم أيضًا عن هذه الحرب الروحية فيقول (اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان..) (1 بط 5: 8، 9 ). أن إبليس عدونا مثل أسد زائر. فماذا نفعل إذن؟ (قاوموه).. أي جاهدوا واصمدوا واستبسلوا. ولكن ليس اعتمادا على ذراعكم البشرى، بل. قاوموه راسخين في الإيمان). هذه الآية تدل على الأمرين معًا: الجهاد في مقاومة الشيطان، والنعمة التي يعتمد عليها المجاهد بالإيمان. ومثل هذا الجهاد يدعو إليه بولس الرسول عندما يوبخ العبرانيين قائلا (لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطيئة) (عب 12: 4) هنا جهاد وهنا مقاومة. ولكننا لا نقاوم بقوتنا الخاصة وإنما بسلاح الله الكامل، راسخين في الإيمان. وهكذا يقول بولس الرسوللتلميذه تيموثيئوس (جاهد جهاد الإيمان الحسن). فهنا جهاد وهنا إيمان، والأمر أن يسيران معًا. ويتحدث بولس الرسول عن جهاده فيقول (جاهرنا في إلهنا أن نكلمكم بإنجيل الله في جهاد كثير) (1 تس 2:2). ويقول في رسالته إلى كولوسي (2: 1) (فإني أريد أن تعلموا أي جهاد لي لأجلكم). مثال داود وجليات: كيف انتصر داود على جليات؟ هل انتصر عليه بنعمة الله ومعونته؟ نعم بلا شك. لقد كان داود معتمدًا على الرب اعتمادًا كاملًا. ولذلك قال داود لجليات (أنت تأتى إلى بسيف وبرمح وبترس، وأنا أتى إليك باسم رب الجنود). (هذا اليوم يحسبك الرب في يدى، فأقتلك وأقطع رأسك.. وتعلم هذه الجماعة كلها أنه ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب، لأن الحرب للرب، وهو يدفعكم ليدنا) (1 صم 17: 45 – 47). عظمة داود في هذه الحرب أنه أدخل الله إلى ميدان القتال. قبل مجئ داود لم يكن هنا كلام عن الله. كان الكلام فقط عن الرجل الصاعد، الرجل الجبار، الذي يعير الجيش دون أن يهتم. وكان الكلام أيضًا عن مكافأة الملك لمن يقتل هذا الرجل (1صم 17: 25) أما داود فأدخل اسم الرب إلى ميدان (آتيك باسم الرب.. يحسبك الرب في يدي.. الرب الذي أنقذني من يد الأسد.. لأن الحرب للرب.. إلخ). ولكن هل اكتفى داود بأن أدخل اسم الرب إلى الميدان قال: بالإيمان سأقتل جليات، بدون عمل وبدون جهاد، لأن الحرب للرب وهو سيدفعه ليدنا..! بدون عمل وبدون جهاد، لأن الحرب للرب وهو سيدفعه ليدنا..! كلا، بل إن داود (انتخب خمسة حجارة ملساء من الوادي وجعلها في جرابه، وتقدم نحو الفلسطيني ومقلاعه بيده) (1 صم 17: 40). وكان لما تقدم جليات للقاء داود (أن داود أسرع وركض نحو الصف للقائه، ومد يده إلى الكنف، وأخذ منه حجرًا، ورماه بالمقلاع، وضرب الفلسطيني في جبهته، فارتكز الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض. فتمكن داود منه بالمقلاع والحجر وضربه وقتله. ولم يكتف بهذا، وإنما – إذ لم يكن له سيف – ركض ووقف فوق جليات، وأخذ سيفه واخترطه من غمده، وقتله وقطع به رأسه) (1 صم 17: 48 – 51) حقيقي أن الحرب للرب، وأن الرب هو الذي حبس جليات في يد داود، ولكن كان لابد لداود أن يحارب، وأن يتقدم الصف ويركض وينتخب حجارة معينة، وأن يضع الحجر في المقلاع،ويسدد بمهارة. وكان لابد أيضًا أن يخترط السيف، ويتمكن من الرجل ويقتله.. وكل هذه أعمال.. ومع كل هذه فنحن نرجع الفضل في هذا الانتصار إلى الله، وليس إلى داود. لأنه كان من الممكن أن الحصاة لا تأتى في موضع قاتل بالنسبة لجليات فلا يموت بها. ومع داود حارب بكل مهارة. وانتصر، فأننا مع ذلك نردد قول بولس الرسول (ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى لله الذي يرحم). لابد من الجهاد والعمل، ومع الجهاد والعمل ننسب النصر لله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحرب الروحية |
الحرب الروحية |
الحرب الروحية 3 |
الحرب الروحية (1) |
في الحرب الروحية |