رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب أبو الآباء وعهد مع الله في بيت إيل دخل يعقوب في عهد مع الله.. وفي الكتاب المقدس ما أكثر العهود التي نراها بين الله والإنسان. وهنا نري العهد يقول فيه الله ليعقوب"نسلك يكون كتراب الأرض. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض. وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلي هذه الأرض" (تك 28: 13-15). ومن جانب يعقوب نذرًا، بشروط.. وفي هذا يسجل الكتاب"ونذر يعقوب نذرًا قائلًا: أن كان الله معي، وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه، وأعطاني خبزًا لأكل وثيابًا لألبس، ورجعت بسلام بيت أبي، يكون الرب لي إلهًا، وهذا الحجر الذي أقمته يكون بيت الله، وكل ما تعطيني فإني أعشره لك" (تك 28: 20- 22). الله قدم هنا وعودًا بلا شروط، ويعقوب قدم نذرًا لله بشروط. ولعل سبب شروط يعقوب، أنه لم يكن قد دخل في عمق الإيمان بعد. أنه الآن في بدء علاقته الشخصية مع الله، ويريد أن يتحقق من وعود الله له!! هوذا الله يقول له "ها أما معك، وأحفظك حيثما تذهب". وهو يقول في شروطه "إن كان الله معي، وحفظي في الطريق الذي سائر فيه".. والله يقول له "وأردك إلي هذه الأرض". وهو يقول: "إن رجعت بسلام إلي بيت أبي".. ومع ذلك كان نذر يعقوب هو أول نذر سجله الكتاب المقدس. أنها أول مرة نقرأ في الكتاب كلمة (نذر).. وكان نذرًا مثلثًا: أن يكون الرب له إلهًا، أن يقيم بيتًا لله، أن يعشر كل ما يعطيه الله".. عبارة "يكون الرب لي ألهًا"، قالها في عصر وثني. وكان يعني بها أن يكون الرب إلهه من الناحية العملية في حياته، وليس بمجرد الوراثة. كما تشمل هذه العبارة أيضًا معني العبادة الحقيقية. وهكذا نسمع فيما بعد، أنه عندما رجع سالمًا إلي مدينة شكيم التي في أرض كنعان "أبتاع قطعة أرض.. وأقام هناك مذبحًا. ودعاه أيل إله إسرائيل" (تك 33: 19، 20). وكان يعقوب أول من استخدم عبارة "بيت الله".. وقد قالها في هذه المناسبة مرتين: الأولي حينما استيقظ وقال "ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء". والثانية حينما قال في نذره "أقمته عمودًا يكون بيت الله "تك 28: 17، 22). وجميل حقًا أن يكون أول نذر قد نذره أحد رجال الله، يشمل أقامه بيت لله.. ونذكر في هذه المناسبة أن أبانا يعقوب، كان أول من دشن مكانًا لله. واستخدم في هذا التدشين زيتًا.. إذ يقول الكتاب "وبكر يعقوب في الصباح. وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه. وأقامه عمودًا، وصب زيتًا علي رأسه. ودعا ذلك المكان بيت أيل".." (تك 28: 18، 19). عبارة بيت أيل معناها بيت الله ونحن نذكر هذا الفصل من الكتاب، حينما نحتفل بوضع أساس كنيسة جديدة كما نذكره أيضًا في طقس تدشين الكنيسة، وتدشين المذبح. صدقوني، أنني أعجب كيف عرف أبونا يعقوب فكرة تدشين بيت لله، وكيف استخدم لذلك زيتًا. فيما بعد في أيام موسى النبي، بعد تدشين أبينا يعقوب لبيت أيل بمئات السنين، أمر الرب موسي النبي أن يصنع زيت المسحة الذي يمسح فيه خيمة الاجتماع ويقدسها، ويمسح به المذابح وأواني الخدمة ويقدسها، بل ويسمح به أيضًا هرون وبنيه ويقدسهم ليصروا كهنة للرب (خر 30: 22- 30) لاشك أن يعقوب أبانا، قد عرف هذا الأمر بوحي إلهي، باعتباره رجل الله، وكان هذا عربونًا لمواهبه.. وهنا أحب أن أضيف ملاحظة بسيطة عن بيت أيل: حينما كتب موسى النبي سفر التكوين، وذكر أولي رحلات أبينا إبراهيم بعد دعوة الله له، وقال عنه "فبني مذبحًا للرب الذي ظهر له. ثم نقل من هناك إلي الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته. وله بيت إيل من المغرب، وعاي من المشرق" (تك 12: 7، 8)،إنما كان يقصد مدينة بيت إيل، كما كانت معروفة في أيامه بهذا الاسم. ولكنها قبل أبينا يعقوب لم يكن إسمها هكذا. بل يقول الكتاب حينما سماها أبونا يعقوب (بيت إيل) "ولكن أسم المدينة كانت لوز" (28: 19). المهم أن أبانا يعقوب كان الأول في عدة أمور منها:
تحصينه للمستقبل: وقد أعد له الله رؤية السلم الواصلة بين السماء والأرض، ورؤية الملاك، وسماع الوعد الإلهي، وما قدمه هو من نذر لسببين يتعلقان بالحاضر والمستقبل.. أما عن ذلك الوقت الحاضر، فلكي يطمئنه في خوفه وهربه، وأيضًا لكي يقيم علاقة خاصة معه... وأما عن المستقبل، فلكي يكون له الإيمان الذي لا يتأثر بعبادة الأصنام التي كانت في بيت لابان خاله. فالكتاب يذكر أنه عند هروبه من بيت لابان ليرجع إلى بيت أبيه إسحق، أن "راحيل سرقت أصنام أبيها" (تك31: 19). ولم يكن يعقوب يعرف ذلك (تك31: 32) وذكر أيضًا أن لابان في مطاردته ليعقوب قال له "لماذا سرقت آلهتي" (تك31: 30). ونفسر ذلك بتقسيم الناس في عبادتهم إلى ثلاثة أقسام: · النوع الأول الذي يعبد الله وحده، ويمثله أبونا إبراهيم وأبونا إسحق في أيام أبينا يعقوب. ويمثله قبل ذلك أبونا نوح، وسلسلة رؤساء الآباء التي وردت في (تك5). مثل آدم وشيث وأنوش وأخنوخ ومتوشالح... · نوع آخر كان بعيدًا كلية عن الله، ويعبد الأصنام، مثل شعوب الأرض كالكنعانيين والحيثيين والأدوميين وغيرهم. · نوع ثالث كان يعبد الله الإله الحقيقي، مع تأثره بعبادة الأصنام أيضًا، فكأنه يعبد الله ومعه آلهة أخرى. ومن أمثلة هؤلاء لابان. ولذلك قال حينما عقد اتفاقية مع يعقوب في انفصاله عنه "إله إبراهيم، وآلهة ناحور آلهة أبيهما يقضون بيننا" (تك 31: 53). ولعله وقع في هذا النوع أيضًا سليمان بن داود في أيام شيخوخته حينما حدث "أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه. فذهب سليمان وراء عشتاروت إلهة الصيدونيين، وملكوم رجس العمونيين.." (1مل11: 4، 5). لذلك أراد الله بظهوره ليعقوب وكلامه معه أن يحصنه أيضًا ضد العبادة المنحرفة التي كانت في بيت لابان، والتي ربما تكون قد تأثرت بها أيضًا راحيل التي صارت زوجة ليعقوب، وهي ابنة لابان. على أية الحالات لقد سرّ الرب بنذر يعقوب، وأيضًا بتدشينه ذلك العمود، وتسميته للمكان بيت إيل. لذلك نرى أن الرب لما سمح لأبينا يعقوب بأن يترك لابان، ويرجع إلى بيت أبيه، قال له "أنا إله بيت إيل حيث مسحت لي عمودًا، حيث نذرت لي نذرًا. الآن قم اخرج من هذه الأرض، وارجع إلى أرض ميلادك" (تك31: 13). إذًا كان ظهور الرب لأبينا يعقوب في حلم، والعهد الذي تم بينهما في بيت إيل. كل ذلك كان نقطة تحول أساسية في حياة يعقوب، وبالتالي في نسله... تشجع بعد ذلك يعقوب "ورفع رجليه، وذهب إلى أرض بني المشرق" (تك29: 1). في هذه المرة، سار بإيمان قوي. وكان الله يعدّ الطريق قدامه ويسهل سبله.. أعدّ له كيف يلتقي براحيل ثم بأبيها لابان، بطريقة تشبه إلى حد بعيد كيف يسرّ الرب طريق اليعازر الدمشقي عبد أبينا إبراهيم ليختار زوجة لاسحق إبنه، من نفس هذا البيت، بيت بتوئيل ولابان... هذا الذي قال له أبونا إبراهيم "إن الرب الذي سرت أمامه، يرسل ملاكه معك وينجح طريقك" (تك24: 40) إنه نفس الملاك الذي أرسله الرب ليهدي يعقوب إلى بيت خاله لابان - هذا الذي تذكره يعقوب وهو يبارك افرايم ومنسى (تك48: 16). هناك عند البئر التقى براحيل، كما التقى اليعازر الدمشقي برفقة أمه. وهناك "قبّل يعقوب راحيل، ورفع صوته وبكى. وأخبرها بأنه أخو أبيها وأنه إبن رفقة" (تك29: 11، 12) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|